الساعة 00:00 م
الثلاثاء 07 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.7 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بعد الهجوم على مخيمي نور شمس وجنين..

هل يستغل الاحتلال عدوانه على غزة لإخماد جيوب المقاومة في الضفة؟

حجم الخط
كتائب القسام في جنين (6).jpg
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

رغم تركيز دولة الاحتلال مجهودها الحربي والتدميري نحو الجنوب وقطاع غزة، ورغم حالة الاشتباك اليومية في الشمال وجنوب لبنان، لم تُغفل الدوائر الأمنية الإسرائيلية الضفة الغربية، كأحد الساحات الساخنة في هذه المواجهة المفتوحة.

فمنذ اليوم الأول الذي أعقب معركة "طوفان الأقصى" واستفاقة إسرائيل من صدمتها الكبرى، بدأت دولة الاحتلال تشدد قبضتها الحديدة على الضفة، فعملت على تقطيع أوصال مدنها بالحواجز والسواتر الحديدة والترابية، منفذة حملات اعتقال يومية واسعة، طالت أكثر من 1215معتقلاً.

إضافة لذلك، أصدر قادة الاحتلال العسكريين عدداً من القرارات التي تُطلق يد جنود الاحتلال في عمليات إطلاق النار ضد الفلسطينيين، رغم عدم تشكيلهم أي خطر حقيقي على الجنود، الأمر الذي أدى لاستشهاد أكثر من 95 فلسطينياً.

ويرى محللون، في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء"، أن قوات الاحتلال، باتت ترى في الحرب الدائرة على غزة، فرصة سانحة لإخماد وتصفية بؤر المقاومة المشتعلة في الضفة الغربية لا سيما في شمالها، مستغلة التركيز الإعلامي على ما يجري في القطاع.

تركيز أكثر

مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات، يقول إن الجيش الإسرائيلي يعمل على إضعاف بؤر المقاومة في الضفة؛ حتى لا تنضم للمواجهة الدائرة على جبهة غزة أو جبهة الشمال.

ويكمل: "اشتعال الضفة في هذا التوقيت سيربك الحسابات الإسرائيلية، هذا من جانب، ومن جانب آخر قد تؤدي الحالة المعنوية المرتفعة بين شبان الضفة بعد ما شاهدوه صبيحة 7 أكتوبر، إلى انخراط مزيد من الشبان في حالة المقاومة المتنامية خصوصاً في شمال الضفة".

ويشير "بشارات"، خلال حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الاحتلال يخشى أيضاً من انتقال تجارب "كتيبة جنين" و"كتيبة "طولكرم" وعرين الأسود لمناطق أخرى، خاصة مع ارتفاع الموج المقاوم بعد عملية "طوفان الأقصى".

لذلك كله، يعمل الاحتلال في الضفة وكأنه يسابق الزمن، بهدف استئصال هذه الظاهرة، وفق "بشارات"، مضيفًا: "الجيش الإسرائيلي ومن خلفه جهاز الشاباك يسعى من خلال كل هذه الإجراءات التي نراها للحفاظ على الواقع الميداني بالضفة وعدم تطوره لمشاهد انتفاضة شاملة كما حدث في الانتفاضتين الأولى والثانية".

ويشدد "ضيف سند"، على أن الضفة تشكل خزاناً بشرياً كبيراً ومتداخلاً مع التواجد الإسرائيلي، و"إذا ما تحققت له ظروف الاشتغال يمكن أن يغير الواقع السياسي المفروض، وفتح المجال أكبر أمام مواجهة الاحتلال وتعزيزها".

ويجزم "بشارات"، أن الاحتلال سيكرر ويضاعف عملياته العسكرية ضد جيوب المقاومة في مدن الضفة، وسيكرر ما رأيناه في مخيمي جنين ونور شمس في أماكن أخرى تتواجد فيها عناصر المقاومة.

وإلى جانب الأهداف العسكرية التي يسعى الاحتلال لتحقيقها من استهداف المقاومة في الضفة، يسعى أيضاً لتسجيل أهداف معنوية أخرى، كاستعادة هيبته المفقودة في مستوطنات غلاف غزة، وترسيخ صورة الجندي المتفوق على المقاتل الفلسطيني، كل ذلك من خلال القتل والدمار والرغبة بالانتقام.

ويوم الخميس الماضي، اقتحمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال مخيم نور شمس في طولكرم لاعتقال وتصفية من تصفهم بالمطلوبين، فقتلت 13 فلسطينياً، في واحدة من أكثر الهجمات دموية في المدينة منذ نهاية انتفاضة الأقصى عام 2005.

وفجر أمس الأحد، قصفت طائرة إسرائيلية مجموعة من المقاومين كانوا بالقرب مسجد الأنصار في مخيم جنين، مما أدى لاستشهاد اثنين وإصابة آخرين بجراح خطيرة، في مشهد أعاد للأذهان أسلوب الاغتيال الأشهر الذي مارسه الاحتلال بحق الناشطين خلال انتفاضة الأقصى.

استغلال غزارة الدماء في غزة

من جانبه، يلحظ الكاتب والباحث السياسي سري سمور، ارتفاعاً ملحوظاً في تيرة العمليات الإسرائيلية في الضفة منذ بداية معركة "طوفان الأقصى".

ويقول: "مهما بلغ حجم الإجرام الإسرائيلي في الضفة سيبدوا صغيراً ومحدوداً في نظر الإعلام والمؤسسات الحقوقية، إذا ما قورن بالذي يجري في غزة من جرائم إبادة، وإسرائيل تفهم وتستغل ذلك، وتعتبر أن يديها مطلقتان في مواجهة الفلسطينيين ولن تتعرض لأي انتقاد دولي".

ويلفت سمور في حديقه لمراسل "وكالة سند للأنباء" إلى أن الاحتلال يمزج اليوم بين أسلوب الاجتياح الواسع كما حدث في مخيم نور شمس أو الاجتياح المحدود كما حدث في مخيم عقبة جبر في أريحا أو القصف الجوي كما حدث في مخيم جنين.

ويردف: "هذه الأساليب سنراها في مناطق أخرى في قادم الأيام، فالاحتلال لديه تصنيفاته ويعمل وفق المناطق الأكثر فالأقل خطورة، ضمن تسلسل زمني".

ويستدرك سمور:"لكن حتى نكون واقعين أكثر، فالضفة ليست جبهة عسكرية كبيرة يمكن مقارنتها بغزة أو جنوب لبنان، هي يمكن أن تُشاغل الاحتلال فقط، وتشتت انتابهه وتؤثر على توزيع قواته".

ويختم بالقول: "الضفة هي خاصرة الاحتلال الضعيفة، لذلك أي عملية ومهما بلغت صغيرة في هذا التوقيت بالذات ستؤذيه وتؤلمه".

وشهدت الضفة الغربية، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى"، مظاهرات ومواجهات واشتباكات مسلحة على نقاط التماس مع الاحتلال، نصرة لقطاع غزة وإسنادًا للمقاومة.