الساعة 00:00 م
السبت 04 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

شهادات على حرب الإبادة .. في غزة الموت والجوع وجهان لعملة واحدة

حجم الخط
77.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

 في غزة الموت والجوع، وجهان لعملة واحدة، بهذه العبارة يسرد المحامي محمد عطا الله قصة جديدة من المعاناة في غزة والممتدة بين الألم والوجع والحسرة والموت والنزوح والجوع منذ السابع من أكتوبر.

يقول عطا الله في شهادته: استيقظت من النوم كأي مواطن عاش تلك اللحظة، على أصوات الانفجارات المتواصلة التي هزت مدينة غزة، دقائق معدودة بين الخوف والتفكير بما هو قادم من المجهول.

يسكن عطا الله المحامي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان مع زوجته وطفله معين وعمره عام واحد، في منزل مكون من طابقين وبدروم في حي الصحابة في غزة، ويعيش في المنزل أيضًا عائلته المكونة من والديه و9 من إخوانه.

ساعات وطبول الحرب تقرع على قطعة صغيرة من الأرض هي قطاع غزة، القطاع المحاصرة منذ سنوات طويلة، الذي يفتقر لمقومات الحياة الأساسية، الذي نزفت جراحه كثيراً، ولم يعد يحتمل ويلات وآلام حرب جديدة لأيام قليلة، فما بالكم بأشهر طويلة.

يقول: توجهت كمواطن غزي لأحد المحلات القريبة من المنزل لشراء بعض المستلزمات الغذائية الأساسية. جميع من شاهدتهم من الجيران في الطريق كانوا في حالة من الصدمة والذهول من قادم الأيام، الناس منتشرة في الشواعر كخلية نحل، معتقدين بأن الحرب كسابقتها مجرد أيام معدودة وتنتهي.

سرعان ما بدأ الاحتلال ضرباته الجوية على البنية التحتية لمدينة غزة. أصوات الانفجارات والأحزمة النارية لم تتوقف، كل دقيقة قصف وتدمير.

يضيف:كنت أخاف من حلول الليل بسبب اشتداد القصف والأحزمة النارية المرعبة التي لا تهدأ، حسب شهادته التي نشرها المركز الحقوقي.

فقدان الشهداء

في 11/10/2023، مع أذان العصر، سمع صوت انفجار ضخم هز منطقة محمد عطا الله الذي قال: لم نستطيع الخروج من المنزل من كثافة الدخان، دقائق وأصوات الصراخ والبكاء تتعالي في الشارع. توجهت برفقة الجيران لمكان القصف وهو منزل لعائلة حجازي الملاصق لمنزل أعمامي. كل شيء مدمر، المنازل فوق بعضها البعض، عشرات من المصابين والشهداء في المكان، مما فقدنا 3 من أبناء عمي.

يضيف: في اليوم التالي مع ساعات الصباح، كنت أجلس بجوار ابني معين داخل صالة المنزل وإذا بزجاج الشبابيك يتطاير علينا من شدة الانفجار، والغبار الذي ملأ بالمنزل، نكاد لم نر بعضنا البعض من شدته. بعد دقائق استطعنا الخروج من المنزل وإذا بأصوات أعمامي وأقاربي تملأ المكان. لقد تم تدمير عمارة جيرانا والمكونة من 5 طوابق على من بداخلها من السكان. تفقدت أخوتي الذين كانوا بمنزلنا، ثم خرجت للبحث في الشارع عن باقي أفراد عائلتي.

وتابع: مع حلول ساعات الظهر، دوى انفجار آخر استهدف منزل جيرانا وهو منزل ملاصق لمنزل عمتي، نجم عنه فقدان زوج عمتي وثلاثة آخرين من أبناء العائلة.

منشورات التهجير

بتاريخ 13/10/2023 في ساعات الصباح، ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تطلب من جميع سكان مدينة غزة الإخلاء فورا، والتوجه إلى منطقة ما بعد وادي غزة، أي جنوب القطاع، عبر شارع صلاح الدين. وهذا ما أكده المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بضرورة مغادرة جميع سكان شمال القطاع إلى جنوبه، وتم نشر خريطة الإخلاء على صفحاتهم عبر فيسبوك.

يقول: بدأ معظم سكان الحي بمغادرة منازلهم والنزوح للجنوب. وهنا رفضنا أنا وعائلتي وعدد من الجيران مغادرة منطقة الصحابة بحي الدرج، رغم حالة الذعر والقلق التي انتابتنا، لأنه ليس لنا مكان نذهب إليه ولأن كل مكان في القطاع كان يتعرض للقصف. إلا أننا قمنا بتجهيز بعض الحقائب الشخصية، تحسبنا لأي طارئ.

الحزام الناري

يوم 25/10/2023، لا يمكن أن ينساه المحامي عطا الله، فقد نفذت قوات الاحتلال أقوى حزام ناري (غارات إسرائيلية مكثفة ومتواصلة) شهدته مدينة غزة – الحزام الناري المرعب في شارع اليرموك (برج التاج 3) وهو يبعد عن منزله نحو 300 متر.

يضيف: مع ساعات العصر وبينما كان والدي يجهز نفسه للمغادرة للبرج لأنه يعمل حارسا له، تلقى  اتصالا من أحد سكان البرج يسأل عن سبب تأخره للمجيء لحراسة البرج، وهنا قطع الاتصال مع بدء أصوات الانفجارات. على الفور غادر والدي المنزل متجها للبرج، أصوات الانفجارات المرعبة المتتالية التي استمرت لأكثر من دقيقتين، لا أحد يعلم ماذا يحدث. بعد حوالي ربع ساعة، جاء أبناء عمى لمنزلنا يبحثون عن والدي لأنهم سمعوا في الراديو أن القصف كان على شارع اليرموك محيط أبراج التاج، وأن والدي موجود هناك.

وتابع: سمعت الخبر لم أستطيع الوقوف على قدميّ، خرجنا ونحن بحالة هستيرية من الخوف والقلق نبحث عن والدي، 56 عاماً، حيث رأيته ملقى على الأرض في منتصف الشارع. في هذه اللحظة لا يمكنني وصف الحالة النفسية التي عشتها من شدة الخوف والرعب، وتبين أن والدي إصابته طفيفة، وكان هناك آخرون مصابون بجروح مختلفة.

وقال: بعد دقائق توجت لمكان البرج، الجثث ملقاة على الأرض ومتناثرة في الشارع. لا يمكن وصف الدمار والخراب الذي حل بالمنطقة، لقد تم دفن البرج وتسويته بالأرض على رؤوس ساكنيه، تدمير لمنازل عائلات (حرز – حنونة – منصور -عنان -سالم -ديب -زويد – شرف). دمرت المنازل بالكامل، حيث أخرجنا في الساعات الاولى من المنطقة ما يقارب 50 شهيدا. استمرينا في إخراج الجثث لأكثر من أسبوع حيث تم انتشال ما يقارب 100 شهيد، وما زال تحت الانقاض ما يقارب 55 شهيداً.

الليلة السوداء

بتاريخ 24/11/2023، تم الإعلان على عن هدنة إنسانية لخمسة أيام قابلة للتمديد.

يقول عط الله: بدأنا نتنفس قليلا وكأن الحرب أوشكت على الانتهاء. كنا ننتظر الساعة السابعة صباحا بفارغ الصبر، الخوف والرعب يسودان حالتنا. لم نتصور إطلاقا أن تكون هذه الليلة من أسوأ الليالي السابقة.

وأوضح أنه مع حلول منتصف الليلة حوالي الساعة 12:00، سمعوا أصوات الجرافات والدبابات وهي قريبة جدا، حيث تواجدت الآليات الإسرائيلية في شارع اليرموك منطقة مربع برج التاج 3 وهي المنطقة التي سبق وأن تم تدميرها بحزام ناري.

وأضاف: كنا نسمع أصوات الانفجارات والجرافات وهي تقوم بتدمير كل شي أمامها، استمر هذا الوضع قرابة 3 ساعات.

مع ساعات الفجر اقتربت أصوات الانفجارات من أمام منزله، وقال: سمعنا أصوات الصراخ من منازل أقاربي بجوارنا. فورا نزلنا برفقة عائلتي للاحتماء في بدروم المنزل. وفجأة سمعنا صوت انفجار ضخم هز منزلنا وتطاير زجاج الشبابيك علينا، ونجم ذلك عن قصف منزل جيراننا الذي يبعد عنا مسافة 20 مترا. وبعدها بدقائق حدث قصف آخر استهدف مسجد الحارة (مسجد سعد بن معاذ) ويبعد عنا مسافة 50 مترا. لم نستطيع الخروج من البدروم رغم سماع أصوات صراخ الاستغاثة من الجيران، استمر هذا الحال حتى حلول موعد الهدنة.

وتابع: عند دخول الهدنة موعدها، خرجنا على الفور من المنزل. وهنا كانت الكارثة والمصيبة مما شاهدت، الحارة مدمرة بالكامل وقطع من جثث الشهداء متناثرة في الشارع. وعندما اقتربنا أكثر وتوجهنا لمكان المسجد تفاجأنا بأن المسجد قصف على من بداخله من المصلين من أبناء العائلة. بدأنا على الفور بإزالة الركام وانتشال الشهداء، حتى مساء اليوم تمكنا من انتشال 14 شهيدا وهم جميع من كان بالمسجد.

خلال أيام الهدنة، تجول عطا الله في بعض الأحياء التي انسحبت منها قوات الاحتلال بشكل جزئي كحي الرمال وتل الهوا والنصر والجوازات، وهنا كانت الصدمة، كما يقول: لا يمكنني وصف الدمار والرعب الموجود بهذه المناطق: المنازل مدمرة ومحترقة، الشوارع متداخلة ببعضها البعض، اختفت معالم هذه الأحياء نهائيا.

 معاناة النزوح

مع ذلك، لم تكن منطقة الصحابة بحي الدرج طيلة الوقت السابق منطقة ساخنة كباقي مناطق غرب غزة، إذ كانت هادئة نسبياً، حيث كان معظم سكان غرب مدينة غزة يلجؤون إلى شرقها كمنطقة الدرج والصحابة والنفق والمشاهرة، وكان هناك سوق شعبي كبير موجود حتى اليوم، وفق قوله.

بدأ الاحتلال بتصعيد هجماته لحي الدرج والتفاح من بداية ديسمبر 2023، وزاد حدة القصف بشكل جنوني من خلال أحزمة نارية شديدة في الليل. ومع ساعات الصباح، ألقى جيش الاحتلال مناشير يطلب منهم الاخلاء فورا والتوجه لحي الرمال، على إثرها قرر معظم السكان النزوح إلى مستشفى الشفاء.

يتابع: بتاريخ 8/12/2023، اشتد القصف مع ساعات الصباح على منازل المواطنين دون سابق إنذار، حيث تم قصف منازل لعائلة عطالله والزيتونية والغفري وسقط أكثر من 100 شهيد في هذه الضربة.

ومع ساعات فجر اليوم التالي، يضيف عطا الله: سمعنا انفجارين هزا منزلي بشكل جنوني، حيث تناثرت باقي نوافذ المنزل علينا، ومكثنا لحظتها داخل بدروم المنزل حتى الصباح. لم نكن نعلم بعد أن ذلك القصف كان لمنازل عائلتي، حيث سقط فيها أعمامي وأبناؤهم وأحفادهم جميعاً، وعددهم ما يقارب 77 شهيدا، نصفهم ما زال تحت الأنقاض. استمر القصف حتى الساعة 6 صباحا ودمر أيضا منازل عائلة الشوبكى وسقط أكثر من 30 شهيدا.

رغم هذا الوجع والألم وقلة الإمكانيات وعدم وجود المستشفيات، ساعد عط الله برفقة عدد من الأصدقاء الممرضين بتقديم إسعافات أولية بسيطة للمصابين قبل نقلهم إلى مركز الدرج الصحي.

وقال: في هذه اللحظة قررنا مغادرة المنزل وتوجهنا لمنزل أحد الاصدقاء بحي الرمال حتى عصر اليوم التالي، وبعدها عدنا للمنزل وبقينا حتى نزحنا مرة ثانية.

وأضاف: بتاريخ 19/12/2023، ومع ساعات الظهر، كنت أجلس أمام باب المنزل. وفجأة بدأت طائرات الكواد كابتر تطلق النيران بشكل جنوني في شارع الصحابة واليرموك، مما دفع أغلب سكان الحي إلى مغادرة منازلهم. على الفور هربت من المنزل مع أفراد عائلتي، وتوجهنا إلى منزل أختي بمنتصف سوق اليرموك الذي يتوسط بين شارع الصحابة والوحدة، ومكثنا هناك 3 أيام.

وتابع: بتاريخ 21/12/2023، حوالي الساعة العاشرة صباحاً، بينما كنت أسير في الشارع ،سقطت قذيفة على منزل لأحد الجيران، وسقطت على الأرض من شدتها. في تلك اللحظة، بدأت الدبابات بالتقدم من 3 اتجاهات وهي شارع الصحابة ومفترق التعليم العالي وشارع فرعي داخلي لسوق اليرموك.

شاهدت الدبابات بعيني، لا يمكنني نسيان شكلها المخيف، يضيف عطا الله، ويشير يف تطايرت قذائف عشوائية كأنها مطر.

وقال: جميع من بالمنطقة غادروا منازلهم إلى مجمع الشفاء وإلى مركز الوكالة التابع للاونروا بشارع الصناعة. أما أنا وعائلتي حيث كنا قرابة 70 شخصا، فغادرنا لحى الرمال بشقة سكنية في عمارة لعائلة سلمي. كانت رحلة في غاية الصعوبة. كنا نسير مشيا على الأقدام وبشوارع فرعية، وعند مرورنا من مفترق الطيران تعرضنا لإطلاق نار من الدبابات التي كانت متمركزة على مفترق ضبيط، كثير منا سقط على الأرض، عندما كنا نقطع المفترقات نسير مسرعين خوفا من إطلاق النار من طائرة الكواد كابتر، حتى وصنا لذلك المنزل.

وأضاف: لقد عشنا أياما من الخوف والرعب بسبب تواجد قوات الاحتلال في منطقة ميدان فلسطين، وكانت تتنقل بين شارع الجلاء وشارع النصر ومفترق السرايا.

وبيّن أنه خلال وجودهم بهذا المنزل، كان هناك قصف مستمر وعنيف جدا لحي الرمال، حيث تم تدمير برج شوا وحصري ومنزل لعائلة سالم وعنان الذي راح ضحيته أكثر من 50 شهيدا وعشرات المصابين. وكان الوضع مأساويا، وقمنا بتقديم إسعافات بسيطة للمصابين على مدخل العمارة، قبل نقلهم عبر عربات الجر بمشهد قاسي جدا، والشهداء قمنا بدفنهم بإحدى الأراضي الموجودة بالمنطقة.

وأضاف: حوصرنا داخل الشقة بالعمارة لثلاثة أيام دون طعام ولا شراب، وكان من الصعب الخروج منها ولا حتى فتح نوافذ الشقة. عشنا حوالي عشرة أيام في جوع لا أستطيع نسيانه، وخاصة مع انتهاء الحليب وحفاظات ابني الصغير معين الذي لم يتجاوز العام من عمره، عدا عن إصاباته بالعديد من الأمراض الجلدية والمعوية، حيث كنت عاجزا عن توفير المقومات الأساسية له.

وتابع: استمر هذا الحال قرابة الأسبوعين، حتى سمعنا بانسحاب قوات الاحتلال من منطقة ميدان فلسطين ومن معظم مناطق مدينة غزة، وانهم توجهوا إلى حي الدرج والتفاح. عندها قررنا العودة إلى منازلنا والبقاء بها وعدم النزوح والخروج مرة ثانية مهما حدث.

 نزوح جديد

 بتاريخ 29/1/2024 ومع ساعات عصر ذلك اليوم، وبشكل مفاجئ بدأ عط الله ومن معه يسمعون أصوات القذائف والقصف بشكل عنيف وغير مسبوق. كان الجميع يتساءل ماذا يحدث؟ قوات الاحتلال تعيد اقتحام عدد من الأحياء في غرب غزة: تل الهوا، محيط الشفاء، الجهة الغربية من مخيم الشاطئ، الصناعة والصبرة. 

وقال: هنا بدأت الناس بالهروب من مجمع الشفاء ومدارس الإيواء في شارع النصر والصناعة خوفا من قدوم الجيش إليهم ومحاصرتهم وترحيلهم إلى دير البلح.  استمر هذا الحال حتى صباح اليوم التالي. خرجت للشارع وشاهدت عشرات من الناس يهربون من غرب غزة باتجاه منطقة الصحابة وحي الدرج.

في اليوم التالي، حوالي الساعة التاسعة صباحاً، ألقت الطائرات الاسرائيلية منشورا جديدا لسكان مدينة غزة تطلب من سكان غرب غزة ( الشيخ رضوان – النصر – الشاطئ- محيط الشفاء – الرمال – تل الهوا – الصناعة – الصبرة) الإخلاء، فورا لأنها مناطق قتال، وأن عليهم التوجه إلى منطقة دير البلح عبر شارع الرشيد. وبالفعل، نزح أغلب السكان لكن إلى منطقة شرق مدينة غزة، حيث استمر هذا الوضع قرابة أسبوعين من القصف والدمار وخاصة لمنطقة الصناعة والصبرة.

وأشار إلى أنه بتاريخ 10/2/2023، سمعنا عبر الراديو بانسحاب قوات الاحتلال من جميع أحياء مدينة غزة، بعد أسبوعين من القصف والتدمير. وهنا بدأنا بالتنفس قليلا والتنقل بين الاحياء المدمرة التي اختفت ملامحها، مع بقاء الحال على ما هو عليه، لا طعام ولا شراب ولا مواد غذائية، أسعار جنونية للسلع والبضائع المنتهية صلاحيتها أصلا، ولا يوجد معنا أموال لشرائها. الناس تعيش حالة هستيرية مما وصلنا إليه، على أمل التوصل لهدنة إنسانية توقف هذه المجاعة التي نتعرض لها.

المعاناة اليومية .. البحث عن المأكل والمشرب

يقول: يوميا لا نأكل سوى وجبة واحدة وهي الغداء فقط، ويتم توزيع رغيف خبز واحد لكل فرد من أفراد الأسرة، ونبقى على هذه الوجبة لليوم التالي. وفى بعض الأيام نلجأ لأكل الطعام دون خبز من أجل توفيره لأيام قادمة.

وأضاف: إن استطعنا توفير وجبة الغذاء فهي باتت ثابتة ومعروفة وتتكرر بشكل يومي كالعدس أو الخبيزة أو الأرز الأبيض أو بعض المعلبات، التي ارتفع سعرها إلى الضعف، مع انقراض تام للدجاج والحبش من الأسواق منذ شهور طويلة. أما لحوم العجل فلا يشتريها إلاّ من يملك المال الفائض لأن سعر كيلو اللحم من 130 إلى 150 شيكل، ولا يتوفر سوى عند بعض الجزارين. 

وأشار إلى أن الكثير من الناس لجؤوا لشراء (عظم العجول) كبديل للحم وطبخها مع الأرز الأبيض، وتباع بسعر 15 شيكل للكيلو. أما عن بيض الدجاج فتجده بصعوبة عند بعض الباعة، علما بأنك لا تستطيع شراء كرتونة بيض كاملة لوصول سعرها 180 شيكل، بواقع 6 شواكل للبيضة الواحدة.

وقال: أصبحنا عاجزين بل غير قادرين على شراء أغلب احتياجاتنا اليومية والأساسية من الطعام والخضار…الخ، لعدم وجود أموال وارتفاع أسعارها وانعدام وجودها.

وأضاف: هكذا أصبح حالنا بمدينة غزة، الحياة معدومة جراء شح الموارد وقلة الطعام والشراب وضعف الاتصال وانعدام شبكات التواصل والانترنت، الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والبضائع الموجودة داخل الأسواق، إلاّ أننا أصبحنا نتعايش مع هذا الوضع الجديد، نعيش على أمل بهدنة انسانية، نحصل فيها على نفس يعيدنا للحياة من جديدة.