الساعة 00:00 م
الإثنين 19 مايو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.02 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
3.97 يورو
3.56 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

استهداف "الأوروبي" ضاعف مأساتهم.. الاحتلال يحكم بإعدام 11 ألف مريض سرطان في غزة

الأرض الأكثر خصوبة بالضفة تعاني العطش والجفاف

حجم الخط
الاحتلال يسيطر على مصادر المياع في الأغوار الشمالية.jpeg
الأغوار الشمالية – وكالة سند للأنباء

لطالما عُرفت الأغوار الشمالية بـ "سلة خضار فلسطين"؛ لخصوبة أرضها ووفرة محاصيلها ومياهها، لكنها باتت تشكي اليوم من العطش؛ جراء سياسات الاحتلال ومستوطنيه بالسيطرة على مصادر المياه وحرمان المواطنين منها، حتى أضحت الأرض الأكثر خصوبة بالضفة تفتقر لمصدر مياه تروي فيه عطشها وعطش سكانها ومواشيهم.

ومؤخرًا، أطلق مجلس قروي المالح والمضارب البدوية وسكان التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية مناشدة إنسانية عاجلة إلى سلطة المياه الفلسطينية "وأصحاب الضمائر الحية"، لتوفير المياه لهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديد.

وفي رسالة من سكان التجمعات البدوية في المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية المحاصرة قالوا فيها: "نناشدكم من أعماق قلوبنا، نحن 120 عائلة تعاني في هذه الأيام من أزمة مياه خانقة في ظل ارتفاع شديد في درجات الحرارة، حيث لا نجد قطرة ماء لا لأطفالنا ولا لحيواناتنا".

وأكد السكان في الرسالة التي اطلعت عليها "وكالة سند للأنباء"، أنهم يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة، إذ يحاصرهم المستوطنون داخل مساكنهم ويمنعونهم من الوصول إلى مصادر المياه، ويتعرضون للعنف المستمر بهدف التهجير القسري والابتلاع التدريجي لأراضيهم.

وأوضحوا أنه ورغم محاولاتهم التوجه إلى القرى المجاورة، إلا أنهم يُمنعون من الحصول على المياه، ويواجهون العطش والمعاناة اليومية في أبسط حقوق الحياة، مضيفين: "أطفالنا يصرخون من العطش، وحيواناتنا تموت جوعًا وعطشًا أمام أعيننا".

وناشد السكان لتوفير صهريج مياه عاجل وفتحة ماء دائمة لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة، وإنقاذ ما تبقى من صمودهم على هذه الأرض، موضحين: "نضع هذه المناشدة بين أيديكم، مؤمنين أن في هذا الوطن من لا يزال يملك ضميرًا حيًا، ويشعر بمعاناة الإنسان، أيًّا كان موقعه".

وضع كارثي

مجلس قروي المالح والمضارب البدوية أكد أن منطقة المالح والتجمعات البدوية في الأغوار الشمالية عن وضع كارثي، حيث أصبحت المنطقة منكوبة بسبب تصاعد الاعتداءات العنيفة من قبل المستوطنين، وأن هذه الاعتداءات لم تتوقف عند حد، بل امتدت لتشمل تهديدات مباشرة لحياة السكان.

وأوضح المجلس في بيان تابعته "وكالة سند للأنباء"، أن هذا التصعيد يأتي في وقت يعاني فيه المواطنون من عدم توفر الحماية والأمن، وسط غياب دور المسؤولين في التصدي لهذه الانتهاكات، مما يضعهم أمام سؤال كبير حول مسؤوليتهم في حماية المواطنين وممتلكاتهم.

ولفت إلى أنه قد أصبح واضحًا أن الصمت المستمر من الجهات المعنية قد ساهم في تدهور الوضع في هذه المنطقة، الأمر الذي يتطلب تحركًا سريعًا من جميع الأطراف المعنية لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية حياة المواطنين من التهديد المستمر.

وشدد المجلس، أن الأغوار اليوم بحاجة إلى تحرك فوري من قبل الحكومة والجهات المختصة، مضيفًا: "السكان هنا يصارعون لأجل البقاء ويتعرضون لجرائم واعتداءات المستوطنين وبطشهم".

المياه في الأغوار

وتقع الأغوار الشمالية على بحر عذب من المياه الجوفية، لكن العطش والتصحر يهدد الحياة الزراعية والمعيشية في المنطقة بسبب سياسة الاحتلال وحرمانه للمواطنين من الاستفادة من مصادر المياه في وقت يتمتع المستوطنون بكميات هائلة منها كما يجري في مستوطنتي الحمرا وميخولا الجاثمتين على أراضي الأغوار وتنهبان كميات ضخمة من المياه سنوياً.

ويضاف إلى ذلك إنشاء الاحتلال خطوطا ناقلة تستنزف المياه الجوفة من الأغوار وتضخها الى باقي المستوطنات في الضفة والداخل المحتل.

وتشكل الأغوار الشمالية ربع مساحة الضفة بمساحة 720 ألف دونم يسيطر الاحتلال على 400 ألف دونم منها للاستخدام العسكري في حين تشكّل المساحة الزراعية للأغوار 50% في مساحة الأرضي الزراعية في الضفة.

ويقدّر عدد الآبار الجوفية الكلي في مناطق الأغوار بحوالي 209 آبار؛ يعمل جزء بسيط منها، بسبب سيطرة الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من تأهيلها.

يضاف إلى ذلك حفر الاحتلال آباراً عميقة ذات طاقة إنتاجية عالية تتجاوز 35 مليون كوب سنوياً في مناطق الأغوار والتي تحول دون التغذية الجانبية للآبار الفلسطينية.

ومن أهم مصادر المياه في الأغوار الينابيع التي يقدر عددها بحوالي 22 ينبوعاً، تتغذى مياهها من الطبقات المائية الجبلية؛ فيما يقدر المعدل العام للتدفق السنوي لها بحوالي 44 مليون كوب في السنة.

ومع قدوم حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة نهاية عام 2022؛ أقدم وزراؤها المتطرفون على دعم الاستيطان وتشديد الخناق على المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وخاصة في المناطق المصنفة “C” حسب اتفاق أوسلو المشؤوم بين الاحتلال ومنظمة التحرير.

ورغم تصاعد دعم الاحتلال الرسمي للحركات الاستيطانية في الأغوار، فإن ذلك يقابله مزيدا من الإهمال والتجاهل من قبل السلطة والمستوى الرسمي فيها لسكان الأغوار وتلبية احتياجاتهم الضرورية.