الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

دوافع دينية ودبلوماسية وعسكرية..

قتلوا الأجنة ولاحقوا الخدج.. لماذا تبدو "إسرائيل" بكل هذه الوحشية؟

حجم الخط
thumbs_b_c_3f99cc86c338a5197635e6730389a72b.jpg
نابلس - وكالة سند للأنباء

يمكن القول، إن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة تعتبر من أفظع وأبشع الحروب التي عرفها التاريخ الحديث، حربٌ لاحقت المصابين في المشافي والخدج في الحاضنات والنازحين في مراكز الإيواء.

حتى اليوم، أزهقت هذه الحرب أرواح أكثر من 5.600 آلاف طفل وحوالي 3.600 امرأة، ومحت عائلات بأكملها من السجلات المدنية، بعد أن سوّت منازلهم بالأرض.

حربٌ، لم تراعي فيها إسرائيل حصانة لسيارة إسعاف أو كنيسة أو مسجد، وجعلت من الطبيب والمسعف ورجل الإنقاذ والصحفي هدفاً مفضلاً للاحتلال، واستخدمت فيها إسرائيل الغذاء والماء، الدواء والوقود كسلاح تجويع وحصار.

صواريخ وقذائف ورصاص، حرمت الضحايا حتى من مجرد كفن وقبر ولحظة وداع من أحبة مكلومين، حربٌ تناثرت فيها الجثث وبقاياها على جنبات الطرق وتحت الأنقاض حتى نهشت بعضها الكلاب.

حربٌ جرّدها الاحتلال من كل القيم الإنسانية والتقاليد المتعارف عليها أوقات الحروب، والخطوط الحمر التي يُمنع تجاوزها حتى في أشد المعارك فتكاً، هذا في حال كانت المواجهة بين جيوش نظامية، فما بالكم حين تكون المواجهة بين جيش نظامي ومجموعة مقاتلين.

وأمام عشرات وربما مئات المشاهد اليومية القاسية الخارجة من غزة رغم محاولة التعتيم الإسرائيلية نتيجة قطع الكهرباء والاتصالات، يقف العقل البشري حائراً في محاولة لفهم ما يجري، يبحث عن أسباب هذا التوحش الإسرائيلي الذي تعجز مفردات العربية عن وصفه.

فتاوى حاخامات ونصوص توراة محرفة

تقول الكاتبة والأدبية أسماء ناصر أبو عياش: "تستند دولة الاحتلال في حرب الإبادة التي تشنها اليوم ضد الشعب الفلسطيني على بعض نصوص دينية موجودة في التوراة المحرفة".

وتضيف:"بنظرة سريعة على ما ورد في بعض أسفار التوراة نجد مثل هذا النص: قواعد الحرب لا تسمح بالبقاء على قيد الحياة، لا شيء، لا رحمة، الرجال والنساء والأطفال، ليس لهم الحق في الوجود".

وتلفت أبو عياش في مقالة اتطلع عليها مراسل "وكالة سند للأنباء"، إلى أن الحاخام "آفي روتنسكي" كان قد أفتى في وقت سابق، بأن أحكام التوراة تبيح قصف البيوت الفلسطينية من الجو على من فيها.

في حين، صرّح حاخام "إسرائيل" الأكبر "مردخاي الياهو"، بأن التوراة تنص على أن مدينة بكاملها تتحمل المسؤولية الجماعية عن سلوك غير أخلاقي قام به أحد أفرادها، لتبرير العقوبات الجماعية التي تفرضها سلطات الاحتلال على الفلسطينيين"، تقول أبو غوش.

وتشير الكاتبة والأدبية إلى أن حرب الإبادة التي تشنها آلة القتل الاسرائيلية في غزة والضفة ما هيالا ترجمة عملية لمجمل هذه الأفكار الصهيوتوراتية، التي وضعها حاخامات اليهود المتطرفين وقادة الجيش.

الدولة الفالتة من العقاب الدولي

ولمعرفة الأسباب التي تجعل دولة الاحتلال ترى نفسها بأنها دولة فوق القانون الدولي وبعيدة عن المساءلة والعقاب، يقول أستاذ القانون الدولي في الجامعة الأمريكية رائد بدوية: "تُعتبر إسرائيل دولة حليفة وتابعة لثلاث دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهو الجهاز التنفيذي الأكثر فعالية وتأثيراً في الأمم المتحدة".

ويضيف:"أمريكا وبريطانيا وفرنسا تعتبر إسرائيل قاعدة عسكرية متقدمة في المنطقة، فليس غريباً أن تُدافع عنها وتوفر لها غطاءً دبلوماسياً وعسكرياً، هذا في الوضع الطبيعي، فكيف هو الحال بعد 7 أكتوبر، وهو اليوم كان فيه خطر حقيقي يتهدد وجود إسرائيل وبقائها".

ويكمل لـ"وكالة سند للأنباء": "هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة منحت إسرائيل كامل الحرية للرد على ما حل بها، تحت شعار "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بصرف النظر عن عدد ونوعية الضحايا الذين سيسقطون في غزة".

وحسب بدوية فإن إسرائيل استغلت هذا الدعم اللامحدود والمطلق وغير المشروط، فرفعت من سقف أهدافها دون اكتراث للوسائل التي تقربها من هذا الهدف، حتى لو أدى ذلك لسقوط عشرات آلاف المدنيين وتدمير غزة عن بكرة أبيها.

ويستدرك: "لمسنا فيما بعد تحولاً طفيفاً في المواقف الأمريكية أو الغربية، هذا التحول ليس لحظة صحوة ضمير بسبب الضحايا المدنيين الذين سقطوا في غزة، وإنما بسبب الرأي العام الغربي الرافض في مجمله للحرب، وخشية من تحول الحرب لمواجهة إقليمية مفتوحة تهدد مصالح هذه الدول".

تبديل شريط الذكريات

وأمام هذين السببين المزيجين من الديني والدبلوماسي الدولي، ثمة سبب آخر دفع دولة الاحتلال لممارسة كل هذا الجنون والتوحش والبطش.

فدولة الاحتلال كما يعتقد مراقبون، تسعى لمحو الآثار النفسية التي خلفها هجوم الـ7 من أكتوبر في وجدان ومعنويات الشارع الفلسطيني والشارع العربي والإسلامي، وإبقاء نظرية التفوق العسكري حاضرة في أذهان هذه الأطراف.

فالسابع من أكتوبر مثّل لحظة فارقة، تغلّب فيها العقل الفلسطيني المجرد من عوامل القوة المادية، على العقل الإسرائيلي المزود بكل الإمكانيات المادية والتكنلوجية والعسكرية، لحظة التفوق هذه لابد من أن تُمحى وتُطمس وتُستبدل.

وتسعى دولة الاحتلال من خلال هذا الكم الكبير من مشاهد القتل والتدمير، إيصال رسائل دموية للمحور الذي تمثله إيران في المنطقة، وبأن ما جرى في غزة من الممكن أن يتكرر في جنوب لبنان أو طهران أو صنعاء وغيرها من العواصم غير الخاضعة لبيت الطاعة الأمريكي.