معاناة مركبة لا تتوقف يعيشها أطفال قطاع غزة، فما بين معايشة الحرب والإبادة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا في العصر الحديث، وبين معاناة الإصابة بجراح هذه الحرب وألمها الممتد، تبرز للواجهة قضية الأطفال مبتور الأطراف جراء هذا العداون المتواصل للشهر الـ 14 تواليا، لتعبر عن شيء من هذه الآلام التي تتصاعد يوما بعد يوما، والأرقام تشرح هذا الحال.
غزة.. أعلى نسبة أطفال مبتوري الأطفال بالعالم
وقال المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، أن قطاع غزة سجل أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف على مستوى العالم، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الأطفال يفقدون أطرافهم ويخضعون لعمليات جراحية من دون تخدير.
ولفت المسؤول الأممي، خلال تصريحات إعلامية، وصلت "وكالة سند للأنباء" اليوم الثلاثاء، إلى أن واحدا من كل 4 أشخاص أصيبوا خلال حرب غزة بإصابات غيرت حياتهم، ويحتاجون إلى خدمات إعادة التأهيل.
وفي تصريح سابق خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أشار مدير وحدة نظم المعلومات الصحية بوزارة الصحة، زاهر الوحيدي، إلى أن قرابة 4 آلاف طفل تعرضوا لعمليات البتر، وفقدوا أحد أطرافهم على الأقل، من أصل 10 آلاف فلسطيني تعرضوا لبتر الأطراف، خلال عام من الحرب على غزة.
وأمس الإثنين، أكدت نائب الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، تسجيل قطاع غزة أعلى نسبة بالعالم من الأطفال الذين يعانون من الأمراض، مشيرة إلى أن 90 ألف طفل غزي يعانون من سوء التغذية والأمراض.
حالات البتر بغزة.. ارتفاع ملحوظ جدا
من جهتها، صرحت المتحدثة باسم جمعية إغاثة أطفال فلسطين، نيفين قدادحة، بأن حالات بتر الأطراف بقطاع غزة ارتفعت بشكل ملحوظ جدا، مشيرة إلى أن الجمعيات الطبية تواجه صعوبة بتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية للأطفال.
ولفتت "قدادحة" خلال تصريحات إعلامية، وصلت "وكالة سند للأنباء"، اليوم الثلاثاء، إلى أن الخدمات الطبية في شمال ووسط غزة متوقفة، وأن أكثر من 2 ونصف مليون نازح بحاجة للمساعدات الغذائية والطبية والرعاية.
وأضافت "لم نتمكن من إدخال أي شاحنة إغاثية للأهالي باالقطاع هذا الأسبوع، مشددة على ضرورة تدخل المنظمات الكبيرة على مستوى العالم للسماح بإدخال المساعدات والمواد الغذائية والتجارية لأهالي القطاع.
وأشارت إلى أن خيام النازحين بالية وقديمه ولا تقي من حر أو برد، ولا يتوفر للأطفال والكبار ملابس شتوية مناسبة للأحوال الجوية القاسية، لافتة إلى أن المواد الأساسية للحياة غير متوفرة بقطاع غزة.
وتواصل "إسرائيل" حربها العدوانية بقطاع غزة، لليوم الـ 424 على التوالي، وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي لمنازل المواطنين المدنيين المأهولة والمدارس ومراكز الإيواء، مرتكبة مزيدا من المجازر وجرائم الحرب.
ومع استمرار الحرب، تتفاقم معاناة المرضى والجرحى بقطاع غزة، في ظل انعدام الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية لتطبيب جراحهم وآلامهم، ومنع الاحتلال من دخولها للقطاع.
ومنذ 61 يوماً، يواصل الاحتلال عدوانه المكثف وحصاره لمحافظة شمال قطاع غزة، والتي تضم مخيم جباليا، وجباليا البلد، وجباليا النزلة، ومدينة بيت حانون، ومدينة بيت لاهيا، ومشروع بيت لاهيا، ومحيط هذه المناطق.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ الـ 7 من أكتوبر 2023 بقطاع غزة، إلى 44 ألفًا و466 شهيدًا، بالإضافة لـ 105 آلاف و358 مصابًا ، وفق التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة أمس الاثنين.