على وقع الحرب الإسرائيلية الدامية في قطاع غزة والمستمرة في استباحة المدنيين الفلسطينيين لليوم الـ 202 تواليًا بتسليح ودعم كامل، من إدارة بايدين، تشهد الجامعات الأمريكية انتفاضة طلابية واسعة مطالبة بوقف هذه الحرب.

وفرضت تظاهرات الطلبة التي تحولت إلى حركة احتجاج كبيرة نفسها على مشهد الإعلام الأمريكي بعد التدخل الأمني لقمعها، في سقوط آخر لديمقراطية واشنطن وشعاراتها المتعلقة بحرية التعبير والتجمع السلمي.

وأعادت هذه التظاهرات إلى الأذهان موجة المظاهرات العارمة التي شهدتها الولايات المتحدة، خلال القرن الماضي رفضا للحرب في فيتنام.

جامعة كولومبيا

وتحول حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن من مكان يجتمع فيه الطلاب للدراسة أو تناول بعض المشروبات، إلى نقطة تجمع للمتظاهرين الرافضين للحرب في غزة، مع إدراك يتعاظم في العالم بأن إدارة بايدن هي الوحيدة القادرة على وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين كونها الراعي والداعم الأكبر لها.

واستدعت رئيسة جامعة كولومبيا نعمات مينوش شفيق الشرطة لدخول الحرم الجامعي لتفريق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين فيما اعتقلت شرطة مكافحة الشغب أكثر من مئة طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي في إطار احتجاجهم على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وفي رسالة عبر البريد إلكتروني، قالت نعمات إنها قررت اتخاذ خطوة استدعاء الشرطة "غير العادية لأن الظروف الراهنة استثنائية"، وفق زعمها.

نقلت نيويورك تايمز عن مصادر أن رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق اعترفت في اجتماع مجلس حكماء الجامعة بأن استدعاءها الشرطة للتعامل مع الطلاب الداعمين لفلسطين أدى لتفاقم المشكلة.

وقالت المصادر إن رئيسة جامعة كولومبيا اجتمعت بمجلس حكماء الجامعة لتبرير قرار استدعاء الشرطة للطلاب.

بيل ونيويورك

وامتدت التظاهرات للعديد من الجامعات الأمريكية ليتكرر فيها سيناريو الاعتقال والقمع في انكشاف فاضح لازدواجية المعايير الأمريكية.

ونصب طلبة خياما في جامعتي ييل ونيويورك حيث نصب عدد من الطلاب بعض الخيام، لكن إدارة الجامعة طالبت الجميع بالمغادرة وقالت إن الأمر بات غير منظم ما يفرض استدعاء الشرطة التي قامت باعتقال بعض الطلاب.

لوس أنجلوس

واعتقلت الشرطة الأمريكية -اليوم الخميس 93 شخصا خلال مظاهرة بجامعة في لوس أنجلوس.

وقالت وكالة رويترز نقلا عن الشرطة الأميركية إنه تم توقيف 93 شخصا خلال مظاهرة في جامعة في لوس أنجلوس.

كلية إيمرسون

وأفادت شرطة بوسطن باعتقال أكثر من 108 طالب خلال احتجاج في كلية إيمرسون في بوسطن بولاية ماساشوستس، وسط استمرار تصاعد احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية المطالبة بوقف الدعم الأميركي لإسرائيل بحربها على غزة.

وفي مشهد غير مألوف انتشر الأمن الأمريكي في العديد من الجامعات لقمع الأصوات الطلابية الرافقة لقتل لمدنيين.

جامعة تكساس وجورج واشنطن

وأعلنت شرطة ولاية تكساس أنها نشرت أعدادا إضافية من عناصرها في جامعة تكساس بأوامر مباشرة من حاكم الولاية غريغ أبوت إثر استمرار الاعتصامات الداعمة لغزة فيها.

وقال مشارك في الاحتجاجات الطلابية بجامعة جورج واشنطن الأميركية إن إدارة الجامعة أمهلت المحتجين 6 ساعات قبل إزالة خيام الاحتجاج، مشيرا إلى أن الأمن هددهم بالاعتقال.

ودشن طلاب مؤيدون للقضية الفلسطينية في جامعة جورج واشنطن مخيما بحرم جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية.

وقالت إدارة شرطة نيويورك إن الضباط اعتقلوا 120 شخصا في جامعة نيويورك في وقت متأخر من الاثنين (22 أبريل / نيسان) فيما قال مسؤولو الجامعة إنهم طلبوا تدخل الشرطة لأن المتظاهرين لم يتفرقوا وكانوا "يؤثرون على سلامة وأمن مجتمعنا، وفق زعمهم.

هارفارد

وفي جامعة هارفارد بمدينة بوسطن، جرى إغلاق ساحتها الرئيسية أمام العامة فيما لم يُسمح بدخول الخيام والطاولات إلا بعد الحصول على إذن مسبق.

أما في جامعة ييل بولاية كونيتيكت، فقد أقدمت الشرطة على اعتقال أكثر من 60 متظاهرا الاثنين (22 أبريل / نيسان) بعد أن طالبتهم بالمغادرة لتجنب الاعتقال".

ودعا الطلاب المحتجون في الجامعات الأمريكية إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في غزة  وأيضا وقف الاستثمارات مع الشركات التي يُزعم أنها تدعم إسرائيل.

وألغت جامعة ولاية كاليفورنيا للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي حتى الأربعاء (24 أبريل / نيسان) بعد أن تحصن طلاب في مبنى إداري فيما قالت جامعة ميشيغان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج في أوائل مايو /أيار، لكنها ستوقف "التعطيل الكبير" للدراسة.

تبرير القمع

وفي محاولة لتبرير قمع الطلبة، زعم رئيس مجلس النواب الأميركي أن حماس تدعم الاحتجاجات بجامعة كولومبيا، متجاهلا حالة الرفض الشعبي الأمريكي لقمع الطلبة وتكميم أفواههم.

وكالعادة لجأت إدارة جامعة نيويورك إلى استخدام فزاعة معاداة السامية، زاعمة أنه جرى خلال المظاهرات "ترديد هتافات مرعبة مع رصد العديد من الحوادث المعادية للسامية"، متجاهلة أن الطلبة يتظاهرون احتجاجا على إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، قتلت وجرحت أكثر من 110 آلاف منهم، وشردت البقية.

وينظر متابعون إلى التظاهرات كتعبير عن نبض الشباب الأمريكي الرافض لسياسة الرئيس جو بايدن تجاه دعم حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.

واعتصم طلاب الجامعات الأميركية، في أكثر من مرة ومناسبة، داخل الحرم الجامعي أو خرجوا إلى الشوارع رافعين شعارات الاحتجاج والغضب، رفضا لقضايا مختلفة، مثل حرب فيتنام ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أو للمطالبة بحقوق أخرى، مثل حركة الحقوق المدنية التي ساهمت بإنهاء التمييز ضد الأميركيين من أصل أفريقي، وفي أحيان أخرى حملوا مطالبات التغيير في قضايا ترتبط بسياسات جامعاتهم ونظامها التعليمي.