الساعة 00:00 م
السبت 11 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.73 دولار أمريكي

بالفيديو قيود إسرائيلية على السفر تحرم جرحى غزة من العلاج

حجم الخط
55.JPG
خان يونس- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

بعد نحو 50 يومًا من إصابتها الخطيرة لا تزال الفلسطينية جيهان جاسر تنتظر على قائمة انتظار طويلة تضم قرابة 7 آلاف جريح بانتظار السماح لها بالسفر لتلقي لعلاج.

بصرخات مدوية وآلام لا تنتهي تشكو جيهان جاسر من خطورة جراحها التي لا تلتئم منذ إصابتها في قصف إسرائيلي استهدف منزلها المكون من عدة طوابق في شمال قطاع غزة.

وحكاية الفلسطينية جاسر بدأت عندما سقط صاروخ إسرائيلي على منزلها وهي تحتمي في المطبخ مع أطفالها الخمسة في منطقة القصابين في مخيم جباليا في الثالث من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ونقلت السيدة الفلسطينية مثل معظم الجرحى إلى مستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، الذي كان يخضع لحصار إسرائيلي آنذاك، قبل اقتحامه من قوات الاحتلال والاعتداء على الطواقم الطبية والجرحى والمرضى واعتقال بعضهم واقتيادهم إلى جهات غير معلومة.

ووفق مصادر متطابقة؛ فإن وزارة الصحة ترفع قائمة كبيرة من الجرحى المراد سفرهم للعلاج، وتحوّل القائمة إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي يسمح بسفر أعداد محدودة جدًا.

آلام الانتظار

تقول جهان وهي على سرير الاستشفاء في مستشفى غزة الأوروبي إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي تركها ممده على الأرض لحوالي ثلاثة أيام بين جثث الشهداء والجرحى وهي تنزف وتصرخ من شدة الألم دون رحمه أو شفقة".

وتضيف لوكالة سند للأنباء أنها "أصيبت بشظايا تسببت لها في كسر في الحوض وجرح غائر في جانبها الأيسر، بينما أصيب زوجها واثنان من أطفالها بجراح وتعافوا منها".

وتوضح أنها عندما نقلت من شمال القطاع عبر الصليب الأحمر لمستشفى غزة الأوروبي كانت الديدان تأكل لحمها وتتساقط من جرحها وهو ما تسبب في تفاقم حالتها الصحية ".

وتشير إلى أنه مر أكثر من شهر ونصف وهي في المستشفى وحالاتها لا تتحسن، وحصلت على تحويلة طبية لكن اسمها لم يدرج ضمن كشوفات المسافرين إلى مصر للعلاج حتى الآن.

وتابعت "أنا عمود الدار بدي (أريد) أن أتعالج وأقوم لخدمة أطفال وزوجي وأمي ".

ويواجه الآلاف من الجرحى الفلسطينيين آلاما ومعاناة لا توصف، في وقت تواجه المستشفيات خطر الانهيار الشامل مع تواصل الحرب الإسرائيلية المروعة في قطاع غزة المكتظ بالسكان لليوم 107 على التوالي.

وتتضاعف معاناة المصابين بالمستشفيات مع نقص المستهلكات الطبية، ويعاني بعضهم من عدم وجود من ينظف لهم الجروح بعد البتر، إضافة إلى القيود المفروضة على سفرهم للخارج لتلقي العلاج، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى والموت.

ناجية وحيدة

وقالت والدة جيهان بصوت مخنوق إن" ابنتها خضعت لعدة عمليات جراحية في المستشفى لكن حالتها لا تتحسن ولا تزال إحدى الشظايا في جسدها وتسبب لها آلاما حادة عند انتهاء مفعول المسكنات التي تتلقاها ".

وأضافت لوكالة سند للأنباء أن "القصف الإسرائيلي تسبب في استشهاد جميع أشقائها وأبنائهم وأحفادهم في شمال قطاع غزة ولم يبق لها إلا ابنتها الجريحة وأطفالها ".

وناشدت الأم الفلسطينية جهات الاختصاص والدول العربية والضمائر الحية بالتدخل والعمل على تسهيل سفر ابنتها للخارج من أجل تلقي العلاج والعودة لتربية أطفالها.

وتئن مستشفيات غزة تحت وطأة الضربات الجوية الإسرائيلية والحصار المستمر مع استمرار استهداف المستشفيات واقتحامها وتدمير محتوياتها خصوصا في غزة وشمال القطاع.

وضع كارثي

ووصف طبيب الجراحة العامة محمد نصر الوضع داخل مستشفى غزة الأوروبي بـ" الكارثي وغير المسبوق ".

وقال نصر لوكالة سند للأنباء" بالنسبة لحالة جهان فهي تعاني من كسر في منطقة الحوض ومضاعفات من جرح غائر أحدثه الشظايا في جانبها الأيسر وتحتاج إلى رعاية طبية ومتابعة مستمرة وهو أمر غير متوفر مع استمرار استقبال الضحايا والجرحى على مدار الساعة في ظل نقص الإمدادات الطبية والوقود.

وأوضح نصر أن الجروح المفتوحة تعد بيئة خصبة للبكتيريا، وتؤدي إلى الإصابة بالغرغرينا، ودخول الذباب إلى الجروح، مشيرا إلى أن بعض الجرحى "يأكلهم الدود والالتهابات وهم أحياء، مما يسبب تعفن الدم والأعضاء الداخلية والموت ببطء وهذه السيدة كانت تعاني من تلك الأعراض لكن مع العمليات والعلاج وضعها استقر لكنها بحاجة إلى وقت طويل للتعافي".

ومنذ إعلان حكومة نتنياهو المتطرفة الحرب على قطاع غزة، استشهد 24927 فلسطينيا على الأقل وأصيب أكثر من 62 ألفا آخرين بجروح مختلفة.

مأساة

ووصف الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، واقع المستشفيات في غزة ب "المأساوي"، مشيرا إلى أن الأطقم الطبية ربما لن تكون قادرة على التعامل مع الجرحى الذين سيتوافدون على المستشفيات في الأيام القادمة.

وقال القدرة لوكالة سند للأنباء: إن "جروح المصابين غائرة جدا وتحتاج إلى الكثير من الوقت لتضميدها، وكذلك إلى مضادات حيوية ومتابعة سريرية مكثفة على مدار الساعة".

وسمحت السلطات المصرية بمغادرة أول دفعة من الجرحى الفلسطينيين وعددهم كان 70 شخصا قطاع غزة للعلاج في مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء في الأول من نوفمبر/ كانون ثاني الماضي.

ومنذ ذلك الحين، يغادر غزة ما بين عشرين إلى ثلاثين جريحا يوميا وهو رقم ضئيل مقارنة بأعداد الجرحى اللذين يتساقطون مع استمرار القصف الجوي والتوغل البري في شمالي وجنوب القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

ويؤكد الناطق باسم وزارة الصحة أن الجرحى المسموح لهم بالسفر يوميا أقل من 1 % من إجمالي الجرحى، مؤكدا على وجود حاجة ماسة لإجلاء 5000 جريح دفعة واحدة للسفر للعلاج خارج قطاع غزة على أن يتم جدولة سفر جرحى آخرين في وقت لاحق.

يشار إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة قطعت إمدادات الدواء والوقود والكهرباء والغذاء والمياه عن قطاع غزة وهو ما ساهم في تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية والإنسانية في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وبدأ دخول إمدادات غذائية وطبية في 22 أكتوبر الماضي عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، لكن تلك الإمدادات يتم توزيعها بكميات محدودة في جنوب ووسط القطاع فقط وفق ما تقول وزارة الصحة في غزة.