الساعة 00:00 م
الأحد 30 يونيو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.77 دولار أمريكي

نتنياهو العقبة الأكبر..

ترجمة خاصة.. تحليل أمريكي: بايدن يسعى لتوفير المخرج لإسرائيل من مأزق غزة

حجم الخط
بايدن.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

قال تحليل نشره مركز دراسات أمريكي إن الرئيس جو بايدن يكثف جهوده للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة باعتبار ذلك يوفر المخرج لإسرائيل من مأزقها المتزايد في القطاع.

ورأى تحليل لمركز العربي واشنطن العاصمة (ACW)، أن بايدن يستهدف تحقيق "الهبوط الناعم" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحيلولة دون التورط الإسرائيلي بشكل أكبر في غزة في ظل العجز عن تحقيق الأهداف المعلنة.

وذكر أن أنه بعد أشهر من العمل مع الإسرائيليين على صفقة التبادل، توصل المفاوضون الأمريكيون إلى إدراك أن تركيبة الحكومة الإسرائيلية والطموحات السياسية الشخصية لنتنياهو هي العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.

وأشار إلى أن حركة "حماس" ظلت تعرض صفقة تبادل لوقف إطلاق النار منذ الأيام الأولى بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكان نتنياهو هو الذي اتهمته عائلات الأسرى الإسرائيليين بتخريب مفاوضات وقف إطلاق النار التي من شأنها أن تؤدي إلى التبادل.

بايدن يتحدث بلسان إسرائيلي

وفي 31 مايو/أيار، أعلن بايدن ما وصفه بـ "الاقتراح الجديد الشامل" الذي قدمته إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة والذي سيكون بمثابة "خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى.

يتكون الاقتراح من ثلاث مراحل. وتستمر المرحلة الأولى لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها التوصل إلى "وقف كامل وكامل لإطلاق النار"، وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والبدء بعمليات تبادل الأسرى.

وستشهد هذه المرحلة أيضًا زيادة في المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وبناء مئات الآلاف من الملاجئ المؤقتة للنازحين. أما المرحلة الثانية فستسبقها مفاوضات تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر وستتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين. كما سيصبح وقف إطلاق النار دائمًا، حيث أكد الرئيس الأمريكي على “وقف الأعمال العدائية بشكل دائم”. وتستلزم المرحلة الثالثة، بحسب الاقتراح، أيضاً "خطة إعادة إعمار كبرى في غزة".

صدام أمريكي إسرائيلي علني

بحسب التحليل فإنه كان تكرار بايدن وقف "الأعمال القتالية نهائياً" مفاجئاً لأنه يتعارض مع كل ما تقوله القيادة الإسرائيلية: بأنها لن تقبل بصفقة تنهي الحرب.

وقال بايدن في تصريحاته إن “الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب”. وبعد وقت قصير من إعلانه عن المبادرة التي من المفترض أن تقودها إسرائيل، تراجع المسؤولون الإسرائيليون عنها علنا.

وتساءل التحليل "لماذا يكون بايدن هو من يعلن بالتفصيل عن الاقتراح الإسرائيلي؟ إذ كان من الغريب أن يصدر الرئيس الأمريكي إعلانًا نيابة عن إسرائيل.

ولفت إلى أنه عندما كشف بايدن عن الاقتراح، ما أصبح واضحاً هو أنه لا يختلف جوهرياً، وربما لا يختلف على الإطلاق، عن صفقة التبادل التي قبلتها حماس ورفضتها إسرائيل قبل شهر واحد فقط.

في ذلك الوقت، أعلنت حماس أنها قبلت الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار، والذي بدا وكأنه جاء بينما كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز يتنقل ذهاباً وإياباً بين مختلف الأطراف في المنطقة. وقد شعرت "إسرائيل" بالغضب من ذلك، قائلة إن الاقتراح مختلف عن الاقتراح الذي وافقت عليه.

الحرب ومصير نتنياهو

أبرز التحليل أن بايدن يحاول إقناع "إسرائيل" بضرورة إنهاء الحرب في غزة في وقت يدرك نتنياهو أن نهاية الحرب ربما تكون نهاية مسيرته السياسية. وينطبق الشيء نفسه على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف.

وأكد التحليل أنه طالما استمر نتنياهو في مساواة نهاية الحرب بنهاية وجوده في السلطة، فإنه سيستمر في رفض صفقات التبادل التي تنهي الحرب. وربما يفكر البيت الأبيض في أن إحدى الطرق لكسر هذه المعادلة هي تقديم دفعة سياسية لنتنياهو حتى يتمكن من تصور مسارا للبقاء رئيساً للوزراء حتى بعد الحرب - وهو ما يعني في الأساس هبوطاً سلساً بالنسبة له من أجل إنهاء الحرب.

وشدد التحليل على أنه منذ البداية لم يكن هناك انتصار لإسرائيل في الحرب على غزة بعد 7 أكتوبر 2023، هو من سيوقف الحرب، بل كان من الواضح أن الطريقة الوحيدة التي ستنتهي بها الحرب هي وقف إطلاق النار واتفاق التبادل.

كان السؤال هو ما هو مقدار إراقة الدماء والدمار الذي ستسمح واشنطن للإسرائيليين بإحداثه قبل أن يكونوا مستعدين للوصول إلى تلك النقطة الحتمية.

وقال "حتى الآن، الجواب هو ما يقرب من 37 ألف شهيد وثمانية أشهر من الدمار الوحشي في غزة، فضلاً عن الوضع المنبوذ غير المسبوق لإسرائيل، وطلبات اعتقال نتنياهو في المحكمة الجنائية الدولية واحتجاجات غير مسبوقة ضد إسرائيل في جميع أنحاء العالم، وربما الأهم من ذلك، أرقام استطلاعات الرأي المثيرة للقلق باستمرار لحملة بايدن".

وأضافت "يبدو أن نهج بايدن مع نتنياهو في الوقت الحالي هو اتخاذ قرارات نيابة عنه فيما تعلم جميع أطراف المفاوضات أنه إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق، فإن ما اقترحه بايدن هو ما سيبدو عليه. كما أن صبر بايدن بدأ ينفد لأنه يعلم أنه كلما طال أمد هذه الحرب نحو الانتخابات، زادت عبئها عليه".

فمع اقتراب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني بالنسبة لبايدن، تستمر حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة والتي يدعمها في إثارة غضب الدوائر الانتخابية التي يحتاج إلى كسبها. فهل سيكون بايدن مستعداً أخيراً لإجراء المكالمة الهاتفية التي أجراها ريغان مع رئيس الوزراء السابق مناحيم بيغن في عام 1982، مطالباً إسرائيل بإنهاء حرب لبنان، والمطالبة بإنهاء حرب غزة؟.

وختم التحليل "لقد قاوم بايدن اختيار هذا الخيار منذ البداية، على الرغم من أنه كان سينقذ عشرات الآلاف من الأرواح".

و"مع ذلك، فمن المؤكد أنه إذا كان البيت الأبيض في عهد بايدن قد وصل حتى الآن إلى أسفل قائمة الخيارات إلى حيث وصل الآن، على أمل أن يتخذ نتنياهو القرار الصحيح، فلن يكون هناك العديد من الخيارات الأخرى المتبقية".