شدد القيادي في حركة "حماس"، أسامة حمدان، على أن ما يحدث في شمال قطاع غزة، وتحديدًا في جباليا، "عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان". منوهًا إلى أن الحملة العسكرية الإجرامية تتواصل في محافظة شمال القطاع لليوم الـ 11.
واستطرد "حمدان" في تصريحات صحفية مرئية تابعتها "وكالة سند للأنباء" اليوم الثلاثاء: "الجرائم في شمال قطاع غزة تأتي في ظل أنباء عن بدء تنفيذ الاحتلال مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية تهدف إلى فصل شمال القطاع وتهجير سكانه".
وأوضح: "جيش الاحتلال يرتكب إبادة جماعية في شمال غزة ويدمر البنى التحتية وآبار المياه، وعشرات الجثامين لا تزال تحت الأنقاض وملقاة في شوارع جباليا ومخيمها ولا تستطيع طواقم الإنقاذ انتشالها".
واستطرد: "نحن أمام واحدة من أكثر الخطط العسكرية انحطاطًا؛ وضعها قادة عسكريون لا أخلاق لديهم، بينما يواجه السكان وضعاً إنسانياً مأساوياً، مع تشديد الحصار، ومنع كافة وسائل الحياة من دخول الشمال".
وبيّن: "يرتكب جيش الاحتلال الإرهابي المجازر بحق المدنيين، ويقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، ويضرب البُنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية، ومخابز ومستشفيات وآبار مياه".
وتابع: "نحن أمام واحدة من أقذر الخطط العسكرية التي عرفها التاريخ الحديث، وضعها جنرالات فاشيون، منعدمون من أيّ أخلاق إنسانية، أو شرف عسكريّ، في انتهاكٍ صارخ واستهتار بكلّ القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية".
وأكمل: "ما يسمَّى بـخطة الجنرالات الإجرامية، التي وضعتها حكومة الاحتلال الإرهابية موضع التنفيذ؛ هي تتويجٌ لعامٍ كامل من الإبادة الوحشية".
ونبه: "نجدّد تأكيدنا أنَّ هذه الخطة الوحشية محكومٌ عليها بالفشل، كما تحطّمت كافة محاولات حكومة الاحتلال وجيشها الفاشي، على مدار عام كامل من الإبادة والإجرام، لإخضاع شعبنا، أو دفعه للهجرة أو الاستسلام".
وأكد: "خطة الاحتلال في شمال القطاع ستتحطّم، أمام صخرة ثبات وإرادة وصمود أبناء شعبنا الصَّابرين المرابطين في شمال قطاع غزة، وبسالة وشجاعة مقاومتنا الباسلة".
ولفت النظر إلى أن "جيش الاحتلال الفاشي مارس كافة أشكال الضغط والإرهاب، دون أن يتمكّن من تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة، بإخضاع شعبنا ومقاومته، ودفعه للاستسلام، والتخلّي عن حقه في الحرية وتقرير المصير".
ونوه القيادي في حماس: "نعمل جاهدين لإنقاذ شعبنا ووقف هذه المجزرة، ونحن نواصل جهودنا لدعم صمود أهلنا، ونتابع اتصالاتنا مع الأطراف الدولية الصديقة، وعلى المستوى العربي والإسلامي".
وندد بـ "تغاضي" المجتمع الدولي عن جريمة "إسرائيل" بتهجير مئات الآلاف انتكاسة غير مسبوقة في القيم الإنسانية. محملًا الإدارة الأمريكية المسؤولية عن المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكب ضد غزة.
وجدد القيادي في "حماس" دعوته للمجتمع الدولي لفرض قرارات تحمي المدنيين العزل وتوقف حرب الإبادة بحقهم. مطالبًا الدول العربية والإسلامية بالتحرك العاجل وتحمل مسؤولياتها السياسية في الضغط لوقف المذبحة بغزة.
واستدرك: "مخططات الكيان الصهيوني لا تستهدف شعبنا فحسب، بل تمتد لكافة دول الإقليم، وفق عقيدة حكومة الاحتلال الفاشي المتطرّفة".
واعتبر أن "تغاضي المجتمع الدولي ومنظومته، ومؤسسات الأمم المتحدة، عن هذه الجريمة الخطيرة، يشكّل انتكاسة غير مسبوقة في القيم والأسس التي بُنِيَت عليها هذه المنظومة".
وأضاف: "تهجير مئات الآلاف تحت وطأة القتل والقصف والتجويع ومنع كل سبل الحياة؛ يكشف مجدّداً عجز وفشل المجتمع الدولي في وضع حدّ لغطرسة وفاشية وإجرام حكومة الاحتلال المتطرّفة وجيشه الإرهابي".
ونوه إلى أن "هذه المجازر ليست حرباً، وإنَّما جرائمُ متكاملة الأركان، وهي عدواناً صارخاً على شعبنا وخروجٌ سافرٌ على القوانين الدولية، وانتهاكٌ صارخٌ للقانون الدولي الإنساني".
وأكد أسامة حمدان أن "العالم اليومَ مدعوٌّ لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الكيان الصهيونازي أمام محكمة الجنايات الدولية، وأمام محاكم جرائم الحرب".
ودعا، أبناء الأمة العربية والإسلامية، ومنظماتها وهيئاتها وحركاتها، وكافة الأحرار والشرفاء حول العالم، للتحرّك الفوري والعاجل وبكل الوسائل، لممارسة كل الضغوط والتأثير لوقف عدوان الاحتلال.
وصرح: "وفي السياق، ندعو قادة الرَّأي والعلماء في أمتنا للعمل الجاد من أجل تفعيل دور الأمَّة وحراكها في مواجهة العدوان الصهيوني والدعم الأمريكي لهذا العدوان".
وأشاد القيادي في "حماس" بالصمود والصبر الأسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وثباتهم البطولي على أرضهم، في كل القطاع.
وقال: "إنَّنا معهم جميعاً على موعد قريب، لكسر غطرسة هذا العدو وإفشال مخطط جنرالاته، بفضل الله وقوّته وتأييده، وبفعل صمودكم وثباتكم وصبركم ومصابرتكم".