الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بيت فوريك وبيت دجن.. حياة السكان تحت رحمة الحاجز الإسرائيلي

حجم الخط
382990562_240404978629837_7487468349174604639_n.png
نابلس - نواف العامر - وكالة سند للأنباء

"الحاجز مغلق"، قد تكون العبارة الأكثر ترديدًا في بلدتي بيت فوريك وبيت دجن شرق نابلس، بعد أن أصبح الحاجز يتحكم بتفاصيل الدخول والخروج من البلدتين، ليكون العائق الأكبر أمام المواطنين، ونقطة عذاب وإذلال يومية لأكثر من 25 ألف فلسطيني يسكنون خلفه.

ويعدُ حاجز بيت فوريك، من أكثر الحواجز سوءًا في محيط مدينة نابلس، التي يحيط بها 14 حاجزًا إسرائيليًا عسكريًا، منها خمسة حواجز ثابتة، وهي بيت فوريك زعترة وحوارة وصرة وعورتا، وسبعة غير دائمة يتواجد عليها الجنود بين الفينة والأخرى، وحاجزان معززان بصورة دائمة بالجيش والمعدات والتقنيات.

ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجز بيت فوريك عام 2001، في نقطة الوصل مع الشارع الالتفافي الواصل لمستوطنات إيتمار وألون موريه، ولقريتي بيت فوريك وبيت دجن، وأقيم عليه برجا عسكريا، ومهاجع للجنود، ومكعبات اسمنتية، وبوابة إغلاقها يعني شلّ الحركة في البلدتين، وإعاقة وصول المئات من الطلبة والموظفين والمرضى وغيرهم لمنازلهم، واحتجاهم لساعات طويلة حتى بأتي الأمر بفتحها مرة أخرى.

حاجز بيت فوريك (3).jpeg
 

ضحايا الحاجز..

عضو اللجنة الشعبية لمواجهة الاستيطان في بيت دجن صهيب أبو ثابت، يقول إن النساء والأطفال هم أكثر ضحايا الحاجز، فهم يصابون بالإعياء والقهر لساعات طويلة بانتظار فتحه، حيث يقوم الجنود بإغلاق الحاجز لساعات طويلة غير آبهين بمعاناة بمئات وأحيانا آلاف العالقين في مركباتهم بانتظار اجتياز الحاجز للوصول لمنازلهم.

ويتساءل "أبو ثابت" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "ما الذنب الذي ارتكبه المرضى والمعلمون والموظفون وطلبة الجامعات والعمال والتجار، ليستغرق وقت عودتهم لبيوتهم ساعات طويلة قد تصل لمنتصف الليل؟".

ويردف: "التشديدات المفروضة على المواطنين عند عبورهم الحاجز، تشطر التواصل المجتمعي بين قرى بيت دجن وبيت فوريك مع خارجهما، ويوقف الكثير من أنماط الحياة التي باتت مربوطة بمزاج جندي".

ومما يزيد الأمر تعقيدًا وصعوبة على أهالي البلدتين، عدم وجود طريق بديل موصل لهما غير الحاجز، ما يجبرهم للوقوف والاصطفاف بطابور طويل من المركبات بانتظار أن يأمر الجندي على الحاجز بحركة من يده بفتح البوابة!.

وعن ذلك يحدثنا "أبو ثابت": "ساعات الانتظار الطويلة تجبر المواطنين على الجلوس على جانبي الطريق لتبادل الأحاديث، حيث أنه لا طرق بديلة عنه كما الحال مع حواجز أخرى في محيط مدينة نابلس".

من جانبه، يشير رئيس بيت فوريك حسين الحج محمد، إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل في العودة عبر الحاجز وليس العكس، حيث تبدأ المأساة عند الساعة الثالثة ظهرا؛ متزامنة مع عودة الموظفين والطلبة والمرضى، ويمتد الإغلاق بين تنفيس ومنع حتى ساعات منتصف الليل.

ويكشف "الحج محمد" عن أهم سلبيات وأضرار إغلاقات الحاجز المتواصلة، بقيام موظفين واضطرارهم لاستئجار سكنات بديلة قرب أماكن عملهم، بينما يضطر من يعملون في الداخل المحتل للمكوث في أماكن عملهم طوال الأسبوع والعودة في نهايته؛ تحاشيا لعقوبات الحجز والمنع وعرقلة الحركة والمواصلات.

ويردف: "مزاجية الجنود تتحكم في فتح الحاجز وإغلاقه، فيقوم الجندي بالإشارة لمركبة محددة بالعبور ويقوم بالاستجواب المعيق لحركة المواصلات قبل أن يتوقف عن السماح لمركبة أخرى بالعبور بعد ساعة من الزمن وهكذا دواليك".

في حين، يصف رئيس المجلس المحلي لبيت دجن نصر أبو جيش، الحاجز بأنه "حاجز القهر والذل والمعاناة لآلاف المواطنين على جانبيه، فهو ينكل ويحتجز ويعتقل ويمارس العقاب الجماعي ويمنع الإسعاف من نقل الحالات المرضية والإنسانية".

ويضيف في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "استشهد العديد من المواطنين على الحاجز، واعتقل العشرات من أبناء البلدتين، كما تسبب إغلاقه بحالات إجهاض لكثير من النساء الحوامل، عدا عن إصابة آخرين بالرصاص والاختناق خلال الأحداث والمواجهات التي تشهدها المنطقة المحيطة به".

ويستعرض "أبو جيش" المزيد من صنوف القهر والاحتجاز، ويقول:"إغلاق الحاجز يجبر مئات المواطنين على النوم خارج بيوتهم، حتى الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى لم يسلموا من بطش جنود هذا الحاجز".

عقاب جماعي..

من ناحيته، يقول القيادي مناضل حنني من بيت فوريك: "إن الحاجز يشكل عبئا كبيرا على حياة الالاف دون دواع أمنية، لأنه شبه مغلق على مدار الساعة، والهدف واضح هو إذلال المنطقة المحاصرة من المستوطنات والطريق الالتفافي ومنح الراحة للمستوطنين وحدهم".

الوضع الذي أصبح الحاجز يتصف به، وعقوباته الجماعية بحق المواطنين، أمرًا بات لا يطاق بحسب تعبير "حنني"، مضيفًا: "الخشية الحقيقة ربما تكون في انفجار الوضع الناجم عما ينفذه جنود الحاجز بحق الأهالي وحتى حركة تنقل مركبات الإسعاف".

ويستذكر ضيفنا، حادثة دهس مسن فلسطيني بالقرب من الحاجز بسيارة مستوطن، ما أدى لاستشهاده، لكن الأمر مضى وكأن شيئا لم يحصل!.

ويبيّن "حنني" أنه قد يتم البدء بفعاليات في المنطقة للتخفيف من معاناة المواطنين على الحاجز، كالعمل على إقامة مراحيض عامة متنقلة لخدمة المحتجزين والمرضى.

ويبيّن "حنني": "أن منع حركة التنقل والمواصلات وعرقلتها عطلت قيام عشرات المشاريع الاقتصادية والزراعية في المنطقة، إضافة لاقتراب موسم الزيتون، الذي يشهد اعتداءات متصاعدة بحق أهالي البلدتين".

ومن أكثر القصص الإنسانية التي لن ينساها أهالي البلدتين، ما حصل مع إحدى العائلات في قرية بيت دجن قبل شهور، عندما اُغلق الحاجز، ومنع مركبة عروس من عبور الحاجز، ما تسبب بإلغاء حفل زفافها، وتمكنها من الوصول لبيت زوجها بعد منتصف الليل، ودون حفل زفاف.

وتشكّل الحواجز المنتشرة بين مدن الضفة الغربية لا سيما في شمالها، نقاط عذاب يومي للمواطنين خلال تنقلهم وطريقهم لأماكن عملهم ودراستهم.

وتعاني مدينة نابلس منذ أكثر من عام، من التشديدات الإسرائيلية الخانقة على الحواجز المحيطة بها، ما تسبب في تراجع الحركة الاقتصادية في أسواقها، بعد أن بات الدخول أو الخروج من المدينة مشوارًا محاطًا بالمخاطر.

حاجز بيت فوريك (2).jpeg


حاجز بيت فوريك.jpeg