تعرض حيّ الكرامة شمال غرب مدينة غزة مساء اليوم الثلاثاء، لقصفٍ إسرائيلي بعشرات الغارات العشوائية والقنابل الارتجاجية العنيفة؛ ما تسبب بوقوع عشرات الضحايا من شهداء ومصابين، وسط أنباء تتحدث عن استخدام الاحتلال لقنابل الفسفور المحرّم دوليًا ضد المنطقة.
وقالت وزارة الداخلية والأمن الوطني، في بيانٍ مقتضب، إنّ طائرات الاحتلال ومدفعيته تقوم بتدمير حي الكرامة شمال غرب مدينة غزة بسيل من الغارات المتواصلة، وهناك أعداد من الشهداء والجرحى.
وأكدت الداخلية، أنّ سيارات الإسعاف والدفاع المدني لم تكن قادرة على الوصول للمنطقة طوال فترة؛ بفعل كثافة الغارات وتدمير الطرق المؤدية إليها.
ونقل مراسل "وكالة سند للأنباء" عن شهود عيان أنّ الاحتلال أطلق بشكلٍ جنوني عشرات الصواريخ والقنابل الكبيرة على منطقة الكرامة، مستهدفًا عددًا كبيرًا من منازلها وأبراجها وبعض الطرق، والمفترقات، ما أدى لتدمير المنطقة بشكلٍ كامل.
وأضاف شاهد عيان، أنّ طائرات الاحتلال استخدمت قنابل الفسفور الأبيض ضد المنطقة، كما أنها استخدمت القنابل الارتجاجية، وسُمع على إثرها أصوات انفجارات ضخمة، وشُوهد دخانًا متصاعدًا ولهيبًا متوجهًا بالمكان.
وأشار إلى "سماع أصوات غريبة قبل الانفجارات، ما يعني أن الاحتلال يستخدم صواريخ جديدة في عدوانه هذا"، واصفًا ما يحدثه بأنه "إبادة حقيقية وصادمة، فلم يُبقِ الاحتلال شيئًا قائمًا إلا سواه بالأرض".
ووسط حالة من الخوف والذعر، هرب المواطنون إلى الشوارع بحثًا عن أماكن أكثر أمنًا من منازلهم، بينما استغاثت النساء والأطفال بالطواقم الطبية وسيارات الإسعاف، لإنقاذهم وإخراجهم من الحيّ الذي دُمر بالكامل، لكنّ كثافة الغارات واستهداف الطرق، عرقلت الوصول إليهم لساعات.
وتواصل طائرات الاحتلال منذ أربعة أيام قصفها لمنازل المدنيين وأحياء مأهولة وتجمعات للمواطنين، في مختلف محافظات قطاع غزة، دون سابق إنذار، ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء، وإصابة المئات.
وبحسب آخر تحديثٍ صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإنّ الاحتلال منذ بداية العدوان الإسرائيلي، أباد 22 عائلة في قطاع غزة، فقدت 150 شهيداً من أفرادها، بينما بلغ عدد ضحايا العدوان 900 شهيد، إضافة لأكثر من 4 آلاف و500 جريح، بينهم عشرات الأطفال والسيدات.
والفوسفور الأبيض مادة كيميائية يتم نشرها بواسطة قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ وقذائف الهاون، وتستخدم في الحروب لإحداث حرائق بهدف تطهير مواقع معينة، وإضاءة ساحة المعركة ليلاً لتمييز الأهداف، ولإحداث خسائر بشرية واسعة النطاق عن طريق الموت المباشر أو نقل مواد مسرطنة.
وكان الاحتلال قد استخدم القنابل الفسفورية أول مرة في عدوانه على غزة عام 2008، وتؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أنّ "استخدام الفوسفور الأبيض المتفجر جوا فوق مناطق مأهولة، غير قانوني لأنه يعرض المدنيين لمخاطر".