عادت أفران الطين في قطاع غزة للعمل في ظل شح غاز الطهي ،وقلة الطحين في القطاع ،بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات ،منذ أكثر من شهر ونصف.

وفي الثاني من مارس/آذار الماضي، منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأغلق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، حيث استأنف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في 18 من الشهر ذاته، بعد هدنة استمرت شهرين.

وتحاول " أم أحمد" توفير القليل من أرغفة الخبز لعائلتها، في أحد مخيمات الايواء، في دير البلح وسط غزة باللجوء إلى الملاذ الأخير "فرن الطين" ،بعد انعدام الغاز وندرة الطحين.

وتصف الأوضاع بالصعبة والسيئة، في ظل حاجة الجميع للمساعدة ،وسط غلاء للأسعار ،وصعوبة توفير الطحين.

كما ولا يختلف الحال عند أم سامح في موقع أخر بأحد مراكز الايواء ،بالبحث المستمر عن لقمة الخبز بالخبز على فرن الطين، منذ أكثر من عام ونصف ،وبات يتنقل معهم في محطات النزوح داخل القطاع.

وتعاني ام خالد كذلك في دير البلح ،منذ اسبوع من فقدان الخبز في الأسواق ،وندرة الطحين وغلاء سعره ،والذي تقول أنه تجاوز الـ500 شيكل للكيس الواحد.

وفي ظل صعوبة الظروف ،وعدم القدرة على توفير الطحين والخبز تجد كثير من العائلات في قطاع غزة ،بفرن الطين " الطابون" الملاذ الأخير لتحضير أرغفة الخبز ،بشكل جماعي وتوزيعها على سكان مراكز الايواء.

وأبرزت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، تحول غزة إلى ساحة قتلٍ يُجوع فيها المدنيون بهدف الإبادة.

وقالت الغارديان إن وصف هذا بـ"حصار المساعدات"، كما تميل العناوين الرئيسية إلى وصفه، لا يُنصف هول ما يحدث: هذا ليس "حصارًا للمساعدات" بقدر ما هو حملة تجويع.

يتواصل العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة، منذ 18 مارس/ آذار الماضي، بعد تهدئة هشة سرعان ما انقلب عليها نتنياهو، واستأنف حرب الإبادة والتهجير ووقف المساعدات وإغلاق المعابر، التي بدأت قبل نحو 16 شهرًا.

وبلغت حصيلة الشهداء على قطاع غزة منذ استئناف حرب الإبادة الجماعية على القطاع في 18 مارس/ آذار المنصرم 1630 شهيداً، و4302 إصابة.

وارتفع إجمالي شهداء القطاع إلى 51 ألفاً، بينما سُجلت 116 ألفاً و343 إصابة في القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.