الساعة 00:00 م
الإثنين 07 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.82 جنيه إسترليني
5.28 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.1 يورو
3.74 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

رفعت رضوان.. شهيد الإسعاف الذي دافع عن الحياة حتى آخر لحظة

الشهيد محمود السراج.. حكاية صحفي لم تمهله الحرب لمواصلة التغطية

مقتل شرطي بغزة.. غضب واسع ودعوات عشائرية وحقوقية بضرورة إنفاذ القانون

أمريكا تتنصل أخلاقيًّا من المجازر في غزة..

خاص مختصان: نتنياهو يفشل باستمرار إتمام الصفقة ويستخدم الوضع الراهن لتعزيز إرثه السياسي

حجم الخط
بنيامين نتنياهو
أم الفحم - وكالة سند للأنباء

يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإصراره على إضافة شروط معينة لاتفاق تبادل الأسرى مع حركة "حماس" والتهدئة في قطاع غزة؛ لإفشال جهود الوسطاء التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين المقاومة والاحتلال.

ويؤكد محللان في الشأن الإسرائيلي خلال أحاديث منفصلة أجرتها "وكالة سند للأنباء"، أن نتنياهو يستغل الوضع الراهن في الحرب لتحقيق أهداف سياسية شخصية وتعزيز إرثه السياسي وتفادي التحديات القانونية من خلال الاستفادة من ضبابية الحرب لتحقيق انقلاب أبيض.

"انقلاب أبيض"..

قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، إنه يجب إدراك أن بنيامين نتنياهو لم يستغل الوضع فقط لأغراض انتخابية وصراع البقاء، بل لتحقيق ما يمكن وصفه بانقلاب أبيض، وهو ما كان مزمعًا عليه منذ عام 2023 وواجه العديد من التحديات.

وأوضح "جبارين" أن نتنياهو قام بذلك الآن بسلاسة، مستفيدًا من ضبابية الحرب والصمت العام في الشارع الإسرائيلي لتعزيز رؤيته وأجندته السياسية.

وأضاف "جبارين" أن هناك مكاسب شخصية نتجت عن إطالة أمد الحرب، وأدرك نتنياهو أن تأجيل تداعيات القضايا الجنائية ضده قد يكون ممكنًا، وأن القضاء الإسرائيلي لن يكون متساهلًا كما كان في السابق.

ولاحظ "جبارين" أن إسرائيل خسرت كثيرًا في السياق الدبلوماسي الدولي. مُشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قدمت ضوءًا أخضرًا لفشل المسار الدبلوماسي أو تضييق الخناق على نتنياهو، وذلك عبر دول أخرى مثل كندا وبريطانيا.

وأكد "جبارين" أن علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة أكبر من أن تتأثر بإشكاليات إدارة معينة. رغم خسارة إسرائيل في السياق الإنساني للحرب.

وذكر ضيفنا أن بنيامين نتنياهو يتبنى سياسات يمينية داخل الحكومة، حيث قام بوضع خطة في عام 2018 تهدف إلى إضعاف القضية الفلسطينية وتعزيز الهوية الإسرائيلية والسيطرة على الأرض بين البحر والنهر.

واستغل نتنياهو الأوضاع الحالية لتنفيذ هذه المخططات، مستخدمًا سموتريتش وبينكفير كواجهة لتحقيق أهدافه، وفق ما أورده "جبارين".

وأوضح "ضيف سند"، أن المجتمع الدولي لم يكن ذا تأثير كبير في هذه الحرب، والعلاقات الدولية تعتمد على تقاطع المصالح فقط، ولم يرغب المجتمع الدولي في المساس بالعلاقات الاستراتيجية مع إسرائيل.

وأورد "جبارين"، أن الصمت الدولي على الممارسات الإسرائيلية كان بسبب تقارب وجهات النظر الغربية مع إسرائيل، وكانت هناك ثلاث جبهات معارضة لبنيامين نتنياهو، بما في ذلك عائلات الأسرى والمعارضة البرلمانية، وأصوات معارضة من داخل الحكومة مثل جالنت والجهات الأمنية.

وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية كانت تمتلك مساحة للمناورة في مفاوضاتها مع الجانب الإسرائيلي، وحاول نتنياهو أن يُحدد تصرفاته بناءً على استجابة واضحة من الفصائل. لكن الأمور بقيت ضبابية وغير مفهومة بالنسبة لإسرائيل، مما أربك المشهد.

وأفاد بأن الحرب كانت تدار بنوع من التحكم، ولم تكن هناك بوادر لتوسيع الجبهة، حيث لم تكن إسرائيل ولا لبنان وحزب الله معنيين بذلك. حتى إيران والولايات المتحدة لم ترغب في تصعيد إقليمي يؤثر على مصالحها.

وأضاف أن نتنياهو حاول إضعاف القضية الفلسطينية من خلال عدم إبرازها، لكن هذا تغير في السابع من أكتوبر، حيث أصبحت الفوضى سيدة الموقف، وتم تجربة الوساطة في البداية لكنها لم تنجح.

وأكمل "جبارين" أن سياسة نتنياهو تجاه عملية السلام تحتاج إلى تأمل، مؤكدًا أنه لا يوجد بديل لخطاب بنيامين نتنياهو داخل إسرائيل، حيث كان هو الوحيد الذي يكتب السياسات في البلاد.

وتابع أن قواعد اللعبة السياسية في إسرائيل تُنسخ من نتنياهو، كما حدث عندما صوتت المعارضة ضد إقامة دولة فلسطينية. كان ذلك دليلًا على عدم وجود عملية سلام، حيث أن نتنياهو هو من يضع شروط اللعبة في إسرائيل.

"التنصل الأمريكي الأخلاقي من المجازر"..

من جانبه، ذكر المختص في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، أن الولايات المتحدة تسعى للتنصل أخلاقيًّا من مسؤولية المجازر التي تحدث، وتحاول الإشارة إلى أجواء تفاؤلية وإيجابية حول قرب الصفقة والولايات المتحدة مع وقف إطلاق النار، لكن الحقيقة هي خلاف ذلك.

ونوّه إلى أن مجزرة خان يونس لم تكن لتتم بدون الموافقة والشراكة الأمريكية، مُشيرًا إلى أن القنابل المستخدمة قد تكون أمريكية الصنع.

وأكد "شديد" أن موقف بنيامين نتنياهو لن يؤثر على العلاقة مع الإدارة الأمريكية، مُبيّنًا أن صورة إسرائيل تراجعت بشكل كبير في الخارج.

واستطرد أن الكثيرين من العالم غيروا وجهة نظرهم، وأصبحت إسرائيل أكثر عزلة ومنبوذة. ومع ذلك، الأولويات أمام إسرائيل، من وجهة نظر نتنياهو وشركائه في الحكومة، تتعلق باستمرار الحرب وتحقيق أهدافها، وهي أهم بكثير من صورة إسرائيل في العالم.

وأضاف ضيفنا، أن الموقف الأمريكي، الذي يعتبر داعمًا بنسبة 100%، يعد مهمًا بالنسبة لإسرائيل، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تحمي إسرائيل في المؤسسات والمحاكم الدولية، وفي مجلس الأمن.

وبيّن "شديد"، أن هناك معارضة إسرائيلية داخلية لبنيامين نتنياهو، وتمثلت في مطالبات بوقف إطلاق النار.

وأكد "ضيف سند"، أن المعارضة الإسرائيلية لا يمكن اعتبارها تحديات سياسية داخلية كبيرة يواجهها نتنياهو، حيث ظل يقود حكومة متماسكة، ولم يكن له منافس داخل الحكومة، وكان منسجمًا مع أغلبية مكونات الحكومة فيما يتعلق بأهداف الحرب وشروط وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن عدم وجود تحديات سياسية داخلية ملحوظة جعل وجود المعارضة أمرًا طبيعيًّا، ولم يؤثر بشكل كبير على قيادة نتنياهو للحكومة.

وأضاف "شديد" أن الضغوطات الداخلية تتصل أيضًا بالموضوع ذاته، حيث لم ترتقِ هذه المعارضة، بما في ذلك معارضة الجيش لاستمرار الحرب والدعوة لوقف إطلاق النار من قبل ثلثي المجتمع الإسرائيلي، إلى أن تصبح أداة ضغط جدي على حكومة بنيامين نتنياهو لكي تعيد النظر في هذا الموضوع.

وفيما يتعلق بعلاقة إسرائيل بحلفائها الدوليين، بيّن أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد الأهم بالنسبة لإسرائيل، لافتًا أن الولايات المتحدة ليست جادة في موضوع الصفقة، وهي التي تدفع إسرائيل نحو استمرار الحرب رغم ما يُقال في الإعلام.

وماذا عن رؤية الفصائل لاشتراطات بنيامين نتنياهو، أجاب: "الفصائل تدرك أن نتنياهو يسعى لتكبيلها وتيئيسها وهزيمتها، والسؤال المهم هو إمكانيات الفصائل، خاصة حركة حماس، في مواجهة بنيامين نتنياهو".

وتساءل "شديد" عن قدرة حماس على فرض خيارات تردع نتنياهو وتجعل المجازر وإطالة أمد الحرب مكلفة وعبئًا عليه، معتقدًا أن ذلك هو ما يحدد مسار الحرب، وليس الضغط الداخلي أو الخارجي.

وأشار إلى أن الحال الميداني حتى الآن يشهد صمودًا للشعب الفلسطيني، معاناة ومقاومة، لكنها لم ترتقِ بعد لتصبح أداة ردع فعالة لإسرائيل، مما يعني أن الكرة في ملعب حماس والفصائل، خاصة حركة حماس.