الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

تحليل مناورة "الركن الشديد 4".. قراءة في دلالات التوقيت والرسائل

حجم الخط
مناورة الركن الشديد4.
غزة - وكالة سند للأنباء

على وقع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة باغتيال قيادات بارزة في فصائل المقاومة الفلسطينية، وبالتزامن مع ذكرى انسحاب الاحتلال من قطاع غزة، نفذت "الغرفة المشتركة" اليوم الثلاثاء، مناورةً عسكريةً في القطاع، تُحاكي عدوانًا واسعًا، وأُطلق عليها اسم "الركن الشديد 4".

تنفيذ المناورة التي استمرت لـ 4 ساعات وتخللها إطلاق صواريخ على البحر، وتنفيذ إنزال بحري، ومحاكاة وسيناريوهات تكتيكية مختلفة، خطوة رأى مراقبون أنها بمثابة "رد مباشر على التهديدات الإسرائيلية، وتجسيد لوحدة قوى المقاومة، واستعراض لقدراتها العسكرية".

وقبل يومين من بدء المناورة، أجرت قيادة "الغرفة المشتركة" جولة استطلاعية وتفقدية لمواقع المقاومة العسكرية، ونقاط الرصد المحاذية للسياج الفاصل مع قطاع غزة، مؤكدةً أنّ هذه المناورة تأتي في إطار الحفاظ على مستوى عالٍ من الجهوزية.

ركن 2.jpg

ركن 4.jpg
 

تعقيبًا على ذلك، عدّ المختص بالشأن العسكري واصف عريقات لـ "وكالة سند للأنباء" تنفيذ هذه المناورة في ظل السقف العالي من التهديدات الإسرائيلية، "رسالة تحدّ وقوة، من فصائل المقاومة".

وأوضح عريقات أن سيناريوهات المناورة (دفاعية، أو هجومية، أو هجوم مشترك) تمثل رسائل واضحة في الميدان، خاصة في ظل ما تحمله المناورة من تنسيق وتواصل سواء داخل مسرح العمليات أو خارجه.

وأضاف أنّ اللافت فيما يجري، هو عدم قدرة الاحتلال على التدخل، أو التأثير على سير المناورة، وهذا يُضاعف أهميتها.

من وجهة نظر عريقات، المناورة ليست استعراضًا ميدانيًا فحسب، إنما تحمل رسائل إسناد وتأثير وطمأنة للجبهة الداخلية، ولاسيما مع تصاعد التهديدات والتلميحات بشن عدوانٍ إسرائيلي واسع قد يمتد لأسابيع.

وقال إنّ الاحتلال اعتاد تصدير أزماته الداخلية إلى الخارج، وهذا التوقيت الذي يعيش فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في حالة خلاف حاد مع الأحزاب الإسرائيلية على خلفية الإصلاحات القضائية، هو بحاجة لـ "لفت الأنظار" واستمالة جمهوره بمثل هذه التهديدات.

واستدرك المختص بالشأن العسكري: "لكن كلفة الحرب باتت باهظة، الأمر الذي يضبط إيقاع المؤسسة العسكرية في التجاوب مع الدعوات المنادية، بشن عدوانٍ عسكري ضد قطاع غزة والضفة الغربية".

"توقيت المناورة رسالة واضحة"..

من جهته، أكد الخبير في الشأن الأمني من لبنان أمين حطيط، أنّ "توقيت المناورة يحمل تحديًا واضحًا، لكل التهديدات الإسرائيلية بشن عدوانٍ عسكري، واغتيال قيادات في المقاومة (..) بل هو ضرب للتهديدات بعرض الحائط".

وقال حطيط لـ "وكالة سند للأنباء" إن المناورة رد واضح ومباشر من المقاومة؛ للتهديدات الإسرائيلية التي تترافق مع تحركات أمنية وإقليمية؛ لاستهداف بنية المقاومة والإجهاز عليها خاصة في الضفة الغربية.

وبيّن أنّ المناورة تهدف لتحقيق أهداف عسكرية ميدانية وسياسية ومعنوية، تتمثل في مراكمة القدرة، وتعزيز القوة واختبار الجهوزية، تحت إدارة قيادة "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة الفلسطينية.

وزاد حطيط، أنّ المناورة تهدف أيضًا لتعزيز الجبهة الداخلية، وطمأنتها من جهة، وإيصال رسالة للاحتلال من جهة ثانية، وذلك عبر استعراض قدرات المقاومة العسكرية، والتلميح بقدراتٍ أخرى سيتم الكشف عنها في أي مواجهة مقبلة.

وذكر أنّ الاحتلال يراقب على مدار اللحظة تنامي قدرات المقاومة، وهو ما يجعل مؤسساته العسكرية والأمنية في حالة انعقاد مستمر، مضيفًا: "إسرائيل تعلم أن مثل هذه المناورات تحمل رسائل واضحة عن وحدة الساحات، وقدرتها على كبح جماح الاحتلال في حال قرر الاستفراد بجبهة دون أخرى".

ركن 3.jpg
 

خطوة تكتيكية..

بدوره رأى الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، أنّ المناورة العسكرية التي جرت اليوم، خطوة تكتيكية مهمة، في سياق تحقيق الردع المطلوب لصالح جبهة المقاومة في قطاع غزة.

وأفاد الشرقاوي لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ المناورة دليل على قوة المقاومة، وأنها قادرة على فرض معادلات من شأنها حماية الجبهة الداخلية.

ونوّه إلى أنّ "توحيد وضبط إيقاع العمل الوطني في فلسطين، من شأنه أن يساعد في رسم استراتيجية وطنية موحدة"، مشددًا على ضرورة البناء والتراكم على ما تحققه من أهداف في قضية العمل الوطني.

يُذكر أنه منذ  العام 2020، تجري المقاومة في قطاع غزة مناورات سنوية مشتركة تحت عنوان "الركن الشديد"، وتشارك بها مختلف الأجنحة العسكرية بهدف؛ اختبار سرعة استجابة المقاومة لأي طارئ، ولمراقبة جهوزية المقاتلين للتعبئة والتصدي لأي عدوانٍ محتمل.