تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـثـانـي على التوالي، العدوان العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين، شمال الضفة الغربية، وسط عمليات تدمير واسعة وحملات اعتقال وإطلاق نار أدت لإصابة واستشهاد عدد من المواطنين.
وارتفع عدد شهداء الضفة جراء العدوان المتواصل إلى 16 شهيدًا منذ فجر أمس الأربعاء، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال اغتيال 3 مقاومين في مخيم نور شمس بطولكرم صباح اليوم، من بينهم قائد كتيبة طولكرم محمد جابر "أبو شجاع"، فيما أعلنت وزارة الصحة عن وصول 12 شهيدًا لمستشفياتها منذ فجر أمس.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، البدء بعملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، توصف بأنها "الأكبر" منذ عقدين.
ووصفت هيئة البث الإسرائيلية العملية بأنها "واسعة النطاق" مشيرة إلى أن "قوات الأمن دخلت مخيمات اللاجئين ترافقها مروحيات وطائرات من دون طيار".
ووصفت القناة "14" الإسرائيلية العملية العسكرية بأنها "الأكبر" منذ عقدين و"يتوقع أن تستمر عدة أيام على الأقل".
العدوان على جنين..
اقتحمت جرافات الاحتلال وآلياته العسكرية، وسط مخيم جنين للاجئين، تزامنًا مع تدمير ممنهج للبنية التحتية وعمليات تجريف. بينما أشارت مصادر محلية إلى انفجار ضخم عند مدخل المخيم.
ونبه مراسل "وكالة سند للأنباء"، نقلًا عن شهود العيان، إلى انتشار قناصة من جيش الاحتلال فوق عدد من البنايات في مخيم جنين ومحيطه.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية جديدة باتجاه مدينة جنين ومخيمها، في وقت تواصل فيه حصار المدينة وإغلاق جميع مداخلها، حيث تتواجد في 15 منطقة سكنية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر في بيان لها، تلقته "وكالة سند للأنباء"، إنها نقلت 86 مواطنا بعد سيطرة جنود الاحتلال على منازلهم في عدة مناطق من جنين، من بينهم 40 طفلا.
وارتفعت حصيلة الشهداء في جنين إلى 8 بعد استشهاد الشاب محمد عرابي (32 عاماً) صباح اليوم الخميس في المنطقة الشرقية، فيما نقلت طواقم الهلال الأحمر إصابتين بالرصاص الحي ما رفع عدد الإصابات إلى 3 إحداها خطيرة.
وأقدمت قوات الاحتلال على تدمير خطوط المياه الرئيسية بمحاذاة مستشفى جنين الحكومي، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي عن عدة حارات في المخيم بعد إطلاق قناصة الاحتلال النار على مولدات الكهرباء الرئيسية.
وعمد الاحتلال، صباح اليوم الخميس، على التشويش على شبكات الاتصالات والإنترنت في محافظة جنين، ما أدى لانقطاع الاتصالات لساعات.
وتواصل قوات الاحتلال حصار مستشفيات جنين، بينما دمرت جرافاتها العسكرية الشارع الواصل إلى مستشفى جنين الحكومي بالقرب من المخيم.
إعادة انتشار وانسحاب من طولكرم..
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، من مدينة طولكرم ومخيماتها، شمالي الضفة الغربية، بعد عدوان عسكري استمر لأكثر من 40 ساعة.
وقال مراسل "وكالة سند للأنباء"، إن آليات الاحتلال العسكرية وجرافاته انسحبت بشكل مفاجئ من مخيم نور شمس ومدينة طولكرم؛ قبل أن يدخل الأهالي إلى مناطق الاقتحام لتفقد الخسائر.
وكانت قوات الاحتلال، قد أعادت مغرب اليوم الخميس، نشر قواتها وآليات العسكرية في مدينة طولكرم ومخيميها (نور شمس وطولكرم)، تزامنًا مع تعزيزات عسكرية جديدة دخلت المدينة رفقة 4 جرافات مدولبة وD9.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من آلياتها وجرافاتها الثقيلة لمخيم طولكرم، وفرضت طوقا مشددا عليه، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي تجاه كل من يتحرك، مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
ونقل مراسل "وكالة سند للأنباء" عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال نشرت آلياتها العسكرية وقناصتها في شارع نابلس المحاذي لمدخل مخيم طولكرم الشمالي الرئيسي، وشرعت بتجريف البنية التحتية في حارة البلاونة.
ووسعت قوات الاحتلال عدوانها العسكري ليشمل مناطق جديدة في مدينة طولكرم، لا سيما شارع السكة وميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، والحي الغربي، ودوار شويكة في الحي الشمالي.
وفرضت حصارًا جديدًا على مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، ومنعت الدخول والخروج منهما.
وذكر مراسلنا أن قوات الاحتلال واصلت حصارها لمخيم نور شمس، وسط تعزيزات بالمزيد من الآليات العسكري والجنود، واستمرار أعمال تجريف وتدمير ممتلكات المواطنين.
يُذكر أنّ الضفة الغربية تشهد تصاعدًا في عمليات الاقتحام الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة قبل عشرة أشهر، ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، خلفت هذه الاعتداءات أكثر من 660 شهيدًا وحوالي 5400 جريح منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
