قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إنّ تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بشأن المسجد الأقصى المبارك، تُمثل تحديًا وقحًا ليس فقط للفلسطينيين بل لكل القيم ولجميع الحكومات والشعوب العربية والإسلامية.
وفي وقتٍ سابق من اليوم نشرت إذاعة جيش الاحتلال تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قال فيها إنه يريد إقامة كنيس في المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنّ "السياسة الحالية تسمح بالصلاة في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)"، وأن هناك "قانوناً يساوي بين اليهود والمسلمين" بهذا الخصوص.
وجاءت أقوال "ابن غفير" على خلفية قيام مجموعة مستوطنين، أمس الأحد، بتوثيق أنفسهم يؤدون طقوساً توراتية في المسجد الأقصى، حتى تلك التي يفترض أن تكون ممنوعة، مثل الانبطاح على الأرض في إطار ما يُسمى السجود الملحمي، فيما يقف بجانبهم عناصر من الشرطة يتحدّثون ولا يفعلون شيئاً لمنعهم من ذلك، رغم مخالفتهم القوانين التي يفترض أن تسري في المسجد.
وأكد البرغوثي في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ حديث "ابن غفير" يُشكل تحديًا للحكومات التي تصر على مواصلة علاقات التطبيع مع "إسرائيل"، موضحًا أنّ سكوت بنيامين نتنياهو عن ذلك وعدم إقالته يؤكد أنّ نوايا وعمليات التهويد التي يقودها الوزراء المتطرفون هي سياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية.
على ضوء ذلك، رأى أنّ المطلوب عربيًا وإسلاميًا ومن أحرار العالم، هو فرض كل أشكال المقاطعة، وإقرار عقوبات على حكومة الاحتلال العنصرية وإلغاء جميع العلاقات واتفاقيات التطبيع معها.
يُذكر أن تصريحات "ابن غفير" التي لقيت غضبًا من مرجعيات دينية ووطنية وجهات فلسطينية رسمية وفصائلية جاءت بعد شهر من إعلانه أنّه سيسمح للمستوطنين بأداء الصلوات داخل المسجد الأقصى، خلافًا للوضع الراهن السائد في المسجد منذ الاحتلال الإسرائيلي لشرق القدس عام 1967.
واقتحم "ابن غفير" المسجد الأقصى، في 13 آب/أغسطس الحالي، وهو الاقتحام الثاني للمسجد في أقل من شهر، وأثار حينها، انتقادات دولية، إذ وصفت الأمم المتحدة الاقتحام بأنه "استفزاز لا يجدي"، مؤكدة أنها تعارض أي تغيير في الوضع الراهن.
و"الوضع الراهن" الذي أُقر بعد احتلال شرق القدس، يعتبر المسجد الأقصى المبارك وقفًا إسلاميًا للأردن حق الوصاية عليه، وتحتفظ بالسيطرة عليه من ناحية الإبقاء على موظفي الأوقاف التابعين لها.
وبموجه تسمح "إسرائيل لليهود بزيارة المسجد دون الصلاة فيه، فيما تتولى المهام الأمنية شرطة الاحتلال دون أن تتواجد داخل المسجد"، لكن ذلك يتم اختراقه منذ سنوات، وأثار موجات غضب وجولات تصعيد شعبية واسعة.