قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الضربات الجوية التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في اليمن تظهر تعقد التحديات الأمنية التي تواجهها في التعامل مع تهديدات متعددة في غزة ولبنان واليمن وغيرها من المناطق.
ونبهت الصحيفة إلى أن المأزق الإسرائيلي يتوسع في وقت تواجه دولة الاحتلال تحديات أمنية غير مسبوقة وأن الصراع في المنطقة مرشح لمزيد من التصعيد، وسط توقع المزيد من الضربات المتبادلة والردود القاسية.
وبحسب الصحيفة فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي غيرت معادلة محاولة ردع جماعة أنصار الله "الحوثيين" من التخفي في التحالف الدولي إلى الاستهداف العلني المباشر عبر هجومها الأخير.
السياق والأحداث
شنت المقاتلات الإسرائيلية يوم السبت ضربات جوية على مدينة الحديدة اليمنية، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، بزعم الرد على هجوم بالطائرات المسيرة من الحوثيين، والذي استهدف تل أبيب وأدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
ويُعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه الذي ينجح في ضرب تل أبيب منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مستودعات الغاز والنفط ومحطة طاقة، وزعم المسؤولون الإسرائيليون إلى أنها كانت تُستخدم لأغراض عسكرية.
وأكد "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "إسرائيل" ستضرب أي جهة تهاجمها، فيما توعد وزير الجيش "يوآف غالانت" بالرد على الهجمات أينما وقعت.
في المقابل قال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين إن الضربات استهدفت "منشآت مدنية" وأكد أن الهجمات الإسرائيلية لن تردع الحوثيين بل ستزيد من عزمهم على الرد.
وتعتبر الهجمات تصعيدًا جديدًا في الصراع الإقليمي، حيث أكد الحوثيون أنهم سيستمرون في الهجوم على دولة الاحتلال الإسرائيلي دعمًا للفلسطينيين.
افتقار بنك أهداف عسكرية
قد يدفع استهداف ميناء الحديدة إلى التأثير سلبًا على توصيل المساعدات الإنسانية لليمن، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وبهذا الصدد قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الاستهداف الإسرائيلي لمنشآت مدنية للحوثيين يعني افتقارها بنك أهداف عسكرية.
وأظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي من بعد الضربات حرائق شديدة في ميناء الحديدة، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود إلى السماء.
وبدأ الحوثيون في شن هجمات ضد دولة الاحتلال بعد اندلاع الحرب في غزة، واستهدفوا ميناء إيلات الإسرائيلي الجنوبي بطائرات بدون طيار وصواريخ.
كما شنوا هجمات متعددة على الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن، مما تسبب في تعطيل كبير لتدفق البضائع عبر أحد أهم طرق التجارة البحرية في العالم.
وقالت القوات الإسرائيلية إن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها رصدت الطائرة بدون طيار المستخدمة في هجوم الجمعة، لكنها لم تُسقط بسبب "خطأ بشري".
وبحسب الصحيفة فإن التصعيد الحالي قد يؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، وخاصة بين دولة الاحتلال وإيران.
ومن غير المتوقع أن تكون الضربات الإسرائيلية ضد الحوثيين نقطة تحول في الحرب الدائرة، لكن تهديدات الحوثيين تشير إلى أنهم مستعدون لتحويل أي رد عليهم إلى حرب طويلة الأمد.
