قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، اليوم الثلاثاء إنّ جيش الاحتلال تعمّد تحويل مراكز إيواء النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة إلى مسارح لمذابحه وجرائمه في المناطق التي يُفترض أنها "إنسانية وآمنة"، مشيرًا إلى أنّه استهدف أكثر من 215 مقرًا للنزوح منذ بداية حرب الإبادة.
وخلال اليومين الماضيين، استهدف طيران الاحتلال أربعة مدارس تؤوي آلاف النازحين في قطاع غزة؛ مما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات منهم، كجزء من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة للعام الثاني على التوالي.
وأكد الثوابتة في تصريحٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الاحتلال يستهدف بطريقة منهجية ومتعمدة مراكز إيواء المدنيين النازحين قسرا في قطاع غزة دون إنذار مسبق، وتصاعدت هذه السياسة مؤخرًا ما أسفر عن استشهاد وجرح المئات غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن.
ووثقت الفرق الحكومية استهداف الاحتلال لأكثر من 215 مقرًا للنزوح منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023
وأفاد الثوابتة أنّ من يلجأ لهذه المراكز هم الفلسطينيون هربًا من الموت وبحثًا عن أماكن آمنة تأويهم، إلا أنّ جيش الاحتلال لم يحترم القوانين الدولية، واستهدفت المقرات التي تقدم خدمات إنسانية للمدنيين، بما في ذلك المناطق التي يدعي أنها "مناطق إنسانية".
ولفت أنّ ضحايا المجازر الدامية غالبيتهم من النساء والأطفال، كما أنّ المشاهد التي توثقها عدسات الصحفيين تُظهر مدى وحشية الاحتلال وعدم اكتراثه لكل القوانين الدولية، فصواريخهم تحوّل أجساد الأبرياء لأشلاء متطايرة أو محترقة كما حدث قبل يومين في مدرسة عويضة ببيت حانون.
وشدد الثوابتة أنّ الاحتلال يمارس سياسة التجويع كسلاح حرب في هذه الإبادة، ما يحرم النازحين من الغذاء والماء والدواء ويجعلنا في كارثة إنسانية لا مثيل لها، قائلًا إنّ استمرار العدوان يعني حكمًا بالإعدام على شعبنا.
وحمل، سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية وبعض الدول المتواطئة مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة ومواصلة ارتكاب المجازر ضد المدنيين"، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية بـ "الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة وحماية المدنيين".
وعلى مدار أشهر الحرب، وتحت قوة النار والملاحقة الإسرائيلية العنيفة، اضطر نحو مليوني فلسطيني لإخلاء منازلهم واللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قد أكد مسبقًا أن استهداف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين لا يستند إلى أي مبرر فعلي، "يشكل انتهاكا صارخا لمبادئ التمييز، والضرورة العسكرية، والتناسبية، وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة".
وتحدث المرصد الحقوقي عن وجود سياسة إسرائيلية واضحة ترمي إلى استهداف المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة، وبث الذعر بينهم، وحرمانهم من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيا، ودفعهم للنزوح مرارا وتكرارا، وإهلاكهم وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة، مع استمرار القصف على امتداد القطاع واستهداف المناطق المعلنة كـ "مناطق إنسانية"، والتركيز على استهداف مراكز الإيواء، بما في ذلك تلك المقامة في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
بحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة 45 ألفًا و28 شهيدًا، و106 آلاف و962 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فضلًا عن آلاف المفقودين، والدمار الهائل الذي طال البنية التحتية، والمجاعة التي أودت بحياة عشرات الأطفال وكبار السن.