الساعة 00:00 م
الثلاثاء 30 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

أصيب واعتقل أسبوعين

بالفيديو طفل فلسطيني من غزة يتوعد بدعس رأس جندي إسرائيلي

حجم الخط
نمر.jpg
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

كان الطفل الفلسطيني نمر سعدي النمر يُمنّي النفس بأن يحصل على أحد صناديق المساعدات المنهمرة من السماء في شمال قطع غزة، لكن رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي قوض أمنياته وحول حياته إلى جحيم لا ينتهي.

وفي خضمّ الحرب الإسرائيلية المروعة على غزة للشهر السابع، تَبرز قصة نجاة الطفل نمر (12 عامًا)، الذي أطلق جيش الاحتلال سراحه مع 150 أسيرا، اليوم الإثنين، كان قد اعتقلهم من مناطق مختلفة من القطاع، خلال الفترة الماضية.

وجرى إطلاق سراح هؤلاء الأسرى من معبر كرم أبو سالم في جنوب القطاع، وتم نقل الطفل النمر وسبعة آخرين إلى المستشفى في مدينة رفح لتلقي العلاج، بسبب سوء أوضاعهم الصحية.

وروى الطفل نمر لمراسل "وكالة سند للأنباء"، تفاصيل إصابته واعتقاله وترويعه وتعذيبه بعد إصابته بخمس رصاصات أثناء جريه خلف صناديق المساعدات المنهمرة من السماء في بلدة بيت حانون يوم الأول من أبريل/ نيسان الجاري.

ويقول الطفل الفلسطيني وهو سرير الاستشفاء في قسم الطوارئ بمستشفى النجار "قبل اليهود ما يعتقلونني كنت أَجري مع آخرين خلف صناديق المساعدات التي رمتها الطائرات. بس صار إطلاق نار وقعت على الأرض والدم صار ينزف من بطني وقدمي".

ويضيف "بعد شوي أجو اليهود (وصل جنود) وهم بطخوا (يطلق النار)، ولما وصلوا عندي دعس أحدهم بقدمه على رأسي وفقدت الوعي".

وقال أقرباء الطفل نمر وهم يتجمعون حوله بالمستشفى، "لقد خرج فقط بحثًا عن طعام لأسرته، فكيف يُمكن أن يُطلق عليه النار ويُعتقل ويعذب دون أيّ رحمة؟"

وأضافوا "هذا يظهر حجم المحرقة وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال طوال الوقت ضد المدنيين في غزة".

وعندما استفاق الطفل النمر في اليوم التالي، وجد نفسه على سرير طبي مع آخرين يئنون من شدة الألم، حيث خضع للعلاج لثلاثة أيام ثم نقل إلى معسكر اعتقال قرب "زكيم" المتاخمة لشمال القطاع وفق ما يقول.

وتتضاعف رحلات المساعدات الجوية بين الدول العربية والغربية. وهي محفوفة بالمخاطر وغير فعالة، وتسقط كميات صغيرة من الطعام على السكان اليائسين.

ووثق السلطات الطبية في غزة استشهاد 18 فلسطينياً قُتلوا بسبب إنزال جوي لمساعدات على غزة وشمال القطاع.

والطفل نمر يبرز هنا كضحية لتلك المساعدات، إذ عاش فترة اعتقال امتدت لأسبوعين تقريبا تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب والتنكيل.

وعن ذلك يقول: "بعد نزلت على معسكر الاعتقال، تم تقيدي وعصب عيني رغم أنني جريح ولا أقوى على خدمة نفسي".

ويضيف "بعد يومين أخذوني على زنزانة أرضيتها من الحصى وفي مسجل صوته عاليا ظل طول الليل شغال، والصبح ودوني على التحقيق وأنا مش نائم وبتوجع".

"ظل الضابط يسألني عن أقربائي وسكان حارتنا. ومين مع حماس والمقاومة ووين الأنفاق وأنا برد عليه بعرفش. أنا طفل. وهو يرد علي بأنني كذاب وسوف يقتلونني إذا لم أقل الحقيقية".

وما تعرض له الطفل نمر يتعرض له جميع الأسرى الذين جرى اعتقالهم عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

وهذه ثاني دفعة من الأسرى يطلق سراحها جيش الاحتلال، حيث تتكشف قصص وأوجاع جديدة بسبب الحرب الإسرائيلية، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأقسى خلال القرن الواحد والعشرين.

ودأب جيش الاحتلال على إطلاق سراح عشرات الأسرى من مناطق غزة وشمال القطاع إلى جنوبي القطاع بشكل أسبوعي.

ومع بقاء والديه وأشقاءه في غزة، يعتزم الطفل نمر بعد خروجه من المستشفى العيش عند أخواله في رفح، في ظل منع جيش الاحتلال عودة النازحين من جنوب ووسط القطاع إلى مدينة غزة وشمال القطاع.

وهذه الحياة الجديدة ستكون مؤلمة للطفل نمر الذي وجد نفسه معيلًا لأسرته التي تقيم في حي الشيخ رضوان وسط غزة، لكنها أرحم وأخف من أيام السجن الموحشة والمروعة.

ويقول: "الشهر الماضي كنت باجري هنا وهناك من أجل أن أجلب الطعام لأسرتي المكونة من سبعة أفراد. أختي الصغيرة لولو كنت ألعب معها كمان. لكن اليوم أن جريحا هنا بين ذكرياتي مع أسرتي وأوجاعي من التعذيب والترويع".

وظفرت الدموع من عينيه وهي يتوعد الجندي الإسرائيلي "بدي أردلو إياها زي ما خبطني إياه. بستنى أكبر ولما أكبر وأصير مجاهدا بدي أردلو إياها وأدعس على رأسه زي ما دعس على رأسي".