الساعة 00:00 م
الخميس 10 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.9 جنيه إسترليني
5.39 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.82 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جهات دولية: الغضب الشعبي يضغط على الحكومات لتغيير موقفها من الاحتلال

مرداوي: الحملة العالمية لوقف إبادة غزة نقطة تحول في وعي الرأي العام تجاه جرائم الاحتلال

المسعف ناهض الشوا اختار أن يكون الجسر لإنقاذ الناس بالحرب

حجم الخط
حرب غزة
غزة – وكالة سند للأنباء

وسط أهوال الحرب وضراوة القصف، لم يكن بإمكان ناهض الشوا، ضابط الإسعاف المتقاعد، أن يبقى شاهدًا صامتًا على الإبادة الجماعية التي اجتاحت غزة، رغم سنواته التي قضاها بعيدًا عن الميدان، لم يخفت في داخله نداء الواجب، ولم تنطفئ جذوة التضحية التي حملها طيلة حياته.

لم يكن قراره مجرّد اندفاع عابر، بل كان امتدادًا لمسيرة طويلة من الإيثار، حيث خاض مع رفاقه في الإسعاف معركة أخرى موازية للحرب، لم يأبه للقذائف التي كانت تنهال من كل اتجاه، ولا للمخاطر التي كانت تحيط به في كل خطوة، فبالنسبة له، كان إنقاذ الجرحى أولى من النجاة، والتضحية بالنفس هي أعلى مراتب الإنسانية.

"أهوال الحرب"..

قال ضابط الإسعاف المتقاعد ناهض الشوا إنه لطالما تمنى أن ينال الشهادة وهو يؤدي واجبه الإنساني داخل سيارة الإسعاف، موضحًا أنه حين رأى أهوال الحرب الأخيرة والإبادة الجماعية التي حلت بغزة، لم يستطع أن يبقى متفرجًا بين جدران منزله.

وأضاف "الشوا" في مقابلةٍ تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أنه لم يتردد لحظة واحدة، فاتصل بزملائه في الإسعاف والطوارئ، وطلب منهم إعادته إلى الميدان، فلبّوا نداؤه، ليتم تطوعه في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عائدًا إلى المكان الذي عرفه دائمًا ميدانًا للنجدة والتضحية.

وتابع "الشوا" قائلاً: "إن ما شاهده بأم عينه كان يفوق كل التصورات، فقد رأى أشلاء الأطفال متناثرة بين الأنقاض، وسمع أنين الجرحى الممتد في الأزقة، ولمح نظرات الفزع في عيون من نجوا، فأدرك أن ما يجري ليس مجرد عدوان، بل جريمة إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل".

وأردف أنه لم يتوقع يومًا أن تكون المجازر بهذا الحجم من الوحشية، ولا أن يُترك الأهالي وحدهم في مواجهة الموت، دون أن يجدوا حتى من يمد إليهم يد العون.

وأكد "الشوا" أن روحه لم تعرف الخوف وهو يندفع نحو المصابين، فالموت بالنسبة له قدر محتوم، واستذكر كيف كان يخاطب زملاءه في كل مرة يخرجون للإسعاف تحت القصف قائلًا: "العمر واحد والرب واحد، لا تخشوا شيئًا، فكل نفس تنقذونها كأنكم أنقذتم البشرية جمعاء، فلا تتراجعوا، ولا تهابوا الخطر".

ومنذ عملية "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد أكثر من 340 من العاملين في المجال الصحي، وأُصيب نحو 900 آخرين بجروح، فيما استمرت قوات الاحتلال في اعتقال حوالي 100 طبيب وعامل في القطاع الصحي.