قدر مسح إحصائي مستقل عدد الشهداء في قطاع غزة نتيجة حرب الإبادة الجماعية بحوالي 84 ألف شهيد خلال 15 شهرا في الفترة الممتدة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومطلع العام 2025.
وحسب المسح، وهو الأول الذي تجريه جهة مستقلة، ونُشر على خادم ما قبل الطباعة medRxiv الأسبوع الماضي، فإن أكثر من نصف الشهداء كانوا من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 18 و64 عاما، أو الأطفال أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما.
ومنذ بداية الحرب، كانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة هي المؤسسة الرئيسية التي تحصي أعداد الشهداء في القطاع، وهي تنشر بانتظام قوائم مفصلة لأعداد الشهداء والمصابين.
وتؤكد وزارة الصحة باستمرار أن الأعداد المعلنة من طرفها هي فقط ما يصل إلى مشافي القطاع، وأن هناك أعدادا أخرى من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأفادت أحدث إحصاءات الوزارة، في 28 يونيو/حزيران، بارتفاع عدد الشهداء إلى 56 ألفا و412 شهيدا. ويشكك البعض في موثوقية أرقام الوزارة والدراسات التي تستند إليها، خاصة مع تطور الحرب وتضرر المراكز الطبية التي تعتمد عليها الوزارة في الحصول على بيانات الوفيات والشهداء.
ولا تستند أحدث الأرقام إلى بيانات الوزارة، ولكنها قد تكون غير دقيقة نظرا لصعوبة إحصاء عدد الوفيات في منطقة حرب.
ومع ذلك، فإن هذه الأرقام مشابهة لتلك التي أعلنها فريق بحثي آخر في وقت سابق من هذا العام، الذي استخدم طريقة إحصاء مختلفة، وفقاً لباتريك بول، الخبير الإحصائي ومدير الأبحاث في منظمة "مجموعة تحليل بيانات حقوق الإنسان" غير الربحية في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا.
ولإجراء مسح مستقل للشهداء، عمل الباحثون مع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية غير الربحي في رام الله، لمسح عشوائي للأسر المختارة التي تمثل السكان في جميع أنحاء قطاع غزة.
وشمل ذلك الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة وخيام، ولم يتمكن فريق المسح من دخول شمال غزة أو مدينة غزة أو رفح بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي وأوامر الإخلاء، لكن العديد من الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق نزحوا إلى المناطق التي شملها المسح.
ويقدر الباحثون أنه في الأشهر الـ15 التي سبقت الخامس من يناير/كانون الثاني الماضي، كان هناك ما يقرب من 75 ألفا و200 حالة وفاة عنيفة (شهداء) في غزة، كما توفي 8540 شخصا لأسباب غير عنيفة نتيجة للحرب.
لكن قد يكون هناك المزيد من الوفيات غير العنيفة منذ إجراء المسح، حسب المؤلف المشارك في الدراسة مايكل سباغات، الباحث الاقتصادي في كلية رويال هولواي بجامعة لندن، في إيغهام.
وتشير الدراسة إلى أن الحالة الصحية للفلسطينيين ووصولهم إلى الرعاية الصحية كانت جيدة قبل الحرب، لكن من المحتمل أن يكون هذا الوضع قد تغير مع استمرار الحرب، كما تقول المؤلفة المشاركة ديباراتي غوها-سابير، عالمة الأوبئة المتخصصة في النزاعات المدنية في جامعة لوفان البلجيكية.
من جانبه، يقول ليث جمال أبو رشاد، عالم الأوبئة المتخصص في الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب في قطر بالدوحة، إنه رغم مرور 6 أشهر على إجراء المسح، فإن "ذلك لا يقلل من أهميته، بل على العكس من ذلك، لا يزال في وقته المناسب، حيث تستمر الأزمة وقد اشتدت حدتها على الأرجح على مدى الأشهر الثلاثة الماضية".
ويتوافق الإحصاء الأخير مع التقدير الذي أورده فريق بحثي آخر في وقت سابق من هذا العام، الذي أشار إلى تقدير 64 ألفا و260 حالة وفاة عنيفة بحلول نهاية يونيو/حزيران 2024.
وبدعم أميركي، تواصل "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 56 ألف شهيد و133 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.