من قلب الركام وبين أصوات انفجارات الغارات الإسرائيلية التي لا تتوقف، تختار الشابة الفلسطينية ياسمين الداية سلاحها المختلف، الريشة والألوان، إذ لم تعد لوحاتها تعبّر عن مشاهد البحر والغروب وأحلام الطفولة، بل تحولت إلى مرآة صادقة تعكس وجع قطاع غزة في زمن الحرب.
تقول ياسمين التي بدأت مسيرتها الفنية برسم الأطفال وملامح الفرح لـ"وكالة سند للأنباء"، إن الحرب غيرت مسار ريشة حلمها، "كنت أرسمهم يضحكون، يلعبون، الآن أرسمهم مصطفّين في طوابير الماء، أو جالسين في زوايا الملاجئ… أرسم من فقدوا أطرافهم ومن غيّبتهم الصواريخ عن الحياة".
لوحاتها صرخة بصرية، تسجل شهادات حية عن دمار المنازل، وجع الأمهات، واستشهاد الأطفال، وهي تأمل أن تجد هذه الأعمال طريقها إلى معارض دولية، لا لتكسب شهرة، بل لتقول للعالم: انظروا إلينا… نعيش الألم لحظة بلحظة.
وترى ياسمين في فنها وسيلة للمقاومة والصمود، توثق المأساة وتُحرك الوجدان العالمي، وتضيف: "فرشاتي هي صوتي، ولوحاتي رسائل مفتوحة تطالب بوقف المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة".
هي ليست فقط فنانة، بل شاهدة على مرحلة، تحوّل الألم إلى ألوان، والمأساة إلى حكاية مرسومة، لا تنسى.
ويُواصل جيش الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية والتجويع ضد المدنيين في قطاع غزة لليوم الـ 579، تزامنًا مع فرض حصار مُطبق على القطاع بإغلاق المعابر كافة ومنع إدخال الدواء والمساعدات الإنسانية والغذاء لأكثر من شهرين.