الساعة 00:00 م
الأربعاء 21 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
4.98 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.53 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

تغير المواقف الأوروبية من حرب الإبادة.. ما السر وما مدى التأثير؟

حماس: لا مفاوضات حقيقية منذ السبت ونتنياهو يُحاول تضليل العالم

منظمات أممية ومحلية لـ سند: الاحتلال يضلل العالم في قضية مساعدات غزة

حين ينام العالم.. ويستيقظ الرعب في غزة

تقرير إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية.. اعتدءات منظمة تؤسس لنكبة جديدة

حجم الخط
مستوطنين.jpg
رام الله – وكالة سند للأنباء

هجمات المستوطنين الإرهابية ومعهم قوات الاحتلال الإسرائيلي ليست بالتأكيد جديدة، لكنها تضاعفت بشكلٍ ملحوظ منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في الضفة الغربية، وأخذت طابعًا مسلحًا وجماعيًا منظمًا، بعدما كانت تُرتكب بشكلٍ عشوائي ومن منظمات استيطانية محددة.

ووفق تصريحاتٍ أدلى بها المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك مؤخرًا، واطلعت عليها "وكالة سند للأنباء" ارتكب المستوطنون 12 ألفًا و170 اعتداء ضد الفلسطينيين في الضفة منذ السابع من أكتوبر؛ ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى وأضرار في الممتلكات.

فيما أشعل المستوطنون وجيش الاحتلال 273 حريقًا في الضفة الغربية بعد السابع من أكتوبر، استنادًا لأحدث إحصائية نشرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في أغسطس/ آب الجاري، كما سيطروا بدعمٍ من الحكومة على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين تزيد على 220 ألف دونم وهجروا سكانها.

ويشير رئيس بلدية حوارة في نابلس جهاد سليم إلى أنّ اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة تختلف عن السابق، حيث شهدت كثافة وتحولًا غير مسبوق، مضيفًا أنهم ينفذون اقتحامات دورية للقرى تمتد لساعات وتتضمن اعتداءات بالأسلحة النارية والحارقة وقنابل الغاز.

ويقول سليم في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" إنّ اقتحاماتهم أصبحت يومين أسبوعيًا وهذا أمر مفزع، والهدف منه إجبار السكان على الرحيل من منازلهم وأراضيهم قسرًا، وذلك تحت عين الجيش وحمايته ودعمه الكامل.

ويؤكد أنّ هذه الهجمات لم تعد عشوائية كما كانت في السابق، بل واسعة وترتكبها عصابات مسلحة أفرادها ملثمون ومدربون جيدًا ضمن خطة إسرائيلية واضحة الملامح لقتل وتهجير كل ما هو فلسطيني.

ويؤكد أنّ بلدة حوارة واحدة من البلدات التي تتعرض بشكلٍ شبه دوري لاقتحامات من المستوطنين يتخللها اعتداءات على أهالي القرية وإحراق منازلهم ومركباتهم وممتلكاتهم، وأراضيهم؛ بهدف ترحيلهم، لكنهم يرفضون ذلك ويواجهون مخططات الاحتلال بثباتٍ وصمود.

من ناحيته، يقول الحاج كاظم الحاج محمد من المجلس البلدي لقرية ترمسعيا في رام الله وسط الضفة الغربية، إن هجمات المستوطنين على القرى عادةً ما تتم يوم السبت من كل أسبوع، إذ يستغله المستوطنون كيوم للعطلة، فيشنون هجوما واسعا على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

ويضيف "الحاج محمد" في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّه يتم توزيع الاعتداءات الإرهابية على عدة مجموعات بحيث تتولى كل مجموعة مهمة معينة خلال تنفيذ الهجوم، وهذا يؤكد وجود مليشيا متكاملة تسير وفق خطة منظمة.

وتتركز الهجمات عادةً على أطراف القرى ومناطق تواجد الكثافة السكانية، ومزارع الأغنام، وغيرها من المناطق التي تمثل نوافذ اقتصادية للبلدات الفلسطينية؛ بهدف توجيه ضربة قاضية تُرغم الأهالي على الهجرية القسرية.

وعن دور جيش الاحتلال، يشير إلى أن دوره يتمثل موضع المراقب فقط لحماية اعتداءات المستوطنين وتأمين تنفيذها من البداية حتى النهاية، وفي كل مرة يتعمد إطلاق النار صوب المدنيين والمواطنين، في حال تصدوا لهذا الهجمات.

إرهاب منظم وليس عشوائيًا..

وفي هذا الإطار، يقول مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية مراد اشيتوي، إنّ هجمات الإرهابية لم تعد تُمثل مجموعات عشوائية من المستوطنين، بل هي عبارة عن جماعات استيطانية تعمل بشكلٍ منظم وبدعمٍ من حكومة الاحتلال ووزارة "الأمن القومي" التي يقودها المتطرف إيتمار بن غفير.

ويوضح اشيتوي في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الاعتداءات الوحشية والمنظمة في سنوات سابقة كانت تُرتكب جماعات متطرفة أمثال "تدفيع الثمن" و"أمناء الهيكل"، بينما نشهد اليوم تحولًا في الهجمات التي يُنفذها مختلف المستوطنين كـ "مليشيات مسلحة".

ويلفت أنّ هذه المليشيات أصبحت تمثل عنوانًا على أرض الواقع، لذراع عسكري متقدم لدولة المستوطنين في الضفة التي يسعى المتطرفون لتعزيز أركانها عبر زيادة أعدادهم لتصل إلى الذروة، بالإضافة لارتكاب أعمال قتل وحرق وتخريب تطال كل ما هو فلسطيني من شجر وحجر وبشر.

وقد ارتقى جراء عدوان الاحتلال مستوطنيه منذ السابع من أكتوبر أكثر من 640 شهيدًا في الضفة، بينهم أكثر من 15 على يد المستوطنين، وهو الرقم الأخطر منذ سنوات طويلة فالهدف من الهجمات لم يعد التخويف فحسب بل القتل والإبادة، بحسب ما جاء في حديث "اشيتوي".

ويصف اعتداءات المستوطنين بأنها نقلة نوعية من حيث الأداء، "فهم يقتحمون كعصابات منظمة في توقيت منظم، وضمن عمل منظم، يستخدمون كل أنواع الأسلحة النارية والمواد الحارقة وقنابل الغاز، وحتى العصيّ والحجارة".

ويؤكد "اشيتوي" أنّ هذه الهجمات تتم وسط حماية وتواطؤ من جنود الاحتلال، بعد ضوء حكومي أخضر من المتطرفين إيتمار بن غفير الذي سلّح قرابة 60 ألف مستوطن بالضفة، ووزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، الذي أقر بميزانية خاصة للاستيطان.

ويفيد أنّ التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية والجنوبية والوسطى، جميعهم مهددون بالترحيل، موضحًا أنّ حكومة الاحتلال تدعم مليشيات مستوطنين وتسلحهم للاعتداء على الفلسطينيين في القرى البدوية لدفعهم إلى الهجرة بعد تدمير منازلهم، وسرقة آلاف الدونمات من مراعي مواشيهم، وينابيع الماء، وإقامة مستوطنات على أرضهم.

وحسب منظمة البيّدر هُجّر سكان 28 قرية وتجمعًا بدويًا منذ بداية الحرب على غزة، ويعيش الفلسطينيون في هذه التجمعات محاصرين بالمستوطنين، ولا خيار أمامهم سوى الصمود في وجه قرارات الاحتلال بمصادرة أراضيهم وهدم مساكنهم.

يُشار إلى أنّ اعتداءات المستوطنين تُرتكب على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يكتفي بالتنديد والتحذير، باستثناء عقوبات محدودة فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا على عدد من المستوطنين، فضلًا عن موافقة الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات مماثلة.