تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ 3 تواليًا، عدوانها العسكري على مدينة ومخيم جنين للاجئين، تزامنًا مع اقتحامات ومداهمات لقرى وبلدات في قضاء جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأصيب 5 فلسطينيين، مساء الخميس، اثنان منهم برصاص الجيش الإسرائيلي، وثلاثة آخرون نتيجة الاعتداء بالضرب، في مدينة جنين.

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، أن طواقمه "تعاملت مع إصابتين بشظايا رصاص الاحتلال في جنين، واستلمت 3 إصابات أخرى من حاجز الجلمة، جراء اعتداء الاحتلال على معتقلين بالضرب".

وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال أدخلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة ومخيم جنين. منوهة إلى أن "انفجارات ضخمة" دوّت في ساعات الليل داخل المخيم.

وقالت المصادر إنّ عدة آليات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال وصلت فجر وصباح اليوم، إلى مدينة جنين ومحيط المخيم، في إطار عمليتها العسكرية المستمرة التي سمتها "السور الحديدي".

ولفت سكان محليون النظر إلى أن قوات الاحتلال تُجبر المواطنين على إخلاء منازلهم ومغادرة حي الدمج في مخيّم جنين، شمالي الضفة الغربية، تزامنًا مع استمرار العدوان وعمليات تجريف وهدم المنشآت والبنية التحتية.

وقال محافظ جنين، كمال أبو الرب، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت مئات العائلات الفلسطينية على النزوح من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في اليوم الثالث من العدوان المستمر على المدينة.

وأوضح أبو الرب، في تصريحاتٍ صحفية، أن "الاحتلال دفع السكان إلى مغادرة المخيم عبر ممر إجباري يخضع فيه الفلسطينيون لإجراءات تفتيش تشمل فحص بصمات العين والوجه، وصولاً إلى دوار العودة غرب المخيم".

وأشار، استنادًا إلى تصريحات مدير خدمات مخيم جنين، محمد الصباغ، إلى أن "عدد العائلات التي غادرت المخيم يُقدّر بالمئات، بمتوسط 4 إلى 5 أفراد لكل عائلة.

وأضاف أبو الرب أن البلديات في القرى الواقعة غرب جنين بادرت بفتح مراكز وشقق لإيواء النازحين، حيث يتم تقديم المساعدات الأساسية والضرورية لهم.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي، أحرقت عددا من منازل المواطنين في طلعة الغبز في المخيم، ومنزلا قرب مسجد الأسير.

وأجبرت قوات الاحتلال عائلات أحمد وفياض وإبراهيم أبو السلامة على إخلاء منازلها، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.

من جهتها، صرحت جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" بأن طواقمها الطبية تعاملت صباح الخميس مع إصابة بالرصاص الحي لمسن (70 عامًا) من مخيم جنين، أصيب في منطقة الفخذ، ونُقل إلى مشافي المدينة.

وفي ساعات الفجر، تعاملت الطواقم الطبية التابعة لـ "الهلال الأحمر" مع إصابتين بالاعتداء بالضرب من قبل قوات الاحتلال لشابين في قباطية، تم علاجهم ميدانيًا، وأخرى بالرصاص الحي وشظايا الرصاص لمسن (60 عامًا)، في قدميه، ببلدة برقين.

وفرض جيش الاحتلال حصارا كاملا على مدينة جنين وأغلق مخيمها، ونوه السكان إلى استمرار جرافات الاحتلال بتجريف الشوارع والمفترقات، وتدمير البنية التحتية والشوارع وممتلكات المواطنين.

وأسفر العدوان على عموم جنين ومخيمها، حتى صباح اليوم الخميس، عن 12 شهيدًا؛ بينهم طفل، وأكثر من 50 إصابة بجراح متفاوتة بينها خطيرة، وفق مصادر طبية فلسطينية رسمية.

تفجير عبوات..

من جانبها، صرحت فصائل المقاومة في مخيم جنين؛ لا سيما "سرايا القدس" و"كتائب القسام"، بأنها فجّرت عبوات ناسفة في آليات الاحتلال العسكرية و"أمطرت" جنود الاحتلال بالرصاص في أكثر من محور.

وذكرت "كتائب القسام" في بلاغ عسكري تلقته "وكالة سند للأنباء"، أن "مجاهدي القسام تمكنوا من تفجير عبوة بجرافة إسرائيلية عسكرية، قرب سينما جنين، وسط المدينة".

ونوهت: "مجاهدو القسام خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات العدو بالأسلحة الرشاشة والقنابل محلية الصنع في بلدتي "عرابة" و"فحمة" غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية".

وقالت "سرايا القدس- كتيبة جنين"، في بلاغات تابعتها "وكالة سند للأنباء": "تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة موجهة من نوع سجيل بآلية عسكرية في محور الجلبوني محققين إصابات مؤكدة".

وكشفت "كتيبة جنين" عن تفجير عبوة ناسفة أرضية من نوع "kj37" بآلية عسكرية إسرائيلية، بعد استهداف خط سير الآليات على محور الناصرة، أمس الأربعاء. وأخرى من ذات النوع بآلية عسكرية في محور الحصان. مؤكدين إخراجها عن الخدمة.

والليلة الماضية، اغتال جيش الاحتلال، مقاومين فلسطينيين بعد حصار منزلهما في بلدة برقين غرب مدينة جنين، شمال الضفة الغربية.

وفي أعقاب ذلك، هدمت قوات الاحتلال، منزل عائلة "المساد" في بلدة برقين غرب مدينة جنين بعد محاصرته لساعتين واندلاع اشتباكات عنيفة مع المقاومين.