الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

الصحفي عماد زقوت يرسم صورة الوضع المعيشي في شمال غزة

حجم الخط
عماد زقوت.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء

رسم الصحفي عماد زقوت، في مقال له، صورة للوضع المعيشي الذي يعيشه المواطنون في محافظة شمال غزة بفعل حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، وسياسة التجويع التي يعاني منها 700 مواطن في محافظتي غزة والشمال.

 يقول زقوت أن يوم الغزيين يبدأ بصلاة الفجر، وهذه الصلاة يؤديها الناس كلٌ في مكانه، فالناس تشهدها في مدرسة النزوح أو في الخيمة أو فيما تبقى من البيوت، فلا يوجد مساجد، وإن وجدت فلا تذهب الناس إليها في ساعات الفجر الأولى خوفا من الاستهداف الإسرائيلي.

لكن الناس يسمعون الأذان عبر مكبرات الصوت، سواء في المدارس أو ما تبقى من مآذن المساجد.

وبعد الصلاة، تبدأ عجلة الحياة اليومية بالبحث عن المياه التي أصبحت شحيحة جدا نظرا لتعدد الأسباب، وإن وجدت المياه كان يوما ميسورا، وإن لم توجد فكدر الحياة يتجمع في وجه رب الأسرة، ما يزيد ذلك من مشاكل الناس وهمومهم، كما يبين زقوت.

وبالتزامن معه، يتحرك الأبناء للبحث عن الحطب لإشعال النار، ولذلك استخدامات متعددة؛ فهو يستخدم لطهي الطعام، وذلك مجازا لأن المتوفر يشبه الطعام لإسكات مصارين البطن، كما يقول الناس.

كما يستخدم الحطب لصناعة رغيف الخبز، ويقول زقوت "يكون سعيد الحظ من يتوفر له طحين".

وكذلك تستخدم النيران لتسخين المياه حتى يغتسل أفراد العائلة وينظفوا أجسادهم من غبار الشوارع وألسنة الدخان التي تتصاعد بعد كل قصف "إسرائيلي" لبيوت الناس.

ومن ثم يبدأ الناس التحرك للبحث عن لقمة العيش لسد جوع الأبناء، فيتجولون في أشباه الأسواق.

ويضيف "ترى هنا بسطة عليها بضع بهارات وأخرى شيئا من المكسرات، وترى محلا تجاريا أصابه القصف الإسرائيلي عاد صاحبه لفتحه لبيع أحذية وبجانبه محل آخر لبيع الملابس، مع التنويه أنها موجودة قبل بدء الحرب أي أنه لا بضائع جديدة دخلت أسواق شمال غزة".

ويمضي زقوت في رسم معالم صورة الوضع في الشمال قائلا: "وأنت تسير في ممرات السوق القديم في مخيم جباليا تجد تجمهر الناس حول شخص يبيع كيس طحين حصل عليه للتو من الشاحنات التي وصلت في ساعات الليل، وتجده مرهقا وتعبا وهو يبيعه بالكيلوات".

ويضيف: "وتستمر في السير فتجد أفرادا يبيعون أواني الطبخ وأدواته القديمة للحصول على بعض المال، تذهب إلى زاوية اللحوم تجدها فارغة، وإلى مكان بيع الأسماك فلا تجد شيئا، وإلى محال الفواكه تجدها مغلقة، وأما المكان الفسيح الذي كان مخصصا لبيع الخضروات فإنك لن تجد أي شيء".

لا يعني دخول السوق بالضرورة التبضع منه، ويردف قائلا: "بعد جولة السوق تخرج منه كما دخلته والنتيجة صفرية، وتبدأ في تدبر أمور الطعام وتسأل ماذا يمكن أن نأكل اليوم؟ وهذا الحال يبقى على حاله طالما لم يتم إغاثة أهل غزة، ويبقى الوسم مستمرا #شمال_غزة_يجوع".

وبالتزامن مع جولة السوق، تستعد قوافل من الشبان للتوجه إلى المناطق الغربية وتحديدا شاطئ البحر لانتظار ما يمكن أن تلقيه الطائرات المحملة بالمساعدات والطرود الغذائية، وفي ذلك يحدث الكثير من التدافع والازدحام الشديد، ومنهم من يخوض البحر من أجل الحصول على ما أمكن من تلك الطرود التي تخطئ تلك الطائرات كثيرا في إسقاطها على اليابسة.

وهذه هي قوافل الصباح، وأما عن قوافل الليل التي تستمر حتى ساعات الفجر الأولى، فإنها تستقي الأخبار أولا لمعرفة هل شاحنات المساعدات ستصل دوار النابلسي الذي يقع غرب مدينة غزة، أم دوار الكويت إلى الشرق من مدينة غزة؟

وفي حال التعرف على وجهة تلك الشاحنات، يتحرك الشبان بالآلاف، ومنهم يعود سالما غانما، ومنهم من يعود بخفي حنين، ومنهم من يعود مصابا وآخرين يعودون شهداء محملين على الأكتاف، ورغم ذلك تتكرر قوافل لقمة العيش رغم تغمسها بالدم والعرق والأرق.

وينقسم الناس هنا إلى قسمين؛ فمنهم من يذهب للحصول على كيس طحين او معلبات لإطعام أهل بيته، وأما القسم الآخر فيذهب لبيع ما يحصل عليه لأنه يريد المال لحاجاته المتعددة، خاصة في حال كان لديه من أفراد أسرته مريض أو جريح.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة تحذيرات المنظمات الدولية والحقوقية، على رأسها الأمم المتحدة، من انتشار المجاعة بين السكان المحاصرين في محافظتي غزة والشمال، بينما لم تخفف الأزمة الإنسانية عملياتُ إنزال المساعدات جوا.