الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

كاميرا مع كل مقاتل..

الإعلام.. سلاح "القسّام" في ميدان معركة "طوفان الأقصى"

حجم الخط
إعلام القسام 2.jpg
رام الله- نواف العامر- وكالة سند للأنباء

لم يكن لمعركة طوفان الأقصى المستمرة منذ عشرة أيام، أن "تُدهش" العالم بما فعلته المقاومة في هجومها على معسكرات ومستوطنات الاحتلال في محيط قطاع غزة، ولم يكن للخداع الذي تمارسه ماكنة الإعلام الإسرائيلية أن يُكشف على حقيقته، لولا ما نقلته لنا كاميرات المقاتلين من كتائب القسام في ميدان المعركة.

"حماس تقتل الأطفال الإسرائيليين وتقطع رؤوسهم"، كذبة كبيرة تناقلتها وسائل إعلام الاحتلال وإعلام غربي، حتى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن نطق ذات العبارة، لكن سرعان ما تكشفت الحقيقة، وعاد البيت الأبيض معتذرًا عن تلك التصريحات.

وجاء مقطع فيديو مصوّر لعناصر من كتائب القسام، وهم يعتنون بأطفال مستوطنين خلال المعارك في كيبوتس حوليت في اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى، لتبدد تلك المزاعم، وتظهر مدى الإنسانية التي يتعامل بها المقاومون مع أطفال ونساء المستوطنين، مقابل ما يرتكبه الاحتلال من مجازر بحق أطفال غزة.

كما أظهر مقطع فيديو سابق، إطلاق سراح مستوطنة إسرائيلية مع طفليها، يصحبها مقاتلون من القسام لتكمل السير باتجاه الأراضي المحتلة.

ومنذ اليوم الأول للمعركة، ضجت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بمشاهد الهجوم المفاجئ والمباغت الذي نفذته كتائب القسام إيذانًا ببدء "طوفان القدس".

ولاقت تلك المشاهد دهشة وفرحة لدى الفلسطينيين، الذين لم يعتادوا على هذا الكم من التوثيق لميدان معركة هي الأولى من نوعها، تخوضها المقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال.

ويجمع إعلاميون فلسطينيون، حديثهم لـ "وكالة سند للأنباء"، على أهمية الإعلام في المعارك التي تخوضها المقاومة، مشيرين إلى أن ما ميّز معركة طوفان الأقصى، وجود كاميرا على جبهة كل مقاتل، ما عرّض روايات الاحتلال للنقض في مقابل إسناد الرواية الفلسطينية الموثقة.

مساند للجبهة الداخلية..

الصحفي الفلسطيني أكرم النتشة من الخليل جنوب الضفة الغربية، يشير إلى أن معركة الوعي وتمثلها المعركة الإعلامية، هي لبّ المعارك السياسية والميدانية والعسكرية، وتهدف لإعادة القضية للمربع الأول.

ويضيف "النتشة" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "يمثّل الإعلام الدور الحقيقي المساند للجبهة الداخلية، ومن يمتلكه يمتلك القدرة على التأثير في الوعي، ويشكل القوة المعنوية بعيدا عن التوصيفات الإنسانية التي تقزّم القضية وثوابتها، بينما يحتاج المقاوم ذخيرة الإعلام في إسناده ورفع شأن مقاومته والدفاع عن الثوابت" .

ويرى "النتشة" أن الجزء الأهم والأكثر حيوية بمهمة الإعلام حاليا، هو مواجهة التطبيع والنسيان والخذلان والواقع العربي الذي أبعد القضية الفلسطينية وثوابتها عن الموقع المركزي، وإعادة الحيوية لها، وهو ما يقوم به نشطاء الإعلام والمؤثرين .

وعلى الصعيد الدولي، يرى "ضيف سند"، أن دور الإعلام الفلسطيني والعربي والدولي المناصر في المعركة الحالية، فضح جرائم الاحتلال ونقض رواياته المضللة، حيث يقابلها نجاحات حقيقية لوسائل إعلام بالعربية والناطقين بغيرها، كمؤثرين بعيدا عن الإعلام التقليدي وسرعة نقل المعلومة ووصولها، حسب قوله.

وفي حديثه عن دور الصحفي الفلسطيني، يقول "النتشة"، إنه "يمثّل الركيزة الميدانية التي يعتمد عليها الإعلام العربي والدولي؛ كونه يملك الحقيقة ويمثّلها"، مشيرًا إلى أن كل مدني فلسطيني بات ناقلًا للحقيقة بالصوت والصورة والكلمة عبر تقنيات مواقع التواصل، وأن هذا يعد عنصرا قويا في فضح الاحتلال وتجريمه، تبعًا لضيفنا.

من ناحيته، يرى الصحفي الفلسطيني مصطفى الخواجا من رام الله، أن هناك تميزا حقيقيا في معركة الإعلام والوعي الحالي في جبهة القتال في معركة طوفان الأقصى، تعتمد على حمل المقاتل والفدائي كاميرا على جبينه ينقل البث المباشر ويصوّر التفاصيل الدقيقة على أكثر من جبهة .

ويضيف "الخواجا" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" قبل أن تعتقله قوات الاحتلال فجر اليوم الاثنين: "مع كاميرا الفدائي بات الاحتلال لا يقوى على تغييب الحقيقة بالصوت والصورة، الأمر الذي يسهم في إحراجه وكسر هيبته وإحداث الشرخ في بنيته المجتمعية والمعنوية .

ويبيّن "الخواجا"، أن الإعلام المقاوم أظهر إنسانية المقاومين الذين يقومون بتطمين النساء والأطفال وعدم قتلهم في الميدان، وهي صورة تنم عن إنسانية المقاومة وإعلامها المتقدم، بينما ينفذ جنود الاحتلال مجازره على الهواء في استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية والدينية والاقتصادية .

الإعلام باللغات الأخرى..

من جهته يرى أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، فريد أبو ضهير، وجود نقص كبير في تقديم الرواية الفلسطينية باللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية، الأمر الذي ترك الساحة الغربية مفتوحة على مصراعيها للإعلام الإسرائيلي وروايته المضللة.

ويتساءل "أبو ضهير" خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، عن حجم الحضور الإعلامي الفلسطيني والعربي على مواقع التواصل الاجتماعي باللغات العالمية، ويقول: "لدينا غياب في حضور المؤثرين على النقيض تماما من تجند الإعلام الغربي وتبنيه للرواية الإسرائيلية نظرا للتغلغل في الغرب".

ويردف: "قوة الإعلام باللغات الأخرى يملكها الرسميون في العالم العربي، لكنهم لا يحملون أو يتبنون القضية، في مقابل جيوش من الإعلاميين الغربيين ومؤيدي إسرائيل"، محملا المسؤولية لغياب الاستراتيجية وتوفير الظروف المساندة.

وفي ذات السياق يقدم الإعلامي حافظ ابو صبرة أمثلة على الانحياز الإعلامي الغربي للرواية الإسرائيلية، كان آخرها وصف مؤسس فيسبوك لحماس برأس الشيطان، وقيام منصة توتير بتصعيد حملات حذف الرواية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن منصة تيك توك الصينية حذفت مقاطع فيديو نشرها على صفحته لنقل الرواية الفلسطينية من الميدان.

ويرى "أبو صبرة"، أن قوة الإعلام الفلسطيني تكمن في مخاطبة الجغرافيا العربية والفلسطينية، وأن جزءًا منها موجه للجمهور الإسرائيلي، في الوقت الذي تسمح فيه سلطات الاحتلال للإعلام الأجنبي بتصوير المستوطنات في غلاف غزة؛ لإبراز ما يسمونه بوحشية الفلسطيني، والظهور بمظهر الضحية، وفق تعبيره.

ويضيف "أبو صبرة" في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "ليتنا نملك 70 نسخة من حسام زملط الدبلوماسي والسفير الفلسطيني في بريطانيا المنافح عن القضية الفلسطينية باللغة الانجليزية وإفحامهم، فنحن نفتقر للمتحدثين باللغات العالمية، وهي الساحة التي يبدع بها المحتل وحاضنته الغربية".

ويمضي بالقول: "لدينا إعلام أبرز قوة وحضور جيش تحرير محلي، وقيادة أركان فذّة، تمكنوا من تغيير التاريخ وسجلوا صفحات جديدة".

ويلفت ضيفنا، إلى أن الاحتلال لجأ لقطع الكهرباء والاتصالات والانترنت عن قطاع غزة، ليغيّب الحقيقة وسحد من نقل صورة الجرائم الإسرائيلية وفعل المقاومة.

ويختم بالقول: "الاحتلال يسعى لتغييب الرواية الفلسطينية وفضح جرائمه، وهو هدف مبرمج من أهداف إدامة العدوان، ويتمثل ذلك باستهداف الصحفيين واستشهاد عدد كبير منهم خلال العدوان المستمر على القطاع".

ولليوم العاشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، مستهدفًا منازل المدنيين بآلاف الأطنان من المتفجرات، ما أدى لاستشهاد 2670 مواطن وإصابة أكثر من 9600 آخرين، في حين لا يزال أكثر من ألف في عداد المفقودين تحت الأنقاض، ما بين شهيد ومصاب.