كشف موظفون ومساهمون حاليون وسابقون في شركة "أبل" (Apple) الأمريكية العملاقة للتكنولوجيا، عن تورطها بالتبرع لمجموعات تمول توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
ووقع هؤلاء على رسالة مفتوحة تدعو إدارة شركة "أبل" إلى التوقف عن مطابقة تبرعات الموظفين للمنظمات التي تعزز المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة وغيرها من المنظمات التي تدعم الجيش الإسرائيلي.
وتعد هذه الرسالة أحدث شكل من أشكال المعارضة من داخل شركة "أبل"، وتعتمد على حملة بدأت مؤخرًا تسمى Apples4Ceasefire، والتي دعت الشركة إلى إزالة منظمتين من منصات التبرع الخاصة بها التي تمول مستوطنات الضفة الغربية.
تمويل منظمات استيطانية
جاء في الرسالة: "نحن نتضامن مع زملائنا في Apples4Ceasefire الذين طلبوا من شركة "أبل" إزالة منظمتين تمولان المستوطنات غير القانونية من Benevity".
وأضافت: "نطلب من شركة آبل التحقيق على الفور والتوقف عن مطابقة التبرعات لجميع المنظمات التي تعزز المستوطنات غير القانونية في الأراضي المحتلة وتدعم الجيش الإسرائيلي".
وتشمل المنظمات المدرجة في الرسالة المفتوحة أصدقاء الجيش الإسرائيلي، وHaYovel Inc، وOne Israel Fund، والصندوق الوطني اليهودي، ومنظمة IsraelGives.
وتم التوقيع على الرسالة من قبل 133 شخصًا، يقولون إنهم إما موظفون حاليون أو سابقون، أو مساهمون داخل الشركة.
مئات الملايين لصالح الاستيطان
على مدى العقد ونصف العقد الماضيين، قامت المنظمات غير الربحية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، بتحويل مئات الملايين من الدولارات إلى مجموعات المستوطنين في إسرائيل، بما في ذلك 220 مليون دولار من الفترة من 2009 إلى 2013 وحدها.
في المقابل نشطت عدة محاولات من قبل جماعات حقوق الإنسان والمشرعين لاتخاذ إجراءات صارمة ضد التمويل الأمريكي للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة.
وفي نيويورك، قدم عضو الجمعية زهران ممداني "قانون ليس على عشرة سنتات"، والذي إذا تم إقراره، فإنه "سيمنع الشركات غير الربحية من الانخراط في دعم غير مصرح به للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي".
كما فرضت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة عقوبات على عدة مجموعات استيطانية إسرائيلية، مما أدى إلى قطع علاقاتها بالسوق المالية الأمريكية.
وتأتي الرسالة وسط حركة متنامية بين العاملين في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة لدعوة شركاتهم إلى سحب استثماراتها من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومؤخرًا سحب الاستثمارات من الحرب الإسرائيلية على غزة.
في أبريل/نيسان، قامت شركة التكنولوجيا "جوجل" بطرد عشرات الموظفين بعد مشاركتهم في مظاهرة ضد مشاركتها في مشروع "نيمبوس"، وهو عقد مثير للجدل للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي مع الحكومة والجيش الإسرائيليين.
ووقع ما يقرب من 300 موظف حالي وسابق في شركة "أبل" رسالة مفتوحة في أبريل/نيسان اتهموا فيها الشركة "بإنهاء خدمة العمال بشكل غير قانوني" بسبب تعبيرهم عن دعمهم لفلسطين.