لليوم الثاني والأربعين من العدوان، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين في مدينة غزة، بدون أي تغطية إعلامية، بعد أن قطعت الاتصالات والإنترنت عن المدينة وتمكن من قصف وتعطيل كل مشافي المدينة.

وبينما تواصل قوات الاحتلال القصف المكثف من الطائرات والدبابات على أحياء مدينة غزة، استطاع أحد الناجين من مدرسة الفلاح التابعة للأونروا بحي الزيتون جنوب شرق غزة الوصول بصعوبة فجر اليوم لأحد الصحفيين ليكشف له عن مجزرة مروعة ارتكبت مع ظهر يوم أمس الخميس في المدرسة.

وذكر الشاهد أن دبابات الاحتلال التي حاصرت المدرسة أطلقت القذائف المدفعية على المدرسة التي تؤوي نحو عدة آلاف من النازحين، وان الطائرات أطلقت صاروخين أحدهما سقط وسط حشد النازحين في ساحة المدرسة.

وقدر الشاهد أن نحو 140 فلسطينيا استشهدوا على الفور وأصيب العشرات غالبيتهم بجراح بين متوسطة وخطيرة جدا. منوهًا إلى استمرار القصف المدفعي واستشهاد جرحى.

وبينما لم يستجب الصليب الأحمر لنداءات الاستغاثة من النازحين، لم تستطع سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ الوصول للمدرسة بسبب الحصار الإسرائيلي حيث تم استهداف سيارة اسعاف للهلال الأحمر بينما كانت تحاول الوصول للمدرسة.

وفي هذه الأثناء كان عديد الجرحى الذين ينزفون بغزارة قد استشهدوا مع مرور الوقت، ليصل عدد الشهداء حتى فجر اليوم إلى نحو 70 شهيدا، ولا زال العدد مرشحا للارتفاع مع استمرار نزيف الجرحى بدون أي تدخل طبي.

وكانت قوات الاحتلال، وبالتزامن مع ارتكابها مجزرة مدرسة الفلاح، قد حاصرت المستشفى الأهلي المعمداني الذي لا يبعد سوا 2 كم عن المدرسة.

وتوقف العمل تماما في المشفى ظهر أمس، فيما واصلت قوات الاحتلال قصف المباني والمحال التجارية ومقبرة الشيخ شعبان، المحيطة بالمستشفى في حي الزيتون بغزة.

كما استشهد أكثر من 50 صحفيا واعتقل عدد آخر، فيما اضطر الباقين للانتقال لوسط وجنوب القطاع بسبب كثافة القصف الجنوني الإسرائيلي. ويعاني الصحفيون في الوصول لمصادر الأخبار بسبب قطع الاحتلال للاتصالات والإنترنت.

قصف متواصل

وتواصل اليوم الجمعة القصف الإسرائيلي ، برًا وجوًا وبحرًا، على مختلف أنحاء قطاع غزة، وأفاد مراسل "وكالة سند للانباء" بأن نحو 20 شهيدا ارتقوا وأصيب العشرات في قصف لمنزل بحي الصبرة بمدينة غزة، فيما وصل عدد من الشهداء والإصابات لمستشفى الإندونيسي جراء استهداف مسجد أبو الخير بمنطقة جباليا البلد شمال القطاع.

وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مسجد التقوى بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وأغارت على مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع.

وأورد مراسل "وكالة سند للأنباء" وجود شهداء وجرحى واندلاع النيران في قصف إسرائيلي استهدف منزلا ومعرض سيارات قرب مفترق عسقولة بمدينة غزة، كما أسفر قصف إسرائيلي لمنزلٍ وسط منطقة الزرقا شرق غزة عن عدد من الشهداء والإصابات.

واستشهد 3 مواطنين خلال قصف مدفعي إسرائيلي استهدف شارع النزهة في جباليا شمال القطاع.

وأفاد مراسل "وكالة سند للأنباء"، بنقل 3 شهداء جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً لعائلة الأخرس في رفح.

وتواصل اليوم القصف الإسرائيلي على محيط المستشفى المعمداني في غزة، فيما تعرضت منطقة بئر النعجة شمال قطاع غزة لقصف إسرائيلي مدفعي عنيف ووصل عدد من الإصابات بعد استهداف طيران الاحتلال لمسجد الصالحين في بئر النعجة.

وذكر مراسل "وكالة سند للأنباء" أن زوارق الاحتلال استهدفت المناطق الغربية وسط قطاع غزة.

وقصف طيران الاحتلال محيط أبراج الشيخ زايد شمال القطاع، وأرضاً زراعية في منطقة مصبح شمال رفح.

واستهدف الطيران الحربي منزلا لعائلة المطوق بحي القصاصيب شمال قطاع غزة، موقعا عددا من الشهداء والإصابات.

وقصف الاحتلال محيط مسجد أبو سليم في منطقة البلد بدير البلح، كما قصفت طائرات الاحتلال منطقة البركة في دير البلح، وواصلت مدفعية الاحتلال إطلاق قنابل الإنارة في سماء مخيم جباليا وفي محيط المستشفى الأندونيسي.

ومساء اليوم الجمعة، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مركز الوفاء لرعاية المسنين في منطقة الزهراء وسط قطاع غزة، ما أدى لسقزط عدد من الشهداء والجرحى.

ضحايا العدوان بازدياد

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الجمعة، عن ارتفاع أعداد الشهداء إلى أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3300 امرأة، وارتفاع عدد المفقودين إلى أكثر من 3750 منهم 1800 طفل ما زالوا تحت الأنقاض.

من ناحيته، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى إن أكثر من 40 شهيدا و 120 جريحا وصلوا اليوم إلى المستشفى، مضيفا "ولا نستطيع تقديم الخدمة الصحية اللازمة لهم بسبب افتقار المؤسسة للمستلزمات الطبية والأدوية والوقود".

ارتفاع عدد الشهداء الخدج لـ4 

مدير عام وزارة الصحة في غزة مير البرش، أعلن استشهاد الطفل الرابع من الأطفال الرضع في مستشفى الشفاء منذ قطع الكهرباء عن المجمع، مشيرًا إلى أن 5 من الأطفال الخدج في إعياء شديد.

وأكد البرش، أن قوات الاحتلال تمنع إدخال الوقود إلى غزة حتى الآن، مشيرًا إلى أن الغذاء والماء ممنوعان عن مجمع الشفاء حتى الآن.

من ناحيته، أشار مدير المرصد الأورومتوسطي، لغياب كامل للمؤسسات الدولية بشكل مفاجئ عن ما يحدث في قطاع غزة، لافتًا إلى أن وكالة الأونروا أخلت مقراتها في اليوم الأول من العدوان وسمحت للاحتلال بتنفيذ التهجير القسري.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، ويعمل على تجويع الناس ويمارس التهجير القسري بحق الأهالي.

من ناحيته، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، إنهم يواجهون صعوبة كبيرة في التحرك لإغاثة المنكوبين بسبب القصف وقلة الوقود.

وأشار مدير الدفاع المدني إلى أن الاحتلال ارتكب مجزرة في مدرسة الفلاح التابعة للأونروا، إضافة لاستهداف منطقة الصبرة بشكل مكثّف، في ظل عدم مقدرة طواقم الجهاز الوصول لمنطقة شمال غزة.