حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي رباح، من مُخطط إسرائيلي "منهجي" لتهجير سكان المخيمات والبلدات الفلسطينية.
وأكد "رباح" في حديث خاص لـ "وكالة سند للأنباء"، اليوم السبت، أن ما تشهده الضفة الغربية وقطاع غزة يأتي في إطار سياسة "التطهير العرقي والضم" التي تتبناها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
وأوضح أن "إسرائيل تعمل بشكل ممنهج على تفريغ المخيمات من سكانها عبر التهجير القسري، ضمن مخططٍ أوسع يهدف إلى ضم أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية، وليس فقط توسيع المستوطنات أو المناطق المصنفة أمنيًا".
وأضاف: "هذا المخطط لا يقتصر على السيطرة الجغرافية، بل يُراد منه كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإفراغه من طاقته الكفاحية، عبر سياسة التدمير الممنهج والترهيب الجماعي".
وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية، بقيادة اليمين الفاشي، تواصل مجازرها ومذابحها بهدف تحقيق هدفين رئيسيين؛ الأول التهجير الواسع، والثاني إقناع الفلسطينيين بأن المقاومة لن تحقق أي نتائج في مواجهة آلة الدمار الإسرائيلية."
وتابع عضو اللجنة التنفيذية: "لكن التاريخ أثبت أن شعبنا، رغم كل المذابح والتهجير، لم يخضع ولم يستسلم، بل ظلّ يناضل بكل الأدوات المتاحة".
وحذّر "رباح" من أن "الاحتلال يحاول استغلال الانقسام الفلسطيني الداخلي لتعزيز مخططاته، سواء في الضفة أو في قطاع غزة، مما يتطلب وحدة وطنية عاجلة لمواجهة هذا الخطر الوجودي".
وشدد على أن "المقاومة ليست تكتيكًا مؤقتًا، بل هي خيار كفاحي متجذر في الوعي الجمعي الفلسطيني منذ انطلاق الثورة المعاصرة، مرورًا بعقود السبعينات والثمانينات، وصولًا إلى اليوم."
واستطرد: "أشكال النضال تتغير وفقًا لطبيعة الصراع، لكن الجوهر يبقى واحدًا: مواجهة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة لتحقيق الحرية والعودة وإقامة الدولة المستقلة."
وأكمل: "المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، بمختلف تجلياتها، من المقاطعة الاقتصادية إلى التصدي للمستوطنين والجيش، هي وسيلة دفاع حيوية لحماية الأرض والهوية، كما أن صمود غزة يشكل نموذجًا للمواجهة الشاملة."
ودعا رباح إلى "توحيد الصف الفلسطيني ووضع استراتيجية وطنية شاملة تجمع بين المقاومة والدبلوماسية". معتبرًا أن التنسيق بين كافة أشكال النضال؛ السياسي والعسكري والجماهيري، "هو الضمانة الوحيدة لإفشال مخططات الاحتلال."
وقال إنّ: "شعبنا قادر على الصمود والإبداع في وسائل نضاله، والمقاومة ستظلّ درعنا الذي يحمي وجودنا ويحقق طموحنا في التحرير والعودة".
وتُواصل قوات الاحتلال اجتياح مدينة ومخيم جنين لليوم الـ 68 على التوالي. بينما تستمر في العدوان العسكري على مخيمات ومدينة طولكرم لليوم الـ 62 تواليًا.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد كشفت الأربعاء الماضي، النقاب عن خطة جيش الاحتلال في استهداف مخيمات اللجوء الفلسطينية شمال الضفة الغربية؛ لا سيما جنين وطولكرم ونور شمس.
ونبهت "يديعوت" إلى أن جيش الاحتلال هدم حتى الآن 200 منزل في مخيم جنين في إطار العملية العسكرية. موضحة: "بعد هدم المنازل، تغيّر مظهر المخيم بشكل كبير، معظم السكان غادروه، وتم نشر كتيبة حوله لمنع عودة المسلحين".
وتابعت: "الجديد في الأمر هو أن الجيش يعتزم منع الفلسطينيين من إعادة البناء في المناطق التي تم هدمها، سواء كان ذلك طرقًا أو منازل، بهدف الحفاظ على القدرة على المناورة داخل المخيم بسرعة وفعالية".
وذكرت "يديعوت" أن جيش الاحتلال يسعى إلى إعادة تشكيل مخيم جنين هندسيًا "ليصبح مجرد حي آخر داخل المدينة". مؤكدة: "تم تنفيذ خطوات مماثلة في مخيم نور شمس، ولكن على نطاق أصغر".
وهدمت قوات الاحتلال، وفق تسريبات "يديعوت أحرونوت"، نحو 30 منزلًا في مخيم نور شمس شرقي طولكرم، و15 منزلًا آخر في مخيم طولكرم.
ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قيادة "المنطقة الوسطى" في جيش الاحتلال تناقش خططًا مشابهة تستهدف جميع المخيمات الفلسطينية الـ 18 في الضفة الغربية.