نددت فصائل فلسطينية بالمجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، باستهداف مدرسة "فهمي الجرجاوي" في حيّ الدرج بمدينة غزة، معتبرة أنها جريمة حرب جديدة تكشف عن الطبيعة الدموية للاحتلال الإسرائيلي.
وفجر اليوم الاثنين، ارتقى 31 مواطنًا مدنيًا شهداء بينهم 18 طفلا و6 نساء وأصيب وفُقد العشرات، بغارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على مدرسة فهمي الجرجاوي، التي تؤوي نازحين، في حي الدرج وسط مدينة غزة.
كما أفاد مراسل "وكالة سند للأنباء" بانتشال جثامين 19 شهيدا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة "عبد ربه"، في جباليا البلد شمالي قطاع غزة.
"حماس": فجور إسرائيلي ضمن سياسة الأرض المحروقة
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن استهداف مدرسة فهمي الجرجاوي في حي الدرج وسط مدينة غزة، ومنزل عائلة عبد ربه شرق جباليا، يعكس ذروة "الفجور الصهيوني"، ويؤكد مضي الاحتلال في سياسة الأرض المحروقة، وتفريغ القطاع من سكانه.
ونددت حركة "حماس"، بمواصلة الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق شعبنا في قطاع غزة. منوهة إلى أنه "نفّذ فجر اليوم مجازر مروّعة بحق العائلات النازحة في أماكن لجوئها".
وحذرت من محاولات "تنصل" الاحتلال من مسؤوليته عن جريمة قتل الأطفال التسعة من عائلة النجار، والتذرّع بفتح "تحقيق". مؤكدة: "كل الشواهد السابقة أثبتت كذب هذا العدو، وتحقيقاته المزعومة ذرائع للتنصل من جرائمه المتواصلة".
وشددت أن تصاعد هذه المجازر "يعكس الطبيعة الفاشية لحكومة الاحتلال"، ويؤكد استغلالها غياب الردع الدولي وغطاء الصمت لتكثيف جرائمها ضد الإنسانية، دون رادع قانوني أو أخلاقي.
وانتقدت حركة "حماس"، المواقف "الضعيفة" للحكومات العربية والإسلامية؛ "والتي لا تزال دون مستوى الحدث، ولم تتجاوز مربع الإدانة الكلامية".
ودعت إلى تحرّك عربي وإسلامي عاجل، يشمل قطع العلاقات وسحب السفراء للدول التي تقيم علاقات مع الاحتلال. وتفعيل أوراق الضغط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لكبح العدوان.
وطالبت "حماس"، مجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية، وكل أحرار العالم بالتحرك الفوري لوقف حرب الإبادة، وإنهاء الحصار المفروض على غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.
"الشعبية": جريمة حربٍ موصوفة
من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنّ ما جرى في مدرسة الجرجاوي هو "جريمة حربٍ موصوفة، وانعكاسٌ صارخٌ لفشل ما يُسمى بالنظام الدولي في حماية المدنيين والأطفال الذين باتوا يتعرضون لكل أشكال القتل والإجرام الصهيوني".
وأضافت "هذا المشهد الدموي المرعب، الذي اختلطت فيه صرخات النازحين المحاصرين بالنيران، مع مشهد الطفلة المصابة بالحروق التي انتُشلت من تحت الركام، يتكامل مع مشهد جريمة قتل تسعة أطفال من أبناء الدكتورة آلاء النجار في خانيونس، في سلسلة من الجرائم المركّبة والممنهجة لهذا المجرم النازي والفاشي".
وحمّلت الإدارة الأمريكية المسؤولية السياسية والأخلاقية المباشرة والكاملة عن هذه الجريمة، لكونها توفّر الغطاء والدعم العسكري والمالي والسياسي للاحتلال الإسرائيلي الذي يعرقل أيّ جهود حقيقية لوقف العدوان.
وأدانت تقاعس المجتمع الدولي وتواطؤ مؤسساته بصمتها، ومشاركتها في الجريمة بصيغة "عدم الفعل"، ما يشجّع الاحتلال على المضيّ قُدماً في مجازره ضد المدنيين العزّل دون أي مساءلة.
وقالت "الشعبية" إن على شعوب العالم الحرّة، وكل القوى الحيّة، أن تتحمّل مسؤولياتها، وتتحرّك فوراً من أجل وقف هذا العدوان، ومحاسبة القتلة، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي يتمتّع بها الاحتلال.
"لجان المقاومة": عقلية لا تجيد إلا سفك الدماء
من ناحيتها، قالت لجان المقاومة في فلسطين إن مجزرة مدرسة الجرجاوي هي جريمة حرب جديدة "وانعكاس واضح لعقلية صهيونية نازية لا تجيد إلا سفك دماء الأبرياء العزل".
واعتبرت "اللجان" في بيان لها، أن هذه الجريمة واستمرار المجازر والقتل على امتداد قطاع غزة يكشف أن حكومة الاحتلال "حولت قطاع غزة إلى محرقة تستباح بها الأرواح والأماكن الآمنة من مدارس ومستشفيات ومراكز إيواء"، وهو ما يدلل على الطبيعة الإجرامية للاحتلال.
وأكدت أن مجزرة مدرسة الجرجاوي "ستظل شاهدة على تواطؤ المجتمع الدولي وصمته المخزي أمام جرائم الإبادة والتطهير العرقي" التي ينفذها الاحتلال بدعم مالي وسياسي وعسكري وحماية وشراكة أمريكية كاملة.
وأضافت أن هذه المجزرة واستمرار مسلسل الإبادة الجماعية في كل أنحاء القطاع، "تدلل أن الكيان الصهيوني هو عدو للبشرية والإنسانية"، ما يستدعي من شعوب الأمة وأحرار العالم تصعيد الحراك وإشعال انتفاضة عالمية في وجه الاحتلال وداعميه من أجل وقف الجرائم الإسرائيلية.