يحذر خبراء من تزايد حالات الخرف المبكر بين الشباب، مؤكدين أن بعض الأعراض الأولية مثل اضطرابات الرؤية ومشكلات اللغة قد تمر دون ملاحظة، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتفاقم الحالة.
ورغم ارتباط الخرف غالبًا بكبار السن، إلا أن الخرف المبكر – الذي يُشخّص قبل سن 65 – أصبح أكثر شيوعًا، ويشكل ما نسبته 7.5% من إجمالي حالات الخرف في المملكة المتحدة، حيث يعيش به نحو 71 ألف شخص.
وتوضح خبيرة الخرف المبكر من جامعة غرب اسكتلندا، مولي موراي أن اضطرابات الرؤية – مثل صعوبة القراءة أو تنسيق الحركات اليومية – كانت من أولى العلامات لدى ثلث المرضى، رغم سلامة البصر العضوية.
كما تشمل الأعراض المبكرة صعوبات في النطق واستخدام كلمات خاطئة، بالإضافة إلى تغيرات في الشخصية مثل التصرف بشكل غير لائق أو فقدان الاهتمام بالمحيط.
وتُعد هذه الأعراض أكثر وضوحًا في أنواع نادرة من الخرف مثل الخرف الجبهي الصدغي، الذي يمثل نحو 40% من حالات الخرف لدى من هم دون الـ65 عامًا.
وتؤكد موراي أهمية رفع الوعي الطبي والعام بهذه الأعراض، محذرة من الخلط بينها وبين أعراض الإرهاق أو سن اليأس، مما يؤخر التشخيص ويحد من فرص التدخل المبكر.
ورغم عدم توفر علاج نهائي للخرف حتى الآن، فإن الكشف المبكر يسهم في إبطاء تقدم المرض وتوفير دعم طبي ونفسي مناسب للمصابين.
وسلطت إصابات شخصيات عامة الضوء على هذا النوع من الخرف، مثل الإعلامية البريطانية فيونا فيليبس، التي شُخصت بالزهايمر في سن 62، والكاتب تيري براتشيت الذي أُصيب بضمور في القشرة الخلفية للدماغ، والممثل روبن ويليامز الذي كان يعاني من "خرف أجسام ليوي".
ويمثل الخرف تحديًا متناميًا للنظام الصحي البريطاني، حيث تُقدر كلفته السنوية بنحو 42 مليار جنيه إسترليني، وقد تتضاعف خلال 15 عامًا، وسط ارتفاع متسارع في عدد كبار السن.
وكان الخرف السبب الرئيسي للوفاة في المملكة المتحدة خلال عام 2022، حيث أدى إلى وفاة أكثر من 74 ألف شخص، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة "ألزهايمر ريسيرش يو كيه".