دوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين المحتلة، صباح اليوم السبت، بعد إطلاق خمسة صواريخ من لبنان، تبعه قصف إسرائيلي من المدفعية والطائرات على جنوب لبنان.

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه رصد إطلاق 3 قذائف صاروخية من لبنان، نحو مستوطنة المطلة، وأن منظوماته الدفاعية اعترضتها، فيما قالت إذاعة الجيش إنه تمّ إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه "إسرائيل"، تم اعتراض ثلاثة منها وسقط اثنان في الأراضي اللبنانية.

وأشارت إذاعة الجيش، إلى أن إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ 3 أشهر.

في السياق ذاته، أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة، بسماع دوي انفجارات في منطقة المطلة على الحدود مع لبنان بعد دوي صفارات الإنذار فيها مرتين.

وفي أعقاب إطلاق الصواريخ من لبنان، قصفت نيران المدفعية والغارات الجوية الإسرائيلية جنوب لبنان، حيث ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن المدفعية الإسرائيلية أصابت بلدتين في جنوب لبنان، بينما أصابت غارات جوية ثلاث بلدات أخرى أقرب إلى الحدود.

وأشارت إلى سقوط "سقوط 10 قذائف في قصف إسرائيلي على أطراف بلدة يحمر الشقيف وكفرتبنيت وأرنون جنوبي لبنان".

انتقادات حادة لحكومة الاحتلال

وفي الردود الإسرائيلية على هذه التطورات، هاجم رئيس بلدية مستوطنة المطلة، شمال فلسطين المحتلة، ديفيد أوزلاي، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، معتبرًا أنه ينشغل بأمور فارغة.

وقال أوزلاي إنه منذ إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان في 27 نوفمبر/ تشرين ثاني 2024، لم يعد إلى المطلة سوى 10% من السكان.

وأضاف "أقول لرئيس الوزراء نتنياهو، انشغِل بتوفير الأمن لمواطني إسرائيل، بدلا من الانشغال بأمور فارغة".

وأردف "لن نعود إلى واقع السادس من أكتوبر، وأدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقائد القيادة الشمالية، اللواء أوري غوردين، إلى التصرف بحزم وضمان عدم إطلاق رصاصة واحدة على المستوطنات الشمالية مرة أخرى".

بينما صرح زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان: "صواريخ من غزة، واليمن، ولبنان في يوم واحد!، رئيس وزراء السابع من أكتوبر يشكّل خطرًا على أمن إسرائيل".

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن رئيس بلدية مستوطنة كريات شمونة، أفيخاي شتيرن، قوله: "لدي سؤال واحد فقط للواء أوري جوردين، قائد المنطقة الشمالية، الذي قال إنه لا يوجد عائق أمام العودة إلى الشمال. هل ما زلت تعتقد ذلك؟".

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأ الاحتلال عدوانا على لبنان تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 شهيدًا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم سريان اتفاق لوقف النار في 27 نوفمبر 2024، إلا أنّ الاحتلال ارتكب 1188 خرقا له، ما خلّف 94 شهيدًا و300 جريح على الأقل.

وتنصلت حكومة الاحتلال من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا مع استمرار احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.

وتأتي هذه التطورات عقب استئناف الاحتلال فجر الثلاثاء الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين.