تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي العمل على إقامة منطقة عازلة على عمق لا يقل عن كيلومتر على امتداد السياج الأمني الفاصل شرق قطاع غزة وشماله. 

وكشف تحليل صور للأقمار الصناعية عن عمليات تدمير جديدة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية بعمق كيلومتر واحد على تخوم قطاع غزة، ضمن محاولة لإنشاء "منطقة أمنية عازلة" وسط تنديد فلسطيني واعتراضات وتحذيرات دولية.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس -في تقرير نشر الخميس واستند إلى تقييمات خبراء- أن صورا من شركة "بلانت لابس بي بي سي" أظهرت تدميرا واسعا للمباني وتجريفا للأراضي في مساحة 6 كيلومترات مربعة بمنطقة خربة خزاعة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.

ووفق التقرير، فإن إنشاء المنطقة العازلة سيلتهم قرابة 60 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة قطاع غزة التي تبلغ نحو 360 كيلومترا مربعا.

وتعادل هذه المساحة 16 % من مساحة قطاع غزة.

وقالت الوكالة الأميركية إن الجيش الإسرائيلي رفض الإجابة عن سؤالها عما إذا كان يقوم حاليا بإنشاء منطقة عازلة على حدود غزة، لكنه أقر بهدم مبانٍ على طول الحدود.

من جانب آخر، قال مسؤول في الحكومة الإسرائيلية -اشترط عدم نشر اسمه- إن هناك "منطقة أمنية عازلة مؤقتة" قيد الإنشاء.

سلة القطاع الغذائية

ووفق بيان لثلاث منظمات حقوقية فلسطينية؛ فإن قوات الاحتلال تواصل منذ أسابيع تدمير ممنهج لجميع المنازل والمباني في نطاق يتراوح بين 1 إلى 1.5 كم عن السياج الأمني شرق وشمال قطاع غزة، بدعوى إقامة منطقة عازلة.

وأكدت المنظمات أن ذلك يعني اقتطاع ما يقارب من 15 % من مساحة قطاع غزة، والتي تضم آلاف المنازل، وآلاف الدونمات الزراعية التي يعتمد عليها القطاع في توفير احتياجاته من خضروات وبعض أنواع الفواكه.

وقالت: هكذا مصادرة للأرض سيكون لها تداعيات كارثية على الحياة في قطاع غزة من ناحية التقليل للمناطق الزراعية التي يعتمد عليها السكان للانتاج الزراعي وتقليل مساحة القطاع المكتظة أساسا بالسكان. 

وكانت الولايات المتحدة -التي توفر لإسرائيل دعما عسكريا هائلا وغطاء سياسيا لحربها الدموية على غزة– قد أعلنت مرارا أنها لا تؤيد احتلال القطاع أو إقامة منطقة عازلة أو أي مقترح يؤدي إلى تقليص مساحة القطاع بعد الحرب.

ونقلت أسوشيتد برس عن دبلوماسيين مصريين وغربيين أن إسرائيل أبلغت حلفاءها الغربيين ودولا عربية في ديسمبر/كانون الأول الماضي بأنها تعتزم إنشاء منطقة عازلة.

ونقلت الوكالة عن محللين أميركيين قولهم إن المنطقة المستهدفة بعمق كيلومتر واحد شهدت هدم أو تدمير ما لا يقل عن 1329 مبنى منذ بداية الحرب.

وشددت الوكالة على أن هذا الدمار ليس إلا جزءا يسيرا مما لحق بالقطاع كله جراء الحرب، حيث يشير أحد التقديرات إلى أن نصف المباني في القطاع قد دمرت كليا أو جزئيا.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الخميس 27 ألفا و19 شهيدا و66 ألفا و139 مصابا -معظمهم أطفال ونساء- وفقا للسلطات الفلسطينية، وتسببت في دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.