الساعة 00:00 م
الخميس 02 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

معاناة الفلسطينيين تتفاقم في ظل غياب نظام وطني لإدارة الكوارث

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"مسن أبكم"..

من هو الشهيد الذي أعدمه جنود الاحتلال داخل منزل بغزة؟

حجم الخط
جندي صهيوني.webp
غزة - وكالة سند للأنباء

كان يُلوّح بيديه ليُخبرهم بأنه إنسان أعزل ويرجوهم عدم قتله، إلا أنّ جنديًا إسرائيليًا لم يكترث لذلك، وصوّب نحوه أربع رصاصات غادرة أردته شهيدًا، ثم أخذ يتبادل بتفاخر التهاني مع زملائه؛ لأنهم قتلوا مسنًا أبكم.

هذا المشهد كان ضمن لقطات مصورة نشرتها قناة "الجزيرة" الفضائية الليلة الماضية، توثق قتل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي مسنا فلسطينيا أثناء اقتحام منزلٍ غرب مدينة غزة، في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الفائت؛ ما أثار غضبًا وحزنًا واسعين على منصات التواصل الاجتماعي.

والمسن الشهيد هو عطا إبراهيم حسين مقبل (المقيد) ويبلغ من العمر 73 عامًا من سكان مدينة غزة، بحسب ما أكدته مصادر عائلية لـ "وكالة سند للأنباء".

وقالت أسماء أحمد إحدى أقارب الشهيد، إنّ "عطا رجل مسن أبكم لا يفقه من الكلام إلا كلمات بسيطة يتواصل من خلالها مع معارفه، وليس له علاقة بأي فصيل عسكري في القطاع كما يدّعي جنود الاحتلال"، مشيرةً إلى أنّ العائلة تعرفت على ابنها قبل أيام من صورة نشرها الإعلامي تامر المسحال على صفحته الشخصية بفيسبوك، بعد أن أعدمه الاحتلال بدمٍ بارد.

وأضافت، أنّ الشهيد المسن نزح في بداية الحرب أكثر من مرة، لكنّه آثر العودة إلى منزله الكائن حيّ النصر غرب مدينة غزة، ولم يكن يعلم بقرب الدبابات الإسرائيلية من المنطقة التي يسكنها، موضحةً أنّ غير متزوج ولديه أختين.

Screenshot_9-3-2024_174731_www.facebook.com.jpeg
 

ومع اشتداد القصف الإسرائيلي في نوفمبر المنصرم، وتمركز آليات الاحتلال في أكثر من محور داخل مدينة غزة، وجد "عطا" نفسه محاصرًا داخل شقته السكنية، ولم يستطع فعل أي شيء يُنجيّه من بطش الاحتلال.

وأردفت ضيفتنا أنّه اتصل بزوجها أوائل شهر نوفمبر المنصرم، وأخبره بحروفٍ متلعثمة أن "اليهود وآلياتهم متمركزة عند دوار القوقا أي على بعد أمتارٍ قليلة من منزله".

وفي ذلك اليوم، استنجد "عطا" في أكثر من مكالمة بأقاربه لإنقاذه من خطر الموت الذي كان يُحيط به، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إليه لخطورة الأوضاع الميدانية، فطلبوا منه التزام منزله إلى أن تهدأ الظروف وينسحب الاحتلال قليلًا من محيط منزله.

ونوهّت إلى أنّهم فقدوا الاتصال به منذ ذلك الحين، رغم المحاولات المتكررة لمعرفة أخباره، إلى أنّ فوجئوا بالصورة التي نُشرت له بعد إعدامه.

وتابعت أسماء أحمد: "تواصلنا يوم نشر الصورة، مع أكثر من قريبٍ لنا للتأكد من ملامحه، وأجمعوا أنه عطا رحمه الله"، مرجحةً أنّ يكون قد تمكن من مغادرة منزله لاحقًا ولجأ إلى "فيلا" قريبة منه وعَلق داخلها إلى أن ارتقى شهيدًا.

وأفادت بأنّ "الفيلا" التي أُعدم فيها موقعها قريب من منزله، وهي تعود لعائلة نصار، بحسب المشاهد الذي ظهرت في الفيديو، مكملة: "أُبلغنا بأن مواطنين عثروا على الجثمان في المكان، ودفنوه".

ختمت حديثها: "عاش في زمرة المساكين، وعانى كثيرًا في حياته، إلى أن اصطفاه الله شهيدًا في هذه الحرب، لتكون قصته شاهدًا جديدًا على الإجرام الإسرائيلي بحق الفلسطينيين المدنيين".

ويظهر الفيديو المأخوذ من كاميرا أحد الجنود، اعترافهم بعدم وجود سوى شخص واحد في المنزل شبه المدمر، وبرغم ذلك واصلوا إطلاق الرصاص نحوه.

ويظهر في الفيديو أيضًا أن جنود الاحتلال، تبادلوا التهاني بقتل المسن الأعزل، وقال أحد الجنود إنه من "سوء الحظ لا يوجد لديهم قذائف، وإلا لكانوا دمروا الطابق العلوي بالكامل حيث يتواجد المسن".