الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

أوجدت مصطلحات جديدة لنقاط المواصلات برفح

بالفيديو الحرب الإسرائيلية تقوض قطاع النقل في غزة

حجم الخط
0bcfda51-dfdc-4d6f-9342-1037308ca779.jpeg
رفح- تامر حمدي/ وكالة سند للأنباء

في ظل اكتظاظ مدينة رفح بمئات الآلاف من النازحين جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، برزت مصطلحات جديدة لنقاط المواصلات تعكس الواقع الجديد الذي فرضته الحرب الشرسة على المدينة الحدودية.

فقد حلّت "الطيارة" و "العلم" و "لفت بدر" محل أسماء المواقف القديمة، لتصبح علامات مميزة على الطرقات المزدحمة.

ويقول سائقون ونازحون إن "هذه المصطلحات أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، فمع ازدياد أعداد النازحين، أصبح من الصعب على السائقين تذكر أسماء المواقف القديمة، فكان من الأسهل استخدام علامات مميزة."

وتشير "الطيارة" إلى نقطة انطلاق للشاحنات والحافلات بالقرب من الحي السعودي غرب رفح، بينما يُطلق على موقف آخر يقع في منطقة المواصي اسم "العلم" تيمناً بوجود علم فلسطين في المكان.

أما "لفت بدر" فتشير إلى نقطة انطلاق للشاحنات والحافلات في حي "تل السلطان" الذي تحاصره خيام النازحين من كل حد وصوب.

ولا يتوقف سائقو الشاحنات والحافلات الكبيرة عن نقل النازحين من وسط رفح إلى غرب المدينة، والعكس على مدار اليوم، حيث تُعدّ هذه المنطقة نقطة تجمع رئيسية للنازحين.

لكان سائقو المركبات بمختلف أنواعها يعانون من نقص الوقود، مما يزيد من صعوبة العمل ويُعيق حركة التنقل بشكلٍ كبير.

ويجلس السائق محمد المصري وهو نازح من بيت حانون إلى رفح 12 ساعة يوميًا خلف مقعد القيادة في حافلة كانت مخصصة لنقل تجهيزات العرائس والحيوانات خلال عيد الأضحى، لكنها أصبحت لتحميل الركاب من وسط المدينة إلى غربة والعكس على مدار اليوم.

يقول المصري وهو يرفع زجاجة زيت الطهي "اليوم أنا بشتغل وبخاطر بحافلتي بتشغيلها بزيت الطهي والسولار من أجل تأمين لقمة العيش لعائلتي".

ويضيف المصري (27 عامًا) لـ "وكالة سند للأنباء" "الناس بتركب الحافلات الكبيرة من أجل توفير النفقات. أجرة الراكب في الحافلات والشاحنات 3 شيكل (3.8 الدولار) للفرد الواحد لكن في السيارات الصغيرة إن وجدت أصبحت 6 أو 7 شواكل للفرد الواحد.

وقال ضياء أهل وهو نازح من غزة إلى رفح لـ "وكالة سند للأنباء" إن المواصلات في رفح صعبة وهناك مرضى ومسنين ونساء لا يستطيعون تحمل ساعات الوقوف في الشاحنات والحافلات من أجل الوصول إلى الأماكن التي يسكنون فيها خصوصًا في منطقة مواصي رفح".

أما النازحة لندا قاسم فعبرت عن غضبها من وضع المواصلات في رفح، حيث تضطر إلى ركوب الشاحنات من أجل الوصول إلى وسط المدينة لاستلام المساعدات أو الحوالات المالية التي تصلها من أقربائها في الخارج.

وقالت قاسم لـ "وكالة سند للأنباء"، "بطلع بين الرجال والشباب وأحيانًا أتعرض للسقوط أثناء شير الشاحنة من أجل التوفير في المواصلات".

وقبل الحرب كان حركة المواصلات في المدينة المتاخمة للحدود مع مصر، تعتمد على المركبات الصغيرة التي توقف معظمها عن العمل في ظل نقص المحروقات وارتفاع أسعارها جراء القيود الإسرائيلية المفروضة على دخولها إلى القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

وقطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والغذاء والدواء والوقود عن قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكنها سمحت في الشهر التالي بدخول كميات محدودة من المحروقات وغاز الطهي عبر معبر رفح مع مصر بدخول كميات محدودة لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وكان قطاع غزة يستهلك بين 450 إلى 50 ألف لتر من المحروقات يوميًا.

ومنذ ذلك الحين يضطر السكان إلى ركوب الشاحنات والحافلات والعربات التي تجرها حيوانات مثل الحمير والأحصنة في التنقل داخل المدن.

ويتعرض سكان قطاع غزة لحرب غير مسبوقة أسفرت عن استشهاد حوالي 28 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال وفق إحصاء وزارة الصحة في غزة.

وتقول الصحة إن انتشار الأوبئة والأمراض في الجهاز التنفسي بين السكان في قطاع غزة في تصاعد مستمر.

وحذرت منظمات فلسطينية وأممية عاملة في القطاع من تفشي المجاعة بسبب نفاد السلع والمواد الغذائية من الأسواق في القطاع، وتفشي الأوبئة والأمراض بسبب التكدس والازدحام الذي يعيش فيه النازحون وسط أوضاع حياتية صعبة.

ويعيش النازحون في رفح في ظروف صعبة للغاية، حيث يفتقرون إلى المسكن اللائق والمرافق الأساسية، ويواجهون صعوبة في الحصول على الغذاء والدواء.

كما يواجهون قفزة هائلة في تكاليف المواصلات، إذ تحولت الشوارع النموذجية النابضة بالحياة إلى ممرات محطمة وأرضية غير مستقرة تتخذ من الحمير والعربات المجرورة بدلا من السيارات المعتادة.

وكان حافلة السائقين رامي اللحام الكبيرة مخصصة لنقل الطلاب من جنوب القطاع إلى الجامعات في مدينة غزة لكن عمله اليوم يقتصر على نقل النازحين في رفح فقط.

ويقول اللحام لـ "وكالة سند للأنباء"، "نُحاول قدر الإمكان مساعدة النازحين وتسهيل تنقلهم، لكن نقص الوقود يُعيق عملنا ويُؤثّر على قدرتنا على تلبية احتياجاتهم."