على مدار 100 يوم متواصلة، عاشت مدينة طولكرم ومخيميها "طولكرم" و"نور شمس" شمال الضفة الغربية، ولا زالت، عدوانًا إسرائيليًا غير مسبوق، دمّرت فيه آلة الاحتلال الإسرائيلي مظاهر الحياة الطبيعية، وشرعت بتغيير معالم المخيمات فيها، في إطار تطبيق خطة الاحتلال بالقضاء على المخيمات بالضفة، وتهجير سكانها.
وصباح اليوم، الذي يصادف اليوم الـ100 على العدوان على طولكرم، سارعت عشرات العائلات لإخلاء ما تستطيع من منازلها المهددة بالهدم، بعد أن سمحت لهم سلطات الاحتلال بالتوجه إليها خلال ساعتين فقط، وبتنسيق مسبق.
وتحت عنوان "الكارثة الكبرى على الفلسطينيين ستبدأ الليلة بطولكرم"، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية الليلة الماضية، أن قوات الاحتلال ستبدأ هدم 106 بنايات للفلسطينيين في مخيمي طولكرم ونور الشمس.
والخميس الماضي، أخطرت سلطات الاحتلال بهدم 106 منازل ومبانٍ سكنية في المخيمين، منها 58 في مخيم طولكرم، و48 في مخيم نور شمس، وشرع أمس بهدم 15 بناية سكنية في حارة المنشية في مخيم نور شمس.
كما أعلن الاحتلال الليلة الماضية نيته هدم 19 بناية أخرى، تضم أكثر من 50 وحدة سكنية في حارتي الجامع والمسلخ في مخيم نور شمس.
وأمهلت سلطات الاحتلال أصحاب المنازل المهددة بالهدم، ساعتين صباح اليوم لإخلاء مقتنياتهم، حيث سمحت لعدد محدد من المواطنين بالدخول للمخيم، حيث سابق من استطاع الوصول لمنزله الزمن لإخلاء ما يستطيع.
وأظهرت مشاهد مصورة من داخل المخيم لحظة توجه الأهالي للمخيم وإخراج مقتناتهم وأثاث منازلهم بمساعدة طواقم الهلال الأحمر، جراء فرض قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا على المنطقة، وعرقلة وصول المواطنين لمنازلهم، وتعرضهم في كثير من الأحيان لإطلاق النار والمطاردة.
وقالت اللجنة الإعلامية في طولكرم، إن 2900 منزل دمرها الاحتلال بشكل كامل أو جزئي في مخيمي نور شمس وطولكرم.
ويشرع الاحتلال اليوم بهدم ستة مباني في مخيم نور شمس، تضم 20 عائلة ستشرد من مساكنها في ظل أوضاع صعب لآلاف النازحين من المخيم.
إلى ذلك، عرقلت قوات الاحتلال محاولة الأهالي الوصول إلى منازلهم في مخيم نور شمس لإخلاء محتوياتها واحتجزتهم لساعات، وأطلقت الرصاص الحي والقنابل الصوتية تجاههم.
وتفاجئ بعض المواطنين من مخيم نور شمس بتفجير الاحتلال لمنازلهم في حارة المنشية، رغم أنها لم تكن ضمن دائرة الإخطارات أو التهديد بالهدم.
ويكثف الاحتلال وجوده في قلب مدينة طولكرم، ما فاقم معاناة التجار بسبب إغلاق الحواجز ومنع حركة التجارة مع المحافظات الأخرى.
ويواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.
وتسبب العدوان الإسرائيلي الواسع الذي تشهده طولكرم، بنزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، وتدمير 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
كما أسفر العدوان المتواصل منذ 100 يوم، عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل، وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والإحراق والتخريب والنهب والسرقة.
من جهته، قال محافظ طولكرم اللواء عبد الله كميل، إن ما تقوم به قوات الاحتلال من عمليات هدم "تعبّر عن السادية الحقيقية المنطلقة من العقلية الإجرامية والتي ينتهجها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في كل مكان".
وأضاف في بيان تابعته "وكالة سند للأنباء"، أن مواصلة جريمة العدوان وتصعيده بعد إخطار يوم الخميس الماضي، بهدم 106 بنايات ومنزل في المخيمين، منها 58 بناية في مخيم طولكرم، و48 منزلا في مخيم نور شمس، يزيد من معاناة المواطنين وأزمة النزوح القسري وإخراج المواطنين من منازلهم عنوة، وتحت حجج واهية لا علاقة لها باي دواع أمنية".
وجدد المحافظ دعوته للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية التحرك الفوري وكسر الصمت لوقف هذه العدوان بحق مدينة طولكرم ومخيميها.
وتابع:" ما يقوم به الاحتلال من جرائم وعدوان، مخالف للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقوانين حقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة، وكافة الاعراف والمواثيق الدولية".