الساعة 00:00 م
السبت 05 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.82 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.09 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

الشهيد محمود السراج.. حكاية صحفي لم تمهله الحرب لمواصلة التغطية

مقتل شرطي بغزة.. غضب واسع ودعوات عشائرية وحقوقية بضرورة إنفاذ القانون

تحت وطأة الصمت: قصة الطبيب الأمريكي آدم الحموي في غزة

حجم الخط
أطباء أمريكيين في غزة
غزة – وكالة سند للأنباء

في قلب قطاع غزة المحاصر، وقف الطبيب الأمريكي آدم الحموي في غرفة العمليات، منهمكًا في إجراء عملية بتر لساق طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، كانت اللحظات تمر ثقيلة، والأنفاس متقطعة بين الخوف والأمل، انتهى الطبيب من العملية بنجاح، ولكن قبل أن يستجمع أنفاسه، اخترقت أذنيه صافرات الإنذار، معلنةً عن اقتراب غارة جوية، تلك اللحظة جسدت مأساة الحياة في غزة، حيث يتداخل عمل الأطباء الإنساني مع أصوات الحرب، في معركة يومية للبقاء، وسط دمار لا يرحم وأمل يتشبث بالحياة.

ويعمل الطبيب "الحموي" (53 عامًا)، والجندي السابق في الجيش الأمريكي، في مستشفى غزة الأوروبي بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

وفي حديثٍ للصحيفة الأمريكية، "واشنطن بوست"، طالب "الحموي" ومَن معه من وفد طبي، الولايات المتحدة بوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل في ظل استمرار عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني.

وأمضى "الحموي" أسبوعين في المستشفى الأوروبي، وشاهد مع طاقم يعمل في مهمة تطوعية ضمن الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية ومقرها فيرجينيا، تدفقًا لا يتوقف من الأطفال الجرحى المصابين.

وطالب الطبيب في حديثه للصحيفة، طاقم المنظمة الأمريكية الذي وصل قطاع غزة في مهمة تطوعية مدتها أسبوعين، بوقف إطلاق نار عاجل، داعيًا الحكومة الأميركية إلى وقف مبيعات الأسلحة لـ "إسرائيل".

ووفقًا لتقرير الصحيفة، هزت ضربات جوية إسرائيلية جدران المستشفى الذي يعمل فيه الطبيب "الحموي" وفريقه، وتعالت أصوات القصف والدمار خلال حديثه مع الصحيفة، ولم يتوقف الخطر عند ذلك، بل نفدت الإمدادات الطبية وتضررت منازل الأطباء والعاملين في المستشفى، مما اضطرهم للتراجع بعيدًا عن مكان عملهم، ونقل عائلاتهم إلى أماكن آمنة، في صراع يمتد إلى الحياة والموت خلف جدران المستشفى.

وأكد "الحموي" في حديثه، أن أحد طلاب الطب الذين يعملون بمستشفى غزة الأوروبي جاء بذخيرة لم تنفجر، وكان عليها عبارة: "صنع في الولايات المتحدة الأميركية، شركة لوكهيد مارتن".

وتابع: "هناك أطفال في كل مكان في غزة، ولذلك أي قصف يمكن أن يكون الأطفال من بين ضحاياه"، مشيرًا إلى أن من بين المصابين في المستشفى فتاة عمرة عام واحد مصابة بحروق بنسبة 40 بالمئة من جسدها، فيما أصيب شقيقها (3 سنوات) بحروق في ذراعيه وساقيه وصدره، كما يتلقى شقيقان مصابان آخران العلاج من جروح أقل خطورة في مستشفى ميداني قريب.

وتحدث الحموي عن رؤيته "فتاة عمرها خمس أو ست سنوات فقدت ذراعها، وأخرى عمرها 4 سنوات دخلت غرفة الطوارئ ولم تنج".

صرخة الأطباء: بين الألم والبقاء..

أمّا الطبيب محمود صبحة، عَمِل في مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة ضمن مهمة طبية مدتها 10 أيام في أبريل/نيسان الماضي، وقالت زوجته سامية مشتاق، للصحيفة الأمريكية "واشنطن بوست"، إنه كان محطمًا نفسيًا وبكى بعد إخلائه للمشفى.

وأوضحت أنها التقت به في مدينة القدس خارج المسجد الأقصى وكان يبكي، ويقول: رأيت خانيونس وقد اختفت بالكامل، كل المباني مدمرة".

ومنذ بدء حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استهدف جيش الاحتلال المرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في أنحاء القطاع؛ ما تسبب بتدمير المنظومة الصحية، واستشهاد واعتقال العشرات منهم.

ويواصل جيش الاحتلال حربه المسعورة على قطاع غزة لليوم الـ 226 تواليًا؛ تزامنًا مع استمرار القصف الجوي والمدفعي لمنازل المواطنين والنازحين في مختلف أنحاء القطاع، وارتكاب مجازر جديدة ضد المدنيين؛ أسفر ذلك عن 35 ألفًا و386 شهيدًا، و79 ألفًا و366 إصابة، بينهم 14 ألفا و350 طفلا، ليشكلوا 44% من إجمالي عدد شهداء القطاع، وفق معلومات إحصائية فلسطينية.