شن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك هجوماً شديد اللهجة على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه يخدم عن غير قصد مصالح الإيرانيين وحزب الله، كما فعل سابقاً مع حركة حماس.
وقال بريك في مقالة له نشرتها صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، السبت:"إنه التقى نتنياهو 6 مرات منذ بدء الحرب الحالية، وإن الأخير يعرف جيداً أنه لا يمكن القضاء على حماس".
لافتاً إلى أنّ قناعته هذه "لم تمنعه من التصريح بأن إسرائيل ستواصل القتال حتى القضاء الكامل على حماس".
ورأى بريك أن نتنياهو يوجّه هذه التصريحات إلى ناخبيه، والمتطرّفين اليمينيين الذين يجلسون معه في الائتلاف.
وأضاف:"الكثير من الجهلة تأسر قلوبهم كليشيهات مثل "هزيمة حماس بالكامل"، فالناخبون هم الذين يمنحون نتنياهو الشرعية لمواصلة الحرب حتى النهاية، وهو ما يسمح له بالبقاء كرئيس للحكومة حتى اليوم".
وأكد بريك إن الولايات المتحدة بعثت برسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أنّ "الحفل انتهى" وأنّ القتال في غزة استنفد نفسه.
بريك.. سنخسر جيش الاحتياط قريباً
واستعرض بريك الأسباب التي أدت إلى هذه الخلاصة، وفي طليعتها معاناة جنود الاحتياط، الذين يتم تجنيدهم مراراً وتكراراً، من استنزاف معنوي شديد وإرهاق جسدي وعقلي لأنه ليس لديهم بدائل، مضيفاً:" سنخسر جيش الاحتياط قريباً".
أما السبب الثاني بحسب بريك، فهو انهيار الاقتصاد الإسرائيلي بفعل حرب الاستنزاف المستمرة منذ عام تقريباً، ومعاناة "إسرائيل" من عجز يتجاوز 8%، وسط مخاوف وزارة الخزانة بأن يصل العجز إلى 9% في عام 2025.
وأضاف:" كل أسبوع نسمع عن شركة أخرى قرّرت خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، لتصبح القروض المقدّمة لإسرائيل لتمويل التكلفة الهائلة للحرب، أكثر تكلفة".
"علاوة على ذلك (يقول بريك) فإن إبقاء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في الفنادق والذين يزيد عددهم عن مئة ألف، يكلّف الدولة مليارات الشواكل، وإعادة الإعمار في الشمال والجنوب ستكلّف إسرائيل ثروة ضخمة".
وحسب الجنرال المتقاعد، "فإن اقتصاد إسرائيل سينهار في وقت قصير، حتى لو انتهت حرب الاستنزاف، التي لا هدف لها، سوى رغبة نتنياهو القوية في التمسّك بمقعده والبقاء على قيد الحياة".
ورأى بريك أن السبب الثالث للخلاصة المذكورة هو أن حرب الاستنزاف المستمرة تسبّبت في خسارة العالم، وأصبحت إسرائيل معزولة كما لو كانت مصابة بالجذام.
وتابع:"حتى أصدقاؤها الأوروبيون يديرون ظهورهم لها، وتتجلى العزلة في الحظر الاقتصادي ووقف شحنات الأسلحة، وإبعادها عن المشاريع الدولية".
ورأى بريك أن السبب الرابع هو "إشعال الحرب الحالية للكراهية بين شرائح الجمهور الإسرائيلي، والتي قد تتسبّب بحرب أهلية، تسبقها حرب إقليمية متعدّدة الساحات، لتختصر الجدول الزمني لانهيار إسرائيل"، حسب قوله.