الساعة 00:00 م
الخميس 10 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.88 جنيه إسترليني
5.3 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.21 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"الصحة العالمية": الحصار على غزة يترك العائلات جائعة وتعاني من سوء التغذية

تقشّعر لها الأبدان.. شهادة ممرض شارك في إجلاء ضحايا محزرة الشجاعية

ودعت أغلى ما تملك.. وجع الفقد يُصيب قلب إخلاص الكفارنة في مقتل

تفاصيل مرعبة تضاعف آلام المخاض..

مواليد غزة.. من ظلمة الرحم لظلمة الحرب

حجم الخط
مواليد غزة.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء

وكأن آلام المخاض لا تكفي وحدها حتى يخرج أطفال غزة من أرحام أمهاتهم لرحم الحرب التي تعصف بالقطاع منذ 353 يومًا من القهر والموت والخوف.

لحظات من الرعب والألم المضاعف تعيشها النساء الحوامل وهنّ يفكرن باليوم الذي سيضعن فيه أطفالهن، حتى أن خروجهم للدنيا أمسى كنزوح من ظلمة الرحم إلى ظلمة الحرب، في ظل ظروف تفتقر لأدنى مقومات وحاجيات الولادة الآمنة التي تنتظرها كل أم.

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر فجر السادس من فبراير/ شباط الماضي، عندما داهم ألم المخاض النازحة أحلام نهاد (36 عاما)، تلك اللحظات كانت يجب أن تكون ممزوجة بين ألم المخاض، وفرحة تبشر بقدوم مولود جديد، لكنها لم تكن كذلك.

في أحد مخيمات النزوح وسط قطاع غزة، زارت مراسلة "وكالة سند للأنباء" الفلسطينية "أحلام"، لتروي قصة ولادتها لطفلها في ظروف تفتقر لأدنى المطالب الصحية التي يجب أن تتوفر لكل مولود على وجه البسيطة.

تقول "أحلام": "عندما فاجأني ألم المخاض الساعة الثانية عشر ليلاً، لم أعلم ماذا أفعل حاولت أن أتحامل على آلامي حتى يبزغ الفجر، ولكن لم أستطع التحمل أكثر، خانني جسدي ولم أستطع أن أصبر أكثر من ساعة".

وتتابع: "اضطررت لإيقاظ أمي الساعة الواحدة، لنخرج برفقة أحد أخوتي مشيا على الأقدام لنصل للمشفى بعد ساعة تحت القصف والخوف زيادة فوق ألم الولادة".

بقي زوج "أحلام" برفقة عائلته بمدينة غزة، حرمه الاحتلال من مرافقة زوجته في أحلك ظروفها، فأنجبت طفلها تحت أزيز القصف والرصاص، وبصوت يملؤه الحزن تحدثنا: "تمنيت لو أنه من أذّن له ومن حنكه، جميع الأطفال ممن حولي كانوا في أحضان آبائهم إلا طفلي كانت لحظات قاسية عليّ".

وتستطرد: "كنت أحلم بسرير لطفلي وملابس نظيفة، ومكان دافئ يواري سوءة الشتاء القارس داخل الخيمة التي أعيش فيها، كنت أنتظر أن يبزغ الضوء، لأستطيع تبديل ملابسه حتى لا يصيبه البرد".

سوء التغذية..

وتشاطر السيدة آية فؤاد (30 عامًا)، النازحة "أحلام" ظروف ميلادها القاسية، وتقول لمراسلتنا: "تعاني طفلتي التي ولدت في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي، من سوء تغذية مثل جميع الأطفال الذين ولدوا خلال الحرب".

وتضيف: "أخشى عليها المرض أو أن يصيبها وباء معد، خلال زيارتي المتكررة لعيادات الرعاية الأولية، بسبب قلة العلاجات والتطعيمات الخاصة للأطفال، أقصى أمنيتي في الوقت الحالي طعام نظيف غير معلب، وتوفر التطعيمات لابنتي".

وفي تقرير سابق لها، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، بأن نحو 20 ألف طفل قد ولدوا في قطاع غزة، في ظل الحرب الحالية في ظروف صعبة، فيما وصفت المتحدثة باسم المنظمة "تيس إنغرام" عمليات الولادة في القطاع بأنه "طفل آخر يخرج إلى الجحيم"، مشددة على ضرورة أن يكون هناك تحرك دولي عاجل.

وتواجه ما يقارب 150 ألف امرأة حامل ظروفا مأساوية في قطاع غزة، بحسب ما أعلنت عنه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مؤخرا.

وفي السياق، كشفت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" تيس إنغرام "، أنه "في ظل ظروف الاكتظاظ والموارد المحدودة، يضطر الطواقم الطبية إلى إخراج الأمهات من المستشفى خلال ثلاث ساعات من العملية القيصرية".

وقالت إن "هذه الظروف تعرض الأمهات لخطر الإجهاض والوفاة ووفاة الأجنة والولادة المبكرة والصدمات النفسية"، مضيفة أن النساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع يعيشون ظروفا "غير إنسانية" في مخيمات مؤقتة ويعانون من سوء التغذية وخطر شرب مياه غير آمنة.

وحذرت من أن هذا "يعرض قرابة 135 ألف طفل دون سن الثانية لخطر سوء التغذية الحاد".

ووفق بيان لوزارة الصحة فإن نسبة الأطفال من إجمالي الشهداء في قطاع غزة يمثل 33%، فيما أكد مدير الوزارة منير البرش أن 34 طفلا توفوا في شمال القطاع، بسبب النقص الحاد في الغذاء.

من جانبه قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان سابق، إن الاحتلال الإسرائيلي قتل 2100 رضيع فلسطيني ممن تقل أعمارهم عن عامين، مشيرا إلى أن هؤلاء الرضع قضوا ضمن نحو 17 ألف طفل قتلهم جيش الاحتلال في القطاع منذ بداية جريمة الإبادة الجماعية.

وبين الأورومتوسطي أن حالات وفاة يوميا تسجل في صفوف الرضع كنتيجة مباشرة لجرائم الاحتلال وخاصة الحصار التعسفي ومنع إدخال المساعدات الأساسية كالحليب، والتجويع والتعطيش والحرمان من الرعاية الصحية.