قال رئيس المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن الاحتلال الإسرائيلي أخرج ما يقارب 90% من المرافق الصحية في مدينة غزة وشمال القطاع عن الخدمة، وأوقفها عن العمل بسبب الاستهداف المتكرر والممنهج.
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 18 أيار/مايو الجاري، حصارًا مشددًا على مستشفى الإندونيسي، تزامنًا مع اقتحامات متكررة لمستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، فيما شنّت صباح اليوم الخميس هجومًا مباشرًا على طابق الاستقبال في مستشفى العودة.
وأوضح "الهمص" في حديثٍ خاص بـ "وكالة سند للأنباء"، أن الحملة الممنهجة تأتي في إطار سياسة إسرائيلية تهدف إلى إبادة القطاع الإنساني في شمال غزة، ودفع السكان نحو التهجير القسري، عبر تدمير البنية التحتية الطبية وحرمان المدنيين من أدنى حقوقهم الصحية.
وأضاف أن محافظة شمال غزة توقفت تمامًا عن تلقي الخدمات الصحية نتيجة الاستهداف الكامل للمرافق الطبية فيها، مشيرًا إلى أن استهداف مستشفى العودة يعني خروج كامل القطاع الصحي من المنطقة، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في ظل العدوان.
وأكد "الهمص" أن الاستهداف المتكرر للمرافق الطبية والعاملين الصحيين يندرج ضمن سياسة واضحة لإفراغ شمال القطاع من السكان، داعيًا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف هذا التدمير، وحماية الكوادر الطبية والمرافق الصحية، ومحاسبة الاحتلال على انتهاكاته.
وفي تصريحاتٍ مماثلة، شدد رئيس جمعية العودة الطبية رأفت المجدلاوي، أن الاحتلال دمر أكثر من نصف الخدمات الطبية في غزة، واستهدف بشكل مباشر المرافق الصحية والعاملين فيها، مما أدى إلى تعطيل أكثر من 80% من المنظومة الصحية، ودمار 95% من مراكز الرعاية الأولية، وتدهور حاد في القدرة على تقديم الخدمات التخصصية.
وبيّن "المجدلاوي" في حديثٍ لـ "وكالة سند للأنباء"، أن المدنيين في غزة محرومون من أبسط الخدمات الصحية التي تحافظ على كرامتهم الإنسانية، مطالبًا بحماية القطاع الصحي وتحويله إلى منطقة محايدة، بعيدا عن الاستهداف المباشر والممنهج.
"استهداف متعمد للمستشفيات"..
ووضعت سلطات الاحتلال خلال الحرب الحالية مستشفيات قطاع غزة ضمن قائمة أهدافها العسكرية بادعاء استخدامها من قبل فصائل المقاومة، لكنها لم تقدم أدلة ملموسة، في حين دحضت ذلك تقارير وتحقيقات صحفية دولية.
وحذر بيان مشترك صدر عن 80 دولة، مساء اليوم الخميس، من أن قطاع غزة يعاني حاليًّا من أسوأ أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب، مع تصاعد المخاطر التي تهدد حياة المدنيين، لا سيما خطر المجاعة الذي يتهدد السكان في ظل تفاقم الأوضاع.