الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

5 آلاف حالة خطيرة مسجلة للعلاج بالخارج

بالفيديو جرحى غزة .. موت بطئ بسبب تعذر العلاج وعراقيل السفر

حجم الخط
إصابات غزة.jpg
رفح - تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

يواجه الآلاف من الجرحى الفلسطينيين آلاما ومعاناة لا توصف، في وقت تعاني فيه المنظومة الصحية في قطاع غزة من انهيار تام مع تواصل الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة للشهر الثالث على التوالي.

وتتضاعف معاناة المصابين بالمستشفيات التي بقيت تعمل بظروف قاسية مع نقص الأدوية والمستهلكات الطبية، ويعاني بعضهم من عدم وجود من ينظف لهم الجروح بعد البتر، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى والموت.

وتئن مستشفيات غزة تحت وطأة الضربات الجوية الإسرائيلية والحصار المستمرمنذ 7 أكتوبر الماضي، ويصف الأطباء الذين يعالجون الجرحى من دون إمدادات طبية أساسية أو تخدير الواقع بـ "الكابوس الذي لا ينتهي".

لحظة الإصابة

وفي مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، ينتظر موسى سحويل ومع آخريين دورهم في إجراء عملية جراحية، حيث يتم الخضوع للعمليات بمخدر منخفض الجودة، مما يسبب لهم ألما شديدا.

ويرقد سحويل (32 عاما) على سرير الاستشفاء في ممر داخل المستشفى مع عشرات الجرحى الآخرين وسط اكتظاظ غرف الرعاية الطبية بالجرحى.

ويقول سحويل -وهو نازح من مخيم الشاطئ في غزة-: إنه تعرض مع أربعة أفراد آخرين لغارة إسرائيلية أثناء وجودة في وسط خان يونس الأسبوع الماضي.

ويضيف سحويل أن "إصابته كانت الأقل خطورة، حيث فقد 3 من أصدقائه أطرافهم واستشهد الرابع على الفور جراء الغارة ".

أما حذيفة أبو شحمة وهو جريح من خان يونس ويتلقى العلاج في رفح، ما زال يعاني من آلام شديدة جراء إصابته بطلق طائرة إسرائيلية مسيّرة في ساقه الأيسر.

وبقي أبو شحمة (27 عاما) يزحف بعد إصابته في منطقة الشيخ ناصر وسط خان يونس 300 متر، وقال: "كانت دقائق مروعة وشعرت أن حياتي انتهت في البداية ".

ويشير إلى أن الطواقم الطبية نقلته إلى المستشفى الميداني الأردني، وهناك خضع لعملية جراحية، ونقل إلى رفح لاستكمال العلاج.

وفاقم نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة وتكدس الجرحى في المستشفيات من أوضاع الجرحى وعائلاتهم الذين اتخذوا من ساحتها أماكن للسكن.

كابوس مستمر

ووصف طبيب الجراحة العامة إياد منصور الوضع داخل مستشفى النجار بـ"الكارثي والكابوس المستمر "، جراء استقبال الجرحى على مدار الساعة ونقص الإمدادات الطبية والوقود.

وقال منصور لوكالة سند للأنباء"في بعض الأحيان الجروح لا تنظف إلا كل 3 أيام لنقص الكادر الطبي، ونقص الخيوط الجراحية للتقطيب، ونفاذ المعقمات الطبية ".

وأوضح أن الجروح المفتوحة تعد بيئة خصبة للبكتيريا، مما يؤدي إلى الإصابة بالغرغرينا، ودخول الذباب إلى الجروح، مشيرا إلى أن بعض الجرحى" يأكلهم الدود والالتهابات وهم أحياء، مما يسبب تعفن الدم والأعضاء الداخلية والموت ببطء ".

ومنذ إعلان حكومة نتنياهو المتطرفة الحرب على قطاع غزة، استشهد 19453 فلسطينيا على الأقل وأصيب 52286 أخريين بجروح مختلفة.

ويقول الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، إن المستشفيات التي بقيت تعمل (نحو 12 مستشفى من أصل 36)  في القطاع تعاني نقصا كبيرا في كل شيء، مشيرًا إلى أن الأطقم الطبية ربما لن تكون قادرة على التعامل مع الجرحى الذين سيتوافدون على المستشفيات في الأيام القادمة.

ويضيف القدرة أن" جروح المصابين غائرة جدا وتحتاج إلى الكثير من الوقت لتضميدها، وكذلك إلى مضادات حيوية ومتابعة سريرية مكثفة على مدار الساعة ".

مطالبات

وسمحت السلطات المصرية بمغادرة أول دفعة من الجرحى الفلسطينيين وعددهم كان 70 شخصا قطاع غزة للعلاج في مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء في الأول من نوفمبر/ كانون ثاني الماضي.

لكن القدرة انتقد الآلية المعمول بها لسفر الجرحى إلى خارج قطاع غزة بهدف العلاج، مشيرا إلى أن أقل من 1 % من إجمالي الجرحى تمكنوا من مغادرة القطاع عبر معبر رفح مع مصر حتى الآن.

وأكد القدرة في تصريحات للصحافيين في جنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء، على وجود حاجة ماسة لإجلاء 5000 جريح دفعة واحدة للسفر للعلاج قطاع غزة على أن يتم جدولة سفر جرحى آخرين في وقت لاحق.

الطفلة دينا أبو محسن، (13 عاما) نموذج للجرحى الذين كانوا ينتظرون سفرهم للعلاج، ولكن قذائف الاحتلال سبقت إليها لتقتلها وهي على سرير الشفاء في مستشفى ناصر في خانيونس، ليتبين لاحقا ورود اسمها في كشف المسموح بسفرها للعلاج في اليوم التالي.

دينا.jpg

 

وكانت الطفلة أصيبت ببتر في ساقها في غارة إسرائيلية في 27 أكتوبر الماضي، واستشهد والداها واثنين من أشقائها، وبقيت تنتظر السفر لاستكمال العلاج حتى ارتقت شهيدة، مثلها مثل عشرات استشهدوا إما بغارات جديدة أو متأثرين بإصاباتهم الخطيرة نظرًا لعدم وجود علاج أو رعاية ملائمة في غزة.


إصابات بليغة

وقال مدير مستشفى النجار في رفح الدكتور مروان الهمص، إن المستلزمات الطبية والأدوية التي تسلمتها من اللجنة الدولية الصليب الأحمر حتى الإن لم تغط ربع احتياجات المستشفى.

وأضاف الهمص أن عدد الإصابات في ازدياد مستمر وأغلبهم يعانون إصابات بليغة مثل" تهتك بالأطراف والأعضاء الداخلية وتهشم بالجمجمة وحروق بكامل الجسد ".

وأشار إلى أن مستشفى النجار استقبل حوالي 3 ألاف جريح على الأقل منذ بدء العدوان وأن ربعهم لا يزالون يتلقون العلاج وبعضهم يجلس في الممرات وساحة المستشفى.

جرحى غزة والشمال

ومع كل الأوضاع الصعبة التي يعانيها الجرحى في جنوب وادي غزة، فإن معاناة الآلاف من الجرحى في مدينة غزة وشمالهان هي أشد وطأة مع خروج جميع المستشفيات تقريبا عن العمل.

وخلال الأيام الماضية، داهمت قوات الاحتلال مستشفيات كمال عدوان والعودة شمال غزة، والمعمداني في مدينة غزة، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، واعتقلت العديد من طواقمها، في استمرار لاقتحامات واعتداءات سابقة طالت جميع مشافي غزة وشمالها، ما أخرجها عن العمل بالكامل. 

نداء عاجل

وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن وجود حوالي 450 فلسطينيًّا مصابين بجروح خطيرة في شمال غزة، موجها نداء عاجلا للمجتمع الدولي لتأمين نقلهم إلى مستشفيات جنوب قطاع غزة.

وقال المرصد في تصريح اليوم الثلاثاء: هناك حوالي 450 فلسطينيا مصابين بجروح خطيرة في شمال غزة والمدينة وهم محاصرون داخل منازلهم ولا يستطيعون الحصول على الرعاية الطبية.

وأكد أن هذا يرقى إلى مستوى الإعدام الميداني إذا لم يتم التدخل على الفور لإنقاذ حياتهم.

وطالب منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالاستجابة لدعوات تأمين التنسيق الفوري لإنشاء ممر آمن يمكن لسيارات الإسعاف من نقل المصابين إلى المستشفيات في جنوب قطاع غزة.

وتقول الأمم المتحدة إن المدنيين وذوي الإعاقة والنساء والأطفال في غزة هم" أكثر انكشافا على آثار الحرب ويشكلون أعلى نسبة من الضحايا ".

وقال الجريح سحويل لوكالة سند للأنباء إنه" يموت في اليوم ألف مرة من شدة الألم... وأنه لا يوجد أدوية ولا مسكنات تخفف أوجاعه".