قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" فيليب لازاريني، إنّ الوضع في قطاع غزّة حالياً يمثل أسوأ مأساة يشهدها الفلسطينيون منذ 75 عاماً.
جاء ذلك في كلمة لـ "لازاريني" خلال مؤتمر للمانحين عقدته الأمم المتحدة من أجل حثّ الدول على التبرع لوكالة "أونروا" التي تعاني من فجوة هائلة في تمويلها.
وتطرق للهجمات التي تشنّها "إسرائيل" على الوكالة والعاملين فيها ليس في غزّة فحسب، بل في القدس والضفة على مباني الوكالة وموظفيها، بالإضافة إلى التدابير التعسفية التي فرضتها إسرائيل على الوكالة وحركة موظفيها.
وأضاف أنّه لم يشهد طوال عمله في المجال الإنساني هذا المستوى من الهجمات على العاملين والمنشآت.
وبحسب معطيات حديثة للوكالة الأممية، فإنّ 195 من موظفي "أونروا"، استشهدوا خلال الحرب الحالية، وهو أعلى عدد من القتلى في تاريخ الأمم المتحدة، والعديد منهم استُشهد مع عائلاته وأحبائه.
واعتقلت قوات الاحتلال العشرات من موظفي "أونروا"، وتحدث بعضهم بعد الإفراج عنهم لاحقًا عن سوء المعاملة الذي وصل إلى حدّ التعذيب أحياناً، فيما فرض الاحتلال في الضفة الغربية، قيوداً شديدة على موظفي "أونروا" وتحرّكاتهم.
وحذر مفوض "أونروا"، من أنّ غض النظر عن تلك الهجمات يمثل سابقة خطيرة ولن تقتصر تبعاته على فلسطين، متابعًا: "تتوصل الجهود لتفكيك وكالة أونروا وتغيير المعايير السياسية للسلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يشمل الهجمات على الوكالة بما فيها تلك التي على وسائل التواصل الاجتماعي ومقترحات تشريعية لطرد الوكالة من مقرها في القدس ولتصنيفها من إسرائيل منظمةً إرهابية".
وشدد لازاريني أنّ "الوكالة مستهدفة بسبب دورها في صون حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولأنها تجسّد التزاماً دولياً تجاه حل سياسي".
ولفت الانتباه إلى أنّ "أونروا تفتقر إلى المصادر المالية المطلوبة للقيام بعملها، وقدرة الوكالة على العمل بعد شهر أغسطس/آب المقبل تعتمد على سداد الدول الأعضاء فجوة التمويل وتقديم مساهمات جديدة للميزانية الأساسية".
وأضاف: "طلبنا مبلغ 1.2 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية حتى نهاية هذا العام، ولم يتلق هذا النداء إلا قرابة 20% من الأموال المطلوبة".
وحذر من انهيار الوكالة إن لم تقدم الأموال اللازمة للخدمات الأساسية، مؤكدًا أنه "تم تأسيس أونروا وكالة مؤقتة قبل خمسة وسبعين عاماً، بانتظار الوصول إلى حل سياسي لقضية فلسطين(..) استمر وجود الوكالة لأن الحل السياسي لم يتحقق، هي قائمة بدلاً من أن تكون محلها دولة تقدم الخدمات الأساسية والحيوية".
وحث الجميع على الدفاع عنها لأن "احتمالية تفكيك الوكالة من دون أن يؤدي ذلك لانهيار الرد الإنساني في غزّة ونشر الفوضى، لهي فكرة ساذجة في أبسط وصف لها".
وشدد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزّة، محذراً من أن استمرار الوضع القائم سيؤدي إلى انهيار الوكالة وسيدفع الملايين من الفلسطينيين ثمناً باهظاً.
يُشار إلى أنّ وكالة أونروا تلعب دوراً رئيسياً ليس في قضية الحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين الموجودين داخل فلسطين وخارجها (الأردن وسورية ولبنان) فحسب، بل كذلك في ما يخص الاستجابة الإنسانية.
وتعتبر الأمم المتحدة أن الوكالة "بمثابة العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزّة، إذ كانت تدعم، قبل بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول، ثلثي السكان في غزة من خلال التعليم والرعاية الصحية والإغاثة، والخدمات الاجتماعية، والمساعدات الغذائية، والنقدية، بينما يحتاج في الوقت الحالي، جميع سكان غزة تقريباً (2.1 مليون شخص) للمساعدة.