الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

بحثًا عن إشارة الإنترنت

بالفيديو فلسطينيون يجدون بالحدود مع مصر ملاذا للتواصل مع العالم

حجم الخط
اشارة.jpg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء:

يتسلق فلسطينيون أبراجا صغيرة وكثبانا رملية ويمضون كثيرا من الوقت خلال ساعات النهار وأحيانا الليل في محاولة لالتقاط إشارة الانترنت المصرية والدولية مع استمرار انقطاع تلك الخدمة منذ عدة أيام.

وعادت خدمة الاتصالات هذا الأسبوع بشكل متقطع في قطاع غزة الذي يشهد حربا إسرائيلية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكثر "دموية وشدة" في القرن الواحد والعشرين.

التقاط إشارة البث

ووجد  علاء مرتجى وآخرون في الحدود بين قطاع غزة ومصر فرصة نادرة لالتقاط إشارة الانترنت والوقوف على مجريات الحرب التي دخلت يومها الثامن بعد المائة.

يقول مرتج وهو نازح من حي الرمال في غزة: "كل يوم أذهب للحدود هنا من أجل التقاط إشارة انترنت على شريحة الفودافون والتواصل مع أهال في الخارج وأتعرف على أخبار الحرب والأقارب والأصدقاء".

ويضف مرتجي (30 عاما) لوكالة سند للأنباء: "إذا الأوضاع هادئة وما في طيران أتسلق أحد الأبراج وأبدأ في التقاط الشبكة وفي بعض الأحيان أغادر المكان خشية القصف الإسرائيلي".

ويتابع "الأسبوع الماضي التقطت إشارة الإنترنت، وبعد لحظات حصل قصف إسرائيلي لكن الحمد لله لم يكن قربنا ونجونا جميعا".

انقطاع متكرر للاتصالات والإنترنت

وانقطعت خدمة الاتصالات والإنترنت عن غزة لحوالي 35 ساعة لأول مرة مساء يوم 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتكرر ذلك الانقطاع لعشر مرات أخرى خلال الأشهر الماضية كان آخرها أمس 22 يناير/ كانون الأول الجاري.

ويشعر 2.3 مليون فلسطيني بالعزلة التامة دون أي اتصال مع بعضهم ومع العالم الخارجي، كما ينقطع التواصل لأيام وأحيانا إلى أسابيع بين المؤسسات الطبية والإغاثية وطواقمهما العاملة على الأرض داخل القطاع.

لكن صحفيين وناشطون في قطاع غزة كسروا حالة العزلة التي يسببها انقطاع الاتصالات وخدمات الإنترنت المتكرر عن القطاع، من خلال استخدام شرائح إلكترونية وفرها ناشطون عرب وأجانب لأقرانهم المعزولين في القطاع.

وخلال الحرب التي بدأت يوم السابع من أكتوبر 2023، شن جيش الاحتلال سلسلة غارات على الحدود المصرية ما ساهم في تدمير أجزاء منها في الجانب الفلسطيني، لكن في الجهة المصرية لا تزال العوائق الفولاذية والخرسانية والترابية متماسكة وتسير مركبات وجنود بداخلها على مدار الوقت.

وقال محمد بربخ وهو نازح من خان يونس "أحيانا التقط إشارة الإنترنت وأتواصل مع أمي العالقة في الأراضي المصرية منذ بداية الحرب وأطمئنها على نفسي والعائلة التي نزحت في الخيام غرب مدينة رفح".

وأضاف بربخ (27 عاما) أن والدته غادرت غزة قبل الحرب بأيام لتلقي العلاج لكن ظروف تعليق دخول الفلسطينيين إلى غزة يحول دون عودتها إلينا.

وتابع أنه "يدفع حوالي 10 شواكل يوميا (3.8 الدولار) من أجل الوصول إلى الحدود من أجل التواصل مع الآخرين، ويأمل من مصر وقطر أن يكثفا جهودها لوقف العدوان وإنهاء الحرب وتمكين الناس من العودة إلى منازلهم وأحيائهم".
 

الحدود بين مصر وغزة

والحدود بين غزة ومصر يبلغ طولها 13 كيلو مترا، وقد تم تشييدها تنفيذا لتفاهمات اتفاق السلام المعروف باسم (كامب ديفيد) في العام 1979.

وقسمت تلك الحدود مدينة رفح وسكانها وأصبح التواصل من خلف الأسلاك وحفر الأنفاق أسفلها مشهد مألوف للتغلب على الحصار الإسرائيلي المشدد خلال العقود الماضية.

لكن مع مرور السنوات والعمليات العسكرية الإسرائيلية إبان سيطرة جيش الاحتلال على تلك الحدود جرى تدمير آلاف المنازل في الجانب الفلسطيني عقب اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى انسحاب إسرائيل عن القطاع في صيف العام 2005.

وفي الجهة المصرية، توجد منطقة عازلة كبيرة أقامتها السلطات المصرية خلال الفترة الواقعة بين العام 2013 إلى 2016.

وخلال ساعات النهار ينضم أطفال فلسطينيون للباحثين عن التقاط إشارة الإنترنت من أجل الحصول على الطعام والشراب، من سائقي شاحنات المساعدات الذين يتخذون من الشريط الحدودي ممرا للوصول إلى قاعدة لوجستية تمتلكها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) غرب رفح.

ويقول أطفال ومعظمهم يقطنون قرب الشريط الحدودي أو نازحين ويقطنون في خيام قرب الحدود "ما في مصروف ولا حاجة نشتريها من المحلات، ونأتي إلى هنا من أجل الحصول على أي شيء من سائقي الشاحنات".

وارتسمت ملامح البهجة والسعادة على ملامح الطفل وليد الشاعر بعد أن حصل على قارورة ماء وعلبة عسل من أحد السائقين، وقال: "كل يوم نلعب ونلهو هنا وأحيانا يمنحنا السائقون الماء والبسكويت والعسل وأحيانا يرفضون".