أشهرت دار نشر تركية كتابا موجها للأطفال بست لغات عالمية، يرصد من خلال النموذج السردي قصة صعود الفلسطيني "أبو عبيدة"، ونشأته على حب الوطن ومواجهة المحتلين.
والكتاب، الذي جاء في خمسين صفحة، مخصص للمستوى العمري 10سنوات، وهو من تأليف مصطفى أوزون، ومترجم عن التركية للغات العربية والإنجليزية والملاوية والسواحلية والكردية.
عنون المؤلف كتابه بـ "أبو عبيدة" وبطل قصته حذيفة، وغلاف الكتاب صورة لهذا الطفل موشحا بالكوفية الحمراء، وحوله عدد من الأقران الذين يبدو عليهم النفير واللحاق بركب زميلهم أبي عبيدة في المسار الذي خطه لمقارعة الاحتلال، وفي خلفية الصورة بيوت مقصوفة وتلتهمها نيران ضخمة.
طفل يناضل لأجل فلسطين
ويستعرض الكتاب من خلال ورقاته المعدودة، ولوحاته الفنية المرسومة، قصة أبي عبيدة، ذلك الطفل الذي عاش في فلسطين وناضل من أجل حرية المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.
يقول المؤلف في توطئة الكتاب: "يعيش الأطفال الفلسطينيون حياة صعبة بسبب احتلال إسرائيل لفلسطين وانتهاك القانون الدولي، وحاولنا في هذا الكتاب أن نروي قصة أبي عبيدة، وحاولنا الكشف عن احتلال إسرائيل لفلسطين".
بطل القصة أبو عبيدة، مثل كل الأطفال، يريد أن يعيش بحرية وأن يكون سعيدا في أرضه، ومع ذلك، فإن إسرائيل تنتهك القانون الدولي باحتلال فلسطين، وتستولي على الأراضي الفلسطينية وتهجر الفلسطينيين من منازلهم وتحرمهم من حريتهم.
رسالة لأطفال العالم
يقول المؤلف: "قصة أبي عبيدة تعطي رسالة إلى كل أطفال العالم أن لا تصمتوا في وجه الظلم، كافحوا من أجل الحرية، فالخير يهزم الشر دائما.
يشرح هذا الكتاب الوضع في فلسطين للأطفال بطريقة بسيطة ومفهومة، يقول المؤلف: من خلال قصة أبي عبيدة ننصح الأطفال بعدم الصمت في وجه الظلم والنضال من أجل الحرية.
يضيف: بطبيعة الحال فإن القضية الفلسطينية تملك العديد من الشخصيات المضيئة. كل واحد من تلك الشخصيات لها أهمية خاصة. وأبو عبيدة هو واحد منهم فقط، ويمكن كتابة قصة كل اسم من هذه الأسماء التي نعرف الكثير منها جيدا في هذه القصة التي كتبناها للأطفال.
ويلفت إلى أنه استخدم اسم ابو عبيدة "للوصول إلى إخواننا الصغار ونتمنى من الله أن يزيد من أثره".
أبو عبيدة.. الناطق باسم القسام
يشار إلى أن اسم أبو عبيدة برز كرمز من رموز الشعب الفلسطيني خلال الحروب الإسرائيلية على غزة، وهو الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
"أبو عبيدة".. الملثم، هو شاب فلسطيني ملثم، يغطي وجهه بكوفية حمراء، رأسه معصوب بشريط كتب عليه "كتائب القسام"، اسمه غير معروف، وهويته مجهولة، وهو مصدر معلومات صادق وموثوق حول مجريات المعارك والتصدي للاحتلال، وأحد مصادر رفع المعنويات لدى الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية.
وينظر إليه الاحتلال بأنه الشريان الرئيسي للحرب النفسية والإعلامية التي تفرضها المقاومة في غزة خلال معاركها مع الاحتلال، ورغم أنها تحث الإسرائيليين على عدم الاستماع إليه، إلاّ أن مقاطعه تحظى بمشاهدة رهيبة في إسرائيل، مع تصديق بما يقوله.
الحديث أو البحث عن أبو عبيدة لا يظهر على غوغل فحسب، فقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات والمنشورات التي تتحدث عن الوجه الإعلامي للقسام، بفخر وإعجاب.
وتحول أبو عبيدة إلى رمز في الشارع العربي الذي يرى فيه صورة البطل الذي أذل الاحتلال وبث الرعب في قلوب مستوطنيه. تنتظره الملايين المتحلقة حول الشاشات بشغف ولهفة وترقب، تنتظر منه خطاباً يبث الروح المعنوية والحماس لديها، معلناً قصف تل أبيب أو مستوطنات الاحتلال او عمليات نوعية ضد الاحتلال.
أما في الداخل الإسرائيلي، فيشكل ظهوره كابوساً وهاجساً للقيادة السياسية والعسكرية التي لطالما أحرجها أبو عبيدة بدحض رواياتها الكاذبة التي تحاول من خلالها تلميع صورتها أمام الرأي العام الإسرائيلي، وبلغ الأمر حد نشر استطلاعات رأي تؤكد بأن الشارع الإسرائيلي يصدق خطاب "الملثم المجهول" أكثر من تصريحات قادته السياسيين والعسكريين.
