عبر نشطاء بالمجتمع المدني الكويتي عن غضبهم من الصمت العالمي إزاء الجريمة المنظمة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق غزة أمام أنظار المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً، مؤكدين أن ما يجري في غزة يتجاوز حدود المعاناة ليكشف انهيار المنظومة الأخلاقية والإنسانية الدولية المزعومة.
وقال رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية في الكويت، طارق الشايع، في تصريحات إعلامية اليوم الخميس، تابعتها "وكالة سند للأنباء"، إن ما يحدث في غزة يعني أن الجريمة لم تَعُد تُرتكب في الظلام، بل أصبحت حدثًا يوميًا يُبثّ بأعلى جودة أمام كاميرات العالم، دون أن يتحرك أحد.
وأكد "الشايع"، على أن ما تتعرض له غزة لا يمكن وصفه إلا بأنه عملية إبادة بطيئة تنفذ بالجوع، بعد أن فشلت آلة الحرب في كسر إرادة الشعب الفلسطين
ولفت إلى أن مجاعة غزة تبث مباشرة على الملأ، ليس فقط لأن وسائل الإعلام تنقلها لحظة بلحظة، بل لأن الجميع يراها ويعرف تفاصيلها، من يحمل هاتفًا، ومن يقود دولة.
ويتابع القول "رغم كل هذا، لم تتغير النتيجة: الجوع يفتك، والخذلان مستمر، والصمت أعلى من أصوات الاستغاثة".
وشدد رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية في الكويت على أن ما يحدث في غزة ليس نتاج تصحّر أو شحٍ في الأمطار، بل جريمة بشرية مقصودة، خطط لها الاحتلال الإسرائيلي ونفذها بإحكام، حين قطع الإمدادات، وضرب سلاسل التوزيع، ومنع إدخال الغذاء والدواء، وأخضع مليوني إنسان لتجربة جوع قسري ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية وفقاً للقانون الدولي.
مشيراً إلى أن ما يحدث ليس أزمة إنسانية، بل جريمة إنسانية، موضحًا أن الأزمة قد تُفهم كحدث طبيعي، أما الجريمة فهي مسؤولية أخلاقية وقانونية تقع على من ارتكبها ومن سكت عنها.
ويختم الشايع بالقول إن مجاعة غزة لا تفضح الاحتلال وحده، بل تفضح زيف الحضارة، وسقوط منظومة القيم الإنسانية، فإذا لم يكن الموت جوعًا سببًا كافيًا لإيقاظ الضمير العالمي، فلا بد أن نقرّ أن هذه المنظومة سقطت، ولم تعد أكثر من واجهة شكلية لا تُطعم جائعًا ولا تحمي طفلًا.
من جانبه، يقول الباحث الكويتي في الشأن الفلسطيني رئيس فريق "كويتيون دعمًا لفلسطين"، عبدالله الموسوي، في تصريحات إعلامية، اليوم الخميس، إن ما يحدث في غزة اليوم يعجز اللسان عن وصفه، فالاحتلال لا يكتفي بقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية، بل يمارس سياسة تجويع ممنهجة عبر منع إيصال الغذاء والدواء.
ويرى "الموسوي"، أن جميع المنظمات إنسانية دولية، تحمل الاحتلال مسؤولية هذه الجريمة، فيما يقف المجتمع الدولي عاجزًا أو متواطئًا مع الجريمة.
ويؤكد أن ما يحدث اليوم هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وانتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين في أوقات الحرب.
وختم بالقول أن هذا الصمت يشرعن الجريمة، ويمنح رخصة لدول أخرى كي ترتكب الفعل نفسه دون خوف من المحاسبة.