"يا روح قلبي يا بنتي"، بصوتٍ نحيب، تُغني أم فلسطينية، لطفلتها المخضبة بالدماء وهي بين أحضانها، لعلّها تستيقظ من نومها الأبدي، وتبتسم لها كما جرت العادة، لكن الحقيقة مؤلمة "راح قلب الأم"؛ في غارة إسرائيلية غادرة.

ومنذ أكثر من 150 يومًا تتوالى المشاهد وقصص الفقد الموجعة من قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة، من أبرز ضحاياها، الأطفال، فمنهم من استشهد، ومنهم من لا يزال تحت ردم منزله، ومنهم من أصابته شظايا العدوان، ومنهم من أصبح يتيم، ومنهم من فُقد، ولم يعرف مصيره بعد!

وفي مقطع فيديو مؤثر منشور على منصات التواصل الاجتماعي، تابعته "وكالة سند للأنباء"، ظهرت سيّدة فلسطينية مكلومة تجلس على رصيف أحد الشوارع، وهي تحتضن ابنتها بكفنها الأبيض المخضب بدمائها، وتُغني بصوتٍ شجي كلمات كانت قد اعتادت على سماعها صغيرتها قبل النوم.

وتقول هذه الأم لابنتها وهي تهزها بين أحضانها: "يا روح قلبي يا بنتي، يا بنتي يا عمري(..) يا ضنايا با بنتي"، وكان وجهها قد امتزج ببعضٍ من دماء طفلتها الشهيدة والحسرة تأكل روحها.

وتشير مصادر محلية، إلى أنّ الطفلة التي تودعها أمها في هذا المقطع، ارتقت أمس الأربعاء، برفقة آخرين في قصفٍ إسرائيلي استهدف مسجد الصلاح في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

ويبدو المشهد كما لو أنه في فيلم، لكنّه حقيقة مرّة يعيش الغزيون تفاصيلها منذ 6 شهور؛ جراء الحرب المدمرة التي خلّفت حتى اليوم الخميس 30 ألفًا و800 شهيد، و72 ألفًا و298 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

ومنذ اندلاع الحرب، تعاني غزة من شح حاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود جراء قيود الاحتلال؛ مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة وباتت مناطق عديدة في القطاع على شفا المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.