الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

الأطفال الخدج يواجهون الموت مع غياب الرعاية الطبية والمعيشية بغزة

حجم الخط
426606737_1239106267051934_8028409983668221024_n.png
رفح- تامر حمدي- وكالة سند للأنباء

عاشت أم فلسطينية تجربة قاسية بعد أن وضعت توأما في مستشفى بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيثُ تمّ وضعُهما في الحضاناتِ لتلقيِ الرعايةِ اللازمةِ.

وبعد أيامٍ قليلةٍ، خرجت الأمُ هالة دردونة ورضيعاها من المستشفى لتسكنَ في خيمةٍ مع عائلتِها بعد أن نزحت عن منزلِها في غزة بفعلِ الحربِ الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومع أجواءِ البردِ القارسِ في الخيمةِ وانعدامِ وسائلِ الحياةِ والنظافةِ، ساءت حالةُ الرضيعينَ الصحيةُ، ما أدّى لوفاةِ أحدهما، بينما تمّت إعادةُ الثاني إلى الحضانةِ في المستشفى.

وتعيشُ الأمُ دردونة (34 عامًا) أوضاعًا صحيةً صعبةً بفعلِ الولادةِ المُؤلمةِ في ظلّ الحربِ، كما تُعاني من حالةٍ نفسيةٍ سيئةٍ لفقدانِها رضيعَها وخطرِ فقدانِ رضيعِها الثاني.

وتقول دردونة لـ"وكالة سند للأنباء" إن "ألم الفقد أكبر بكثير من ألم المخاض ومعاناة الحمل، خصوصًا في ظل القصف والنزوح المتواصل بفعل الحرب الإسرائيلية المجنونة".

وتضيف بصوت مخنوق: "وضعت توأماي في غير موعدهما وتم وضعهما في حضانة واحدة لثلاثة أيام، ثم خرجنا إلى الخيمة التي نعيش فيها بمنطقة مواصي رفح".

وتوضح أنها عاشت مع توأميها ظروفا معقدة وسط البرد وانعدام أدنى متطلبات الحياة لخمسة أيام، ثم تدهورت الحالة الصحية للتوأم، وعندما وصلت المستشفى كان أحدهما قد فارق الحياة، بينما الثاني تمت إعادته إلى داخل الحضانة.

ويواجه الأطفال المبتسرين والرضع خطر الموت مع غياب الرعاية الطبية والمعيشية في غزة مع تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية في القطاع للشهر الخامس على التوالي.

وتعيش العديدَ من النساءِ داخلَ قسم الحضاناتِ بالمستشفى مع أطفالِهنّ الرضّعِ، ويقمنَ بدورِ الممرضاتِ لرعايةِ أطفالِهنّ.

وتنتظر شروق ريحان من شمال قطاع غزة، في المستشفى مع طفلها لرعايته حتى يتم وضعه في حضانة عند إفراغها من الأطفال المبتسرين الآخرين.

تقول ريحان التي نزحت لمدينة رفح قبل ثلاثة أشهر "هذا اليوم الثاني وأنا هنا بانتظار ادخال طفلي إلى الحضانة وهنا نساء كثير ينتظرن مثلي".

وتضيف الأم الفلسطينية أن المواد الأساسية من البامبرز والحليب وبعض أنوع الادوية الخاصة بطفلها غير متوفرة في المستشفى، وأن زوجها لا يستطيع أن يوفرها لفقدانه مصدر دخله جراء الحرب الإسرائيلية.

وأصبح مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح قبلة للنساء الحوامل في المدينة التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، معظمهم يعيشون في مراكز إيواء وخيام

426262354_937406804767187_4594447350228776772_n.png
 

ويوجد في حضانات المستشفى 75 طفلًا مبتسرًا، حيث يعيش أكثر من طفل داخل الحضانة الواحدة، وهو ما يعرض حياتهم لخطر الموت، وفق ما يقول الطبيب أحمد الشاعر نائب رئيس قسم الحضانات في المستشفى.

ويوضح الطبيب الشاعر لـ"وكالة سند للأنباء" أن أبرز المصاعب التي تواجههم في المستشفى تتمثل في الكثافة العالية للنساء الحوامل المقبلات على الولادة.

وقبل الحرب كان عدد الأطفال المبتسرين يصل إلى عشرة أطفال في اليوم الواحد، لكن اليوم ارتفع العدد إلى ما بين 60 إلى 70 طفلًا

وعن ذلك، يقول الطبيب الشاعر إن المستشفى يمتلك عشر حضانات فقط، وهو ما يدفعهم لوضع أكثر من مولود في الحضانة الواحدة.

ويبين الشاعر أن إدارة المستشفى اتبعت سياسة جديدة لحماية هؤلاء الأطفال من خلال توفير مكان لأمهات الأطفال داخل المستشفى للمساعدة في رعايتهم لأطفالهم بانتظار خروج الأطفال الآخرين من الحضانات ومن ثم وضعهم مكانهم.

ويوضح أن الإجراءات المتبعة اليوم تهدف إلى توفير الخدمة إلى الجميع في ظل الضغط الشديد على المستشفى، حيث يتم إخراج الأطفال المبتسرين من الحضانات وتسليمهم لذويهم بعد رضاعتهم للحليب الصناعي.

لكن الطبيب الشاعر ينبه إلى أن هؤلاء الأطفال عندما يخرجون من المستشفى يواجهون خطر الموت بفعل الحياة البائسة التي يعيشها ذووهم في الخيام ومراكز النزوح المكتظة.

ويضيف أن بعض الأمهات تعود بأطفالها المبتسرين بعد أيام قليلة جراء تدهور حالتهم الصحية بفعل إصابتهم بنزلات البرد أو نزلات معوية، وبعضهم يتوفى والآخر يتم إنقاذه من خلال إعادته إلى الحضانات.

وينفي الشاعر بعض التقارير التي تحدث عن وجود 72 طفلًا مبتسرًا يتيما أو مجهول النسب، وقال إن جميع الأطفال الموجودين في حضانات المستشفى لهم أمهات وآباء ومعروفو النسب.

ويُناشدُ الطبيب الفلسطيني الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ضرورة الضغط لوقفِ الحربِ وتوفيرِ الدعمِ اللازمِ للمستشفى، في ظلّ العددِ الهائلِ من الرضّعِ وعدمِ توفرِ حضاناتٍ كافيةٍ.