أُصيب 190 فلسطينيًا بينهم 3 بالرصاص الحيّ، فجر اليوم الخميس جراء مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة الشرقية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية؛ لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف.

ونقل مراسل "وكالة سند للأنباء" عن مصادر محلية، قولها إنّ المواجهات في نابلس بدأت قبيل منتصف الليل، بعد اقتحام جيش الاحتلال وآلياته العسكرية، المنطقة الشرقية من المدينة؛ لتأمين اقتحام نحو ألفي مستوطن لقبر يوسف.

وأشار إلى أنّ المواجهات تطورت لاحقًا إلى اشتباكات مسلحة، أشعل خلالها فلسطينيون الإطارات المطاطية في طريق آليات الاحتلال، وزرعوا العبوات الناسفة، وأطلقوا النار على الجنود في أكثر من محور، ما أدى لإصابة جندي إسرائيلي بجروح، وإحراق جرافة عسكرية.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، اشتعلت النار في جرافة عسكرية للاحتلال إثر انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع بها في المنطقة الشرقية بنابلس.

في غضون ذلك اقتحم مئات المستوطنين قبر يوسف، مستقلين أكثر من 40 حافلة قادمة من المستوطنات المقامة على أراضي محافظة نابلس، وأدوا صلوات ورقصات تلمودية داخل المقام، بحماية الاحتلال الذي اعتلت قناصته أسطح البنايات العالية المحيطة بالمنطقة.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طائرات رصد إسرائيلية تحلق في سماء مدينة نابلس خلال فترة الاقتحام.

وأثناء انسحاب الاحتلال فجراً من محيط القبر، اقتحم قوات إسرائيلية بشكلٍ مفاجئ مخيم بلاطة من عدة محاور، ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة، فجّر مقاومون خلالها عبوات ناسفة شديدة الانفجار في طريق الآليات العسكرية الإسرائيلية. 

وأفاد شهود عيان، أن قوات الاحتلال تعمدت تخريب وإلحاق الخسائر المادية بعشرات المركبات الفلسطينية، في مدخل وشوارع مخيم بلاطة.

واندلع حريق كبير في مشطب مركبات قرب مخيم عسكر القديم، شرقي نابلس، بفعل قنابل الغاز التي أطلقها جنود الاحتلال تجاه منازل ومنشآت الفلسطينيين، خلال المواجهات فجر اليوم.

 

إجمالي الإصابات كما أوردها الهلال الأحمر

وأسفرت المواجهات التي اندلعت شرق نابلس عن إصابة 190 فلسطينيًا، وفق ما أفادت به جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرةً إلى أنّ الاحتلال استهدف إحدى مركبات الإسعاف خلال محاولتها نقل أحد المصابين.

وأوضحت أنّ من بين المصابين 3 شبان أصيبوا بالرصاص الحي وآخر بالشظايا خلال مواجهات التي اندلعت قرب ومحيط مخيم بلاطة ؛ ونقلوا جميعهم إلى مشافي المدينة لاستكمال العلاج.

وأُصيب شاب بقنبلة غاز بالرأس في منطقة قبر يوسف، فيما أُصيب آخر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاطي، بالإصابة لإصابة اثنين آخرين برضوض وكسر.

ونبه الهلال الأحمر، إلى أنّ طواقمه تعاملت مع 180 حالة اختناق جراء استنشاق الغاز المُدمع، إلى جانب إخلاء عائلة كاملة استهدف منزلها بقنابل الغاز، وثلاثة من عمال "حسبة نابلس" (سوق الخضار)، بعد تعرضهم للاختناق بسبب حريق في مكان عملهم.
 

 

 

ويشكّل "قبر يوسف" بؤرة توتر في المنطقة على ضوء اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين المستمر للمكان، وما يتعرض له سكان الأحياء المجاورة للمقام من اعتداءات واستفزازات متكررة.

وكان "قبر يوسف" الذي يقع شرقي مدينة نابلس في السابق مسجدا إسلاميا، وفيه ضريح شيخ مسلم يدعى يوسف دويكات من بلدة بلاطة، قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بالسيطرة عليه وتحويله إلى موقع "يهودي مقدس" في أعقاب نكسة عام 1967.