بتمويل ذاتي وجهد جماعي، قررت السيدة منى منصور(30 عاما) بدء مبادرتها "صحتك بوجبتك"، لاستبدال الوجبات المدرسية غير الصحية، بوجبات صحية متنوعة؛ حرصا على صحة الأطفال والطلاب.

انطلقت منصور بفكرتها مع أبنائها أولا، بعد أن استشعرت المشاكل الصحية التي يعاني منها الأطفال وطلاب المدارس، بعد تناولهم وجبات وسكاكر وأنواع مختلفة من الأطعمة التي تباع في مقاصف المدارس، فقررت استبدال مصروفهم الشخصي، بوجبات تصنعها منزليا لهم.

ومع انتشار أمراض المعدة بين الطلاب والأطفال ومعاناة الكثير منهم من السمنة، وازدياد شكاوى الأهالي، قررت منصور بألا تكتفي باستبدال وجبات أطفالها فقط، بل أن توسع فكرتها لتشكل مبادرة على مستوى المدارس ورياض الأطفال.

توجهت منصور إلى عدد من رياض الأطفال والمدارس الحكومية، وبدأت بإقناع ضامني المقاصف بفكرتها.

تقول" كنت أخشى من فكرة إقناع ضامني المقاصف بمبادرتها وخصوصا أنهم يسعون إلى الربح لتغطية تكاليفهم، وكنت أجد أن ذلك من أكثر المعيقات التي سوف تواجهني"

لكن منصور فوجأت بترحيبهم وتعاونهم معها وتشجيعهم للفكرة، فبدأت بتزويد تلك المقاصف بوجبات تحتوي على المعجنات المصنعة من قبل نساء ماهرات وبإشراف أخصائية تغذية.

تضيف" نسعى في الفريق ومن خلال وجباتنا التي نعدها بعناية لجذب الطلاب لها وكذلك تحقيق الربح الكافي لضامني المقاصف لتشجيعهم على مواصلة المشوار معنا لنضمن طعام صحي ومفيد لأطفالنا وطلابنا خلال ساعاتهم المدرسية".

وسعيا من المبادرة لصناعة وإعداد أكل صحي وتغيير ثقافة المجتمع الفلسطيني، توضح منصور أنها بدأت تدريجيا بإدخال القمح الأسود في الوجبات المدرسية التي تعدها إلى جانب تقليل كميات السكر المضاف تلك الوجبات إلى النصف.

ولم تكتفي منصور صاحبة مركز لتعليم الطهي في مدينة رفح، بعدد قليل من المدارس، فتوجهت إلى مديرية التربية والتعليم في المدينة، والتي أبدت إعجابها بالفكرة، لعقد لقاءات لضامني المقاصف في مدارس المحافظة، لتوعيتهم وإشراكهم في المبادرة.

وتضيف " لم يعارض أحد الفكرة  ولكنهم تخوفوا من فكرة إدخال الفواكه نظراً لعدم تقبل الطلبة لتناولها، والخوف من تلفها في حال عدم تسويقها بشكل يومي".

وتطمح منصور لتوسيع مبادرتها لتشمل كافة المدارس  في قطاع غزة في المراحل التعليمية المختلفة؛ حفاظا على صحة الطلاب وتجنبا لأمراض شائعة تسببها بعض المأكولات والسكاكر.

وتبدي منصور سعادتها من حجم التفاعل والترحيب الذي لاقته من قبل المسئولين والمواطنين وأولياء الأمور  والطلاب تجاه مبادرتها، التي تطمح أن تجد دعما كافيا لها من قبل المؤسسات المجتمعية والمعنية بتقديم الدعم للمبادرات الناشئة.