الساعة 00:00 م
الجمعة 06 يونيو 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.74 جنيه إسترليني
4.93 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4 يورو
3.49 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

ذاكرة العيد تحلّ ضيفة في الخيام والمائدة مجرّد حنين

النساء الحوامل في الحرب.. مواجهة يومية مع نقص الغذاء وتهديد مستمر للحياة

"الفخ أمريكي والقتل إسرائيلي".. هكذا تفاعل المدونون مع مجزرة المساعدات برفح

حجم الخط
شهداء مركز توزيع المساعدات في رفح
غزة – وكالة سند للأنباء

نالت المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاحد، بحق المواطنين المتوجهين للحصول على المساعدات في رفح جنوب قطاع غزة، نصيبا وافرا من اهتمام المدونين والنشطاء عبر مواقع التواص الاجتماعي.

وكان 31 فلسطينيًا قد ارتقوا شهداء وأُصيب أكثر من 200 آخرين بينهم 5 حالات موت سريري، وعشرات الإصابات الخطيرة، عندما استهدف جيش الاحتلال حشود الفلسطينيين أثناء توجههم لاستلام مساعدات من نقطة توزيع الشركة الأمريكية في رفح، فيما استشهد مواطن آخر في نقطة التوزيع وسط القطاع.

وتشابهت منشورات المدونين في توصيف مراكز المساعدات الأمريكية في القطاع بأنها "مصائد" و"أفخاخ" هدفها إيقاع المزيد من القتلى في صفوف الفلسطينيين؟

فخّ متقن

وفي منشور له على "فيسبوك"، قال محمد قاعود: "خمسون روحًا جائعة أُزهقت هذا الصباح في فخٍّ نُصِب بإتقان.. باسم المساعدات الأمريكية".

وأضاف: "في رفح، لم تأتِ الشاحنات محمّلة بالرحمة، بل على ظهر الموت، جاء الطحين مُلطخًا بالدم، والنجاة مغلّفة بالذل".

واعتبر قاعود أنه "في قاموس الاحتلال: الطحين ليس غذاءً، بل اختبار ولاء".

وأشار إلى أن الناس في غزة ينزفون على مرأى العالم، "لا لأنهم تحدّوا الحرب، بل لأنهم صدّقوا أن في “المساعدات” فرصةً للحياة".

وتابع قائلا: "لكن الحقيقة أبشع.. الرغيف الأميركي له ثمن… وثمنه هو روحك".

جوع وقهر

من ناحيته، قال الصحفي مثنى النجار: "... أكثر من 30 روحًا صعدت إلى السماء، ليس في معركة، ولا في زلزال، بل أثناء محاولتهم الحصول على طرد غذائي قرب مركز توزيع في رفح".

وتساءل النجار: "أي لعنة هذه التي تجعل الخبز أمنية؟ أي زمن هذا الذي تتحوّل فيه المساعدات إلى فخ موت؟".

وأكد أن الناس في غزة يموتون جوعًا وقهرًا، ويكون القهر مضاعفًا حين يُقتلون وهم يبحثون عما يسد رمقهم، مضيفا: "هذه وصمة عار في جبين الجميع".

مساعدات ملطخة بالدماء

وفي منشور على فيسبوك تحت عنوان "فخ المساعدات" وصف زاهي فارس العيسى، المساعدات الأمريكية بأنها "مساعدات ملطخة بالدماء".

وقال: "ذهبوا (أهالي غزة) من جوعهم لأخذ المساعدات، فعادوا إما جثثا وإما جرحى".

لقمة مغمّسة بالدم

أما فاطمة القاضي، فنشرت صورة لكيس شفاف يحمل شعار جمعية خيرية وبداخله بقايا أشلاء لأحد شهداء مركز المساعدات الأمريكية برفح، وعلقت عليها قائلة: "لا لا، ما يروح فكركم لبعيد، هاي مش توزيع الى لحمة العيد، لا يا متخاذلين هاي ما تبقّى من رأس شهيد".

وتابعت: "هذه ليست مشاهد من فيلم رعب، بل من واقعنا العربي المُذلّ. حتى الأجساد لم تسلم من التمزيق. وهذا الكيس الذي كان يجب أن يستخدم للمساعدات الإنسانية".

وفي منشور آخر، قالت القاضي: "تعددت الأسباب والموت واحد، ولكن أصعبها الموت بحثاً عن لقمة العيش".

ولفتت القاضي إلى أن مجزرة طوابير الجياع في رفح اليوم تعيد التذكير بمجازر دوار الكويتي ودوار النابلسي أو "دوار الموت" حسب وصفها، والتي حصدت أرواح المئات من منتظري المساعدات قبل عام.

وأردفت: "هذا أحد أشكال الموت في غزة بحثاً عن لقمة عيشٍ لا تصل، وإن وصلت فهي مغمّسة بالدم!

حتى أضحى لسان حالنا يُردّد: نجا من مات فعلاً".

ساحات إعدام جماعي

وقال الصحفي والباحث السياسي أحمد الكومي إن مواقع توزيع المساعدات تحوّلت إلى "ساحات إعدام جماعي، حيث تُطلق النار بدلاً من توزيع الغذاء، ويُحاصر الجائع، ويُستهدف المحتاج".

فخ أمريكي

من ناحيتها، بينت د. نهى الياس أنه في قطاع غزة "لكي تحصل على قوت يومك لا بد أن تدخل في مغامرات خطيرة ومعاناة كبيرة للوصول إلى فخ المساعدات الامريكية الحقيرة.. إذا نجوت فأنت مولود، وإذا استشهدت فقد اصطادوك".

وتابعت: "الفخ أمريكي، والتنفيذ والقتل والاعدام إسرائيلي".

أمريكا مش طرف إنساني

صاحب صفحة "صوت من غزة" ربط بين وصول المساعدات الأمريكية ومجازر الاحتلال، وقال: "إسأل حالك: ليش كل مرة بتيجي مساعدات أمريكية بيصير وراها دم؟ صدفة؟ ولا كاميرا مراقبة؟ ولا قنابل ذكية؟".

وأضاف: "اللي حصل اليوم مش قصف… اللي صار اليوم كمين ملوّن بعلم أمريكا! أمريكا بتجيب المساعدات… وإسرائيل بتجهز النعوش. وإحنا؟ بندفع الثمن مرتين: مرة بالجوع، ومرة بالدم!".

وأكد أن "أمريكا مش طرف إنساني… أمريكا طرف مباشر بالجريمة".

مساعدات الموت

ووصفت براءة صلاح المساعدات الأمريكية بـ"مساعدات الموت".

وقالت إن أكثر من 300 ألف جائع اتجهوا نحو رفح فجرًا، "يتدافعون خلف سراب اسمه "المساعدات الأمريكية"، بحثًا عن حفنة دقيق أو بعض المعلبات".

وأشارت إلى انه لم تكن هناك سوى 700 كابونة مساعدات فقط "فإن لم تمت من الجوع، فقد تموت من الزحام. وإن نجوت من الاثنين، ينتظرك الموت الحقيقي: قذائف الاحتلال".

وتابعت: "اليوم، لم يكن الموت انتظارًا بطيئًا على أبواب المساعدات، بل مجـزرة حية نُفّذت بدمٍ بارد. جُمعت الحشود الجائعة في مكان واحد، ثم صُبّت عليهم الذخائر كما لو كانت “وجبة إنسانية” بحجم الموت. تحوّل السعي خلف الطعام إلى فخٍ محكم، تحوّلت الكابونة إلى كفن".

وختمت بالقول: "هنا لم يكن الخبز نجاة، بل طُعمًا للموت، وتوزيع المساعدات كأنها نعوش".